السبت، 30 أبريل 2022

24 - الدول العظمـى سلوك ومهـــــــــــــــــام

 



 

ما معنى الدولة العظمى:

أهي الدولة الأقوى اقتصادا؟، أم الأكثر قدرة على التحكم بالعالم؟ أو الأكثر قدرة على تدمير هذا العالم؟

سيقول المتحمسون للتفوق أن الدولة العظمى هي من تحوي هذه المعالم جميعا.

وسيقول المصلحون أن الدول العظمى هي التي ترعى السلام والتوازن في الأرض.

لقد رأينا سلوك لدول عظمى في تعاملها مع دول ضعيفة كما نرى اليوم في أوكرانيا، فان قدرة روسيا للسيطرة كما يتوقع من دولة عظمى بعرف القوة والهيمنة لم تك كما يتوهم عادة وان بضعة أيام كافية لاحتلال أوكرانيا هي مدة مطلوبة لحركة الأرتال وتمركزها، لكنها واجهت تحديات، يبدو أن الدول تحتل من داخلها وتسقط من الداخل والفرصة متعادلة بغير القوة النووية المدمرة.

مراجعة للتعريف

الحقيقة أن مفهوم الدولة العظمى ينبغي أن يعاد تعريفه بعد الأحداث التي جرت في التاريخ الحديث من القرن الواحد والعشرين، لنبعد عن التقييم أن الدولة الأعظم هي الأكثر قدرة على التدمير أو الأكثر إمكانية للسيطرة على مقدرات الأضعف منها فهذا واقعا ليس لائقا بالآدمية المتوسعة عقليا وقدرات مدنية، فحكم القوة والإمكانية على فرض الإرادة  مسالة تتبع غريزة حب السيادة... ألا يرى إنسان اليوم انه بمنهج القوة حرف وظيفة منظومته العقلية الواسعة وباتت تسير وفق الغرائز والحاجات الحاكمة وليس من منهج عقلي يحرك الأمور إلى الصواب.

إن الإنسان لابد أن يرتقي ولابد أن يتوجه المفكرون لتغيير مسار العالم المتوجه إلى الانتحار من خلال تعاظم غرائز كحب السيادة والتملك، والتنافس بدل التعاون.

لابد من التعارف:

إن التنافس في عالم متباعد محتمل وان التطور التقني والتنافس على المخرجات الصناعية والأسواق والهيمنة على العالم وان قاد حروبها أناس كهتلر وموسليني أو من سبقهم في الحرب الأولى، فان المنهج لم يتغير وان الحرب الأولى التي أنتجت عصبة الأمم انتتجت الحرب الثانية التي أنتجت الأمم المتحدة، لكنها دوما تعبر عن ما يظنه الأقوياء أنها مصالح الأقوياء والنفوذ الذي لا يؤدي إلى التعارف وإنما حروب تحت الرمال نيرانها لا تلبث أن تخرج براكين كما يحصل الآن ولا ندري إن كان سيتطور الأمر إلى حرب ثالثة لتصفير مشاكل الحداثة بطريقة حرق المعطيات، لكن هذا سيبني ما يؤسس لحرب رابعة وخامسة ربما متقاربة زمنيا بحكم تقارب المسافات وتطور التقنيات وضيق السوق في نظرة أحادية لا يجري التعاون بها كما هو مطلوب لتنسيق عملية الإنتاج والتسويق والاستهلاك والربح ومعاني التفاهم التي تقودها الأن دول كوسيط لإيقاف الحروب المحتملة كما تتوسط اليوم تركيا بين أوكراني والروس، لكن القرار ليس بيد هذه الدولة التي لا تعد من الدول العظمى وفق التعريف السائد.

المشكلة الحقيقية:

المشاكل التي تواجه العالم هي مهملة منذ البدء في السلوك البشري، وضعف القيم الأخلاقية واتباع منهج السلوك في السوق ومن خلال المصلحة وما تتطلب من مجاملات أو مساعدات أو عواطف باردة سيؤدي حتما إلى فقدان التعاون وفهم المشكلة وحلها وبالتالي معالجة تلك المشاكل.

فالزيادة السكانية ليست حلها الحروب أو استمرار المناهج القديمة في فهم الدخل القومي أو الوطني ولا حتى عوامل الإنتاج، بل بطرح السؤال كيف نعالج مشاكل البشرية؟ من هنا تنشأ معاني الدولة العظمى، وكيف نقضي على فقدان التوازن في عالم ما بعد الذي يحصل الآن، فهنالك مجاعات أمام تبذير وهنالك فقر أمام مخزونات مالية أصبحت خزينا ميتا، وهنالك صناعات تحتاج الحروب والقلق لتنمو، هذا التدني في الأدمية لن يقودنا قطعا إلى المهمة الآدمية وفهم معنى الوجود والتعايش بحيث يحيا الإنسان على الأرض وليس يأتي ويخرج من الحياة وهو لا يعرف لم أتى! ولم خرج!

إن مفهوم الدولة العظمى ينبغي أن يكون الأكثر قدرة على حل مشاكل البشرية وان التنافس هو تنافس الأدمية من اجل الحلول وليس صراع البقاء أو التغلب العدمي.

رابط المستقل

https://almustaqel.net/?p=12560

رابط رووداو

https://www.rudaw.net/arabic/opinion/29042022

كتابات

https://kitabat.com/2022/04/30/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b8%d9%85%d9%89-%d8%b3%d9%84%d9%88%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%85%d9%87%d8%a7%d9%85/

 

 

 

 


الأحد، 24 أبريل 2022

23 - القـــــــــــــــدوة والقيـــــــــــــــــــــادة

 


 


صراع الموثوقية

 

في محاضرة على الهواء مباشرة للدكتور عبد الحليم زيدان أستطيع تصنيفها أنها في موضوع القيادة الإدارية وأزمة القرار في عصرنا الحالي ودرجة تحقق القدوة في القيادات والإدارات الحكومية وغير الحكومية أيضا، بعد التفكير في كلامه لاحظت أن كلمة الموثوقية مفتاحية في مشاكل مجتمعنا، فمع الموثوقية في الأفكار والتقليدية الرهيبة التي تعترض أي تقدم نحو تحديث المجتمع وإصلاحه وجعله في مسار الإنتاج المدني بدل كونه على هامش الحياة بل بسلوكيات فيه اضحى عالة على الحياة أمام نوع آخر من الموثوقية وهي الموثوقية المفقودة في القيادات والعاملين في التطوير المدني الذي اصبح كلاما بلا واقع ، وبمقابلة الموثوقيتان مع بعضهما تتضح أسباب ومعالم الحالة الصفرية في تجمعاتنا البشرية التي لم تعد ترتقي لتوصف بالمجتمع.

 

مفاهيم مشوهة:

تحدثت الندوة عن وصف لأساليب القيادة وفقا لدانييل جولمان، ودانييل جولمان لا يتحدث عن أساليب القيادة في مجتمعنا وإنما في مجتمعه، ونلاحظ التصنيف الموجود فيها لنجد أن ما اعتبره جولمان بقيادات فاشلة هي من تسيطر واقعا في بيئتنا، بينما تبعد القيادات التي اعتبرت ناجحة في مجتمعنا، لتزداد ازمه التضارب في الموثوقية لتتدنى إلى حد الفشل الحكومي في القيادة الإدارية وتحريك عوامل التنمية وبالتالي تكون دول فاشلة رغم أنها غنية بمواردها الطبيعية والبشرية.

 

الموثوقية وفقدان الموثوقية

مشكلة تضارب الموثوقية لا تؤدي إلى فقدان القدوة وحسب بل أنها تزيد من موثوقية التمسك بالماضي باعتباره مصدر إضاءة ونجاح وعوامل كثيرة كالشرف والشجاعة والبطولة والوجود وكل ما يحفز غرائز الإنسان من التدين إلى التملك والسيادة وحتى النوع، وتجعل كل شيء يجب أن يكون بذات الدرجة من الموثوقية في أحلام وأماني الجمهور فنجد أن المجموعات البشرية هي مجموعات سلبية والفاعل بها هو من يعتبر بؤرة صراعات عدمية لفرضه ثوابت هي متغيرات في الحياة المدنية، سواء كان هذا يزعم الدين أو الليبرالية أو العلمانية أو أي كان.

مصفوفة فوكا (((Volatile uncertain complex Ambiguous) (الرسم من المحاضرة)

هذه المصفوفة تمثل واقعنا المضطرب الذي لا امل فيه ولا ثبات ولا منطق ممكن أن تبنى عليه حياة اجتماعية صحيحة على أساس علمي خصوصا بعد اهتزاز وتشويه القيمة التي هي ركيزة الترابط المجتمعي عندنا.



واقعنا المعقد جدا لتولي قيادات تطلب إما أن تطاع أو تتبع دون تفكير، وهي من القيادات الفاشلة التي صنفها جولمان والتي ممكن أن ندرجها للفائدة:

قيادة مستبدة (تطلب الطاعة وتقيد من معها)((1))، قيادة تطلب تقليدها((2)) (تحب من ينافقها ابيض أو اسود)، قيادة تدعو للانسجام والتكامل((3))(تصالحية تتعامل مع الموجود بشراكة وتسد الثغرات)، قيادة ديمقراطية((4))( تسال الراي وتتبع الأكثرية بمصداقية وليس شكلية)، قيادة ناقلة للخبرة((5))( ترتقي بالكوادر وتعلمها فلا تجد فراغا في القيادة الإدارية أو الإدارة العامة والفنية)، قيادة استشرافية((6))(ترى المستقبل وتحشد تجاه الفكرة والرؤية).

نلاحظ أن الأول والثاني يغلب على نوعية القيادات في بيئتنا وهي مصنفة فاشلة عند جولمان

ما لذي نحتاجه:

نحتاج إلى قيادات قدوة، وقدوات ريادية في العمل وهذا لا يأتي في واقعنا الطارد للناس الجادة أو القيادية من الأصناف الناجحة، لان الأمور بيد قيادات من النوع الفاشل المحبط لأدوات النهضة والرقي من العلماء والمبدعين والمفكرين ويعتبرونهم خطرا على مواقعهم التي تبقى متخلفة لان قدرتهم على الإبداع والتطوير تكاد تكون معدومة أو متوجهة لغير ما هو مطلوب واقعا.

كيف نتعامل مع الواقع:

الصورة تشرح بعض النقاط العامة، لكننا لو نظرنا إلى واقعنا فإننا نحتاج من القيادات الحالية والتي صنفت وفق مصفوفة فوكا قيادات فاشلة، أن تكون اكثر واقعية في رعاية وتنشئة قدوات بدل إحباطها، أو تهميشها، ومن الضروري رعاية الكوادر القيادية الاستشرافية والناقلة للخبرة بالذات في عرضها كقدوة، والاستفادة من القيادات الديمقراطية والقيادات التي تدعو للانسجام وقادرة على اكتشاف القدوات والقيادات الحقلية والتي يمكن أن تقود التخطيط والتفكير وبالتالي ننشئه القدوات لبناء جيل جديد كمثال للرقي يتبعه لحد ما الشباب إلى أن يكَوّنوا مسارهم الخاص بإبداعهم وهكذا ترتقي امتنا من كبوتها التي طال بها الزمن.

رابط كتابات

https://kitabat.com/2022/04/24/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%88%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ab%d9%88%d9%82%d9%8a%d8%a9/

 

 رابط المستقل

https://almustaqel.net/wp-content/uploads/2022/04/issue-69.pdf



 

الأحد، 17 أبريل 2022

22- رمضـــــــــان والحــــــداثــــــــــــــــــة

 



 

بداية الآدمية

آدم ومن آدم حواء هكذا كان الخلق الذي تميز عن المخلوقات بأمور نعرف منها:

1.    منظومة عقلية تحفظ وتفهم وتعالج وتستخرج من المعرفة علم جديد.

2.    أن لهذا المخلوق حاجات، لديمومة حياته من مأكل ومشرب.

3.    أن له غرائز لكن لم يك النوع في أول خلقه منها رغم أنها تكليفا لإدامة السلالة في الأرض وهي من أسباب خلقه (إني جاعل في الأرض خليفة).

الحاجات والغرائز

الحاجات هي الكفاية للديمومة، بيد أن الغرائز هي دوافع تتجاوز الكفاية وتحتاج ضبط.

 إن الغرائز والحاجات تشكل مع بعضها منظومة الدوافع والحراك المنتج للإنسان، فليس هنالك من حراك للإنسان إلا بدافع من سد حاجة أو إشباع غريزة وان لم تنضبط اتجهت إلى الشطط مما يؤدي إلى أذى للذات أو المجتمع.

إعادة ضبط المصنع

رمضان يشكل عنصرا تهذيبيا مهما في ضبط منظومة الغرائز والحاجات، وتفعيل المنظومة العقلية من السمع والبصر وأحاسيس الفؤاد، فهو عملية تنقية وتصفية وإعادة تنظيم وتموضع للمصفوفة البشرية إلى حالة الصنع السليم، حقيقة الأمر أنها فرصة لهذا المخلوق كي يفعل ذلك، فمنهم من ينتبه ويتجدد ومنهم من ينسى كما نسي آدم u فغوى.

حكمة وجودنا على الأرض:

علم آدمَ ربُّه كل ما يحتاج من معرفة، لكنها معرفة معلوماتية لم تأت بممارسة وتجربة، فأصبحت خزينا لكنها لم تعالج في منظومته العقلية، نسي المحاذير وضبط الذات والطاعة الواجبة لخالقه عندما أثيرت غرائز عنده لم يحكمها بمنظومة عقلية لم تتفاعل مع المعلوماتية الموضوعة فيها، فتحركت غريزة حب البقاء والخلود وحب التملك، لم تناقش فاتجهت لتهيمن على الإرادة ليتجاوزا الحد فتظهر غريزة أخرى هي النوع، وهنا توقف الإغواء فانتبه آدم وحواء إلى طلب ستر أنفسهما ولم يتماديا.

الأدمية على الأرض ليست كسائر المخلوقات، وليس كأي مما سبقها من مخلوقات باي هيئة خلقت، أنها خليقة ذات منظومة عقلية خاصة مبدعة قادرة على تجاوز حجمها بكثير فيما تبتكر من وسائل، فمعظم ما صنعه الإنسان أكبر من حجمه، صنع ما يطير ويبحر ويسير، وبنى السدود والعمران العملاق وناطحات السحاب، بل تفنن في صنع الجديد والإبداع، هذه المنظومة عندما تعالج المعلوماتية تنتج الجديد ولا تدورها كانطباعات، لان تدويرها كانطباعات لن يجعلها تعيش بغير الكهوف وحياة من غير تخطيط أو أهداف وغايات.

الحداثة ورمضــان:

عندما اتجه الإنسان إلى التقنية وأبدع فيها وتوالدت لتكوين نمطا للحياة اضحى غالبا اليوم على تفاصيل حياتنا ووجودنا، لم يأخذ إلا جانبا واحدا من الآدمية وهي قدرتها على استيلاد الفكرة والتطوير، لكن لم يأخذ لحظة التوقف عندما تفعلت الغريزة واقعا وليس في الأمنيات، فإبليس أعطى أمنيات استساغها آدم، خلود وملك لا يبلى (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)، في تلك اللحظة نسي خالقه وما علمه لكن غرائزه هيمنت عليه، هنا في عالم الحداثة الإنسان اتخذ طريق الملك الذي لا يبلى ونسي القيم الأخلاقية واتجه إلى ما تقتضي النفعية من سلوك، حسن عندما يفيد منها وسيء عندما يكون السوء فيه مصلحته الظاهرة، ونسي انه ليس بخالد في الحياة.

رمضان إن اتخذناه من ناحية التدين لإشباع غريزة فسنصل إلى أن نخرج منه برضا إشباع أي غريزة، لكننا لن نعيد ترتيب مصفوفة الإنسان فينا، كل امر لا يستند إلى تفعيل المنظومة العقلية في التدين سيقود إلى الشطط ولطالما رأينا ما تسبب من خراب وتفكيك للمجتمع الآدمي، كذلك تفعل أي غريزة أخرى كحب التملك وما ينتابها من شطط في جمع الأملاك وما تحطمه من العمران والإنسانية في هذه الطريق التي تعد نجاحات لتنفيد خطط كبيرة وفوز بما لا تملكه وان ملكته.

الخلاصة

إن ضعف عزم آدمu نكرره بالنسيان ومعالجة المعلومة بشكل متكامل، فعندما نتجه إلى الدين، أكثرنا يتجه غريزيا، فلا يجد في الدين أكثر من إشباع غريزي فلا علاقة له بالحياة، وعندما نتجه إلى العمل والمدنية عموما نتجه بغريزة حب التملك وغريزة حب السيادة وغيرها من الدوافع التي لا تتوقف بدون انضباط من قيم أخلاقية وإنما نتعامل بسلوك النفعية الذي يبدو من مكارم الأخلاق نوع من الزيف انطبع عليه الناس، اذًا نحن جعلنا غرائزنا تستعمر منظومتنا العقلية، بينما المطلوب أن يكون العكس هو الصحيح، والا ما خرج آدم من الجنة فلاشك أن الإنسان بحاجة إلى ضبط المصنع الرمضاني ليفكر ويتأمل ويوجه السلوك بضوابط الأخلاق لا النفعية، ولا يكون متدينا بلا دين وسلبي في محيطه.

الرابط على الزمان:

https://www.azzaman.com/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF/

الرابط على كتابات:

https://kitabat.com/2022/04/17/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab%d8%a9/

الرابط على المستقل:

https://almustaqel.net/wp-content/uploads/2022/04/issue-68.pdf

 

                                                                                                                   محمدصالح البدراني

الاثنين، 4 أبريل 2022

21 - ســـــــــــــــــواتر وقــــــــــلاع

 

 (إن يقظة الفكر هي مقدمة نهضة الآدمية)

 


 

 منظومة الأفكار عندنا بحاجة إلى إعادة تنظيم

الفكر كالبدن بحاجة إلى غذاء يومي لتجديد بنيته بأيض فكري وليس لتكديس المعلومات فتترهل كما يترهل الجسم بالسمنة، تكديس المعرفة لن يفيد الإنسان بلا معالجة لهذه المعرفة، فالمعرفة عند أبينا آدم لم تعالج في ذهنه فنسيها عند حاجته لها ولو انه عالجها وفهمهما لعلم بمنظمة الأفكار تقييم الأشياء ولتعرف لنوايا من ينصحه بأمر منع عنه، وما ذكر الله ﷻ قصة آدم لولا أنها عبرة لنتجاوز الخلل البنيوي في نسياننا هضم المعلومة والاستفادة منها وتحويلها للمعالجة والى قسم التطوير في منظومته العقلية، بيد أن الأكثرية ما انفكت لا تفعل.

القشرية في الدعوة والانضباط

إن صلاح الجوهر سينعكس تدريجيا على المظهر والعكس ليس صحيحا

اهتمام كبير للشكليات في مجتمعنا بما يتعلق بالمفاهيم والقيم التي تحتاج إلى فهم كي تكون فاعلة تفيض بذاتها على محيطها وليست مظهرا فارغا من الفعل بما ينتج من سلبيات السلوك

الموثوقية وتعظيم الفعل ليس معيارا للنجاح وإنما فاعلية المخرجات فقد تجد من يدير موقعا الكترونيا وهو يتصور انه بهذا سيصلح كل السلبيات دونما تعمق أو دراية بالأسباب والمسببات وان الحدث اليوم به كثير من المفردات، فلابد أن تعطى الأنشطة حجمها.

المثقف واجبه تقديم ما لديه والتنبيه وليس إجبار أحد أو الوقوف عند حد ما، وهذه تبرز مشكلة بنيوية حقيقية، فمتعلمنا ينتهي عنده الكتاب باستلامه شهادة التخرج، وكأنه بلغ المبلغ الكافي، كذلك استقرار المثقف عند أول راي ليعتبره حياة أو موت وان واجبه الاستماتة بالدفاع عن سلبياته وإخفاقاته عند سواتره وقلاعه التي يشيدها، والأدهى والأمر عندما يقف المفكر عند شهرته فلا يتجدد ويبدأ يعيد معرفته كأسطوانة شرخت فلا تمتد إلى حيث المسار؛ وتستمع منها الإعادة والتكرار.

انطباعات سلبية

 والحقيقة المرة أننا نجيد صنع السواتر والقلاع وحواجز مع الآخر، لان تصورنا للثبات على المبدأ هو غلق التطوير والتغيير وحتى مجرد التفكير بان هنالك حقائق في هذا الكون ولسنا نحن الحقيقة المنفردة، هذا يشمل حتما المنبهرين بالحداثة وتأليهها، ومن الواضح عندما تعاملوا مع الحداثة بمتعدد أفكارها تعاملوا بموثوقية أصلا تنكرها الحداثة، لكنهم اخذوا سلبيات مجتمعهم ولم يأتوا بإيجابيات الحداثة ولربما كان هنالك ما يعالج حيرة العالم، لكنهم تمترسوا حيث سواتر المدافعين عن التقليدية في ثقافة الأمة وبنوا قلاعهم أيضا ومازال التراشق مستمرا، لا ينظرون إلى من يأتي بفكر حضاري جديد أو آلية مدنية مفيدة.

العاملون في السياسة يتبعون نفس المنهج الذي لن يسمح لهم بالارتقاء ليكونوا سياسيين وهو الإصرار على رأيهم باعتبار الإصرار مسالة تمثل الثبات على المبادئ والقيم بينما السياسة هي سبل الوصول لا يمكن إقفالها بالجمود فكلها طرق نيسميه في صحراء رمالها متحركة والثبات بذات الطريق هو غوص في الرمال أكيد، للسياسة ملفات تتفق في بعضها وتختلف في أخرى فتتعامل مع المتفق لتقارب المختلف وان قاطعت بسبب المختلف فلن تستفيد من المتفق ى عليه ويؤدي هذا لانسداد الطريق، من يعمل بالشأن العام لا يحده زمن بل تقدمه في رسالة يحملها.

البدايات لا النهايات

بداية العمل السياسي عند ظهور النتائج وليس الانتهاء عند الجلوس على الكرسي، وبداية المتخرج عند التخرج وليس النهاية عند نيل الشهادة، والمثقف عند وروده المعلومة والمفكر تفكير دائم في التوسعة والتطوير.

أن الهدف ليس إشباع الأنا وإنما ما يمكن أن أحققه من واجب، لكن الأنا في امتنا هي من أوصلتنا لهذا المطاف عندما غابت الثقة بعقد المجتمع ككيان إداري سياسي فتحولت عقلية البشر بالانا من الآدمية كانسان إلى التدني بالخلق حيث بشر جاوة والنياندرتال في أفضل مقاربات الوصف.

تطبعنا أن الثقة بالنفس هي الإصرار والموثوقية (قلبا وقالبا) بينما الإنسان يتغير ويتوسع فكره وتسافر غاياته مع مسار الحياة فثبات الفكر انطباع خطأ زرعه سوء الفهم لثقافتنا، ولم يتعلموا أن الثقة بالنفس مراجعة واعتذار فأمست الأمة عقيمة وبيئة لمنظومة تنمية التخلف.

 

رابط المستقل

https://almustaqel.net/?p=12184

 

محمدصالح البدراني

الأحد، 3 أبريل 2022

20 - منطقتنا والتغيير الجيوبولوتيك جراء حرب القرم

 

منطقتنا والتغيير الجيوبوليتيكي جراء حرب القرم


 

 

سبق أن كتبت في مقال أن روسيا أريد لها أن تكون دولة وظيفية كمخزن لمخلفات وبقايا الاتحاد السوفيتي، واطمأن الغرب في مجمل سياسة روسيا الداخلية التي كانت تصفي آثار الحزب ومؤسسات الدولة بكل الوسائل، لكن روسيا أخذت تستعيد قدراتها ليس اعتمادا على إحياء الاتحاد السوفيتي وإنما إلى روسيا القيصرية، وهو ما يدركه الغرب الآن.

مسارات محتملة:

هنالك مسارات متعددة لهذه الحرب التي كشفت بعد هذه المدة القدرات الحقيقية أمام الطموح لكل المعنيين بها، لكن الخيارات في اتجاهات ثلاث استراتيجيا تحوي مسارات متعددة ظرفياً.

 

الأول: أن تتوقف روسيا عند هذا الحد وتدفع أوكرانيا إلى القبول بالأمر الواقع شرق الدنيبر مع جعلها المتبقي من أوكرانيا منطقة فاصلة بين الأطلسي وروسيا ويكون موقف روسيا مرضي ومبرر باستعادة جزء من الأرض الروسية قبل الاتحاد السوفيتي وأمنت محيطها جهة الغرب ومنفذا بحريا فاعلا جدا على البحر الأسود، لكن هذا المسار قد لا يروق لمن وجد في الحرب فرصة لتصفير مشاكله، والتقدم لإحاطة الصين، وربما يكون الامر محبط لروسيا قد يفقدها الكثير؛ منها عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، وربما تجريدها من الخزين النووي، بالملخص فقرار الحرب كان قرارا روسيا لكن إيقافها ليس كذلك فقد فتحت ملفات لخطط وجرى تفعيلها؛ ما لم تلتقي مصالح الغرب ككل حول هذه النقطة، أو تدعم روسيا علنا من كوريا الشمالية والصين باي قرار.

 

الثاني: إن الغرب والولايات المتحدة أدركوا أن سياسة منح الميزات تعني استجابة للضغوط الاقتصادية وهذا يزيد من تكثيف روسيا لها عندما تجد الأمر ملائما لها، وسواء كان الأمر حقيقيا أم غير ذلك فان هذه الاستجابة موجودة حاليا بالإيحاء بتأثير النفط والغاز الروسي على أوربا، إضافة لفسح مجال ما يبدو تمردا من بعض الشركات كتوتال ذات المصالح والنفوذ والفاعلية، لكن هذا لن يجدي، بقي احتمال مدى تأثر الصين لإنتاج قرار بالوقوف مباشرة مع روسيا وهذا غالبا بعيد الاحتمال، أما كوريا الشمالية فخطرها بوجود رئيسها الحالي وغالبا لا يترك الطغاة بدائل لهم كفئ فتذهب بلادهم إلى التبعية بعدهم.

 

الثالث: الاحتواء عل مسار الحرب الباردة: وهو مسار خطر متخلف لان الظرف تغير والزمن والسلاح والحساسيات، فهي ليست سيرا على حافة الهاوية وإنما ركوب قارب بلا مجاذيف متجه بتيار شلال عميق فكرة ساذجة تقليدية يطرحها البعض رغم احتمال استجابة روسيا في البداية كحالة تقليدية.

السؤال المهم أين منطقتنا في الخارطة الجيوسياسية:

عمليا منطقنا لا تمثل حالة فاعلة لأطراف الصراع، اللهم إلا إذا اتخذت الأرض من ناحية استراتيجية، فقد اعتادت القوى أن موافقة المنطقة على ما يحتاجه الظرف العالمي هو تحصيل حاصل وان بدى أن هنالك توجه نحو تغيير في المسار المعهود عند بعض القادة الشباب بيد انه ليس واضحا للجمهور هل هو تغيير أو تأكيد على أهمية جيوسياسية أو تغيير في السياسة النفطية التي تبدو هي المحرك الأساس وعنصر مهم لأي مقترح تعديل في مكانة ورفع أهمية المنطقة الاقتصادية والجيوسياسية أيضا.

ما لمطلوب اليوم:

المطلوب من دول المنطقة أن تصفر مشاكلها وهو امر ممكن ومن ضرورات مصلحتها وتشكل نوعا، من منظومة تعاون سياسية اقتصادية دفاعية، وان تضع لها بصمة في خضم هذا الانتقال القادم بعد الرجة التي بدأت بوادرها، مبتعدة عن استقبال إرهاصات سلبية والبقاء كمنطقة تفريغ الشحنات السالبة التي تتجمع لدى القوى العظمى وهي ما نبرزه برؤوس أقلام ممكن تطويرها، وليس من قصور عند أحد إن كان هنالك عزم على توجيه القرارات نحو الصواب

1.    الزمان: القيام أمس وليس غدا بإنهاء المشاكل البينية وتصفيرها

 

2.    المكان: العمل على تشكيل منظومة دفاعية اقتصادية وتفعيل الاتفاقات العسكرية السابقة.

 

 

3.    الأشياء: وهنا الثروة وآليات الاقتصاد؛ نبدأ بتحرير الاقتصاد من سلطة عملات الغرب التي تقيم بها العملة المحلية بإنشاء عملة نفط الموحدة والتي قوتها من الثروات الطبيعية المحلية وعليها تقيم العملات الفرعية، ويتم بها التبادل التجاري والعالم سواء بالنفط أو غيره وفي هذا كتب مقالان سابقان في الموضوع.

 

4.    ضرورة تكاتف دول المنطقة للتكامل الاقتصادي زراعة، صناعة، موارد طبيعية معادن وموارد مائية وبشرية وبخطط مدروسة وليس تصدير مشاكل بعضها لبعضها بطرق عشوائية. 

 بيد إن الأمر يحتاج إلى فلسفة واسعة تنمو وممكن أن يسهل تنفيذها إن جرى ما ذكرنا أعلاه، لكن طرحها بلا ما ذكرنا سيعد طلاسم أو ضربا من خيال وجل ما يمكن أن تفعله دول المنطقة في وضعها الراهن إما أن تنكفئ عاجزة منتظرة النتائج أو تتخذ الدول الفاعلة دورا وظيفيا كوسيط كي يكون لها موضع في عملية إعادة التموضع بهذا الاهتزاز العالمي.

 

رابط رووداو

https://www.rudaw.net/arabic/opinion/03042022-amp

 

 


الجمعة، 1 أبريل 2022

19 - تعريف المجتمع / معـالجـــــــــة فلســــفية

 

تعريف المجتمع/ معالجة فلسفية




مدخل

أحيانا وفي خضم مرحلة التلقي والبحث، يحاول الإنسان أن يستبق خطوات المعرفة ليضع تعريفا محدد لفكرة أو مجموعة أفكار لمّا تتبلور بعد بغية فهمها أو جعلها مصطلح تفهم من النطق وترسخ هذه المعاني في زوايا الذاكرة وربما تكون أحيانا خارج المعنى المراد فعلا.... ويعمم ذا الخطأ بالتقليد وهو يحمل المعنى القاصر خصوصا إذا كان المتبني له مفكرا أو كاتبا.

"المجتمع" إحدى هذه الكلمات التي تناقلتها الناس فنرى تعريف المجتمع بأنه مجموعة من الناس في بلد معين فيقال المجتمع الفرنسي أو الروسي ...الخ..

المجتمع، المجموعة، الجماعة

الصحيح أن العدد من الناس بلا تفاصيل يسمى "مجموعة" من البشر، وإذا كان للمجموعة هدف واضح المعالم تسمى "جماعة"، فتكون بذلك جماعة للصلاة مثلا أو العمل السياسي وما يؤدون هو عمل الجماعة كصلاة الجماعة مثلا، وإذا أصبحت قوانين تحدد المعاملات والتبادلات وفق نظام يحدد العلاقات تسمى عند ذاك "بالمجتمع" وليس للموقع الجغرافي أثر لكن ما يرتقي بهم هو النظام وما يميزه من قوانين وأعراف وثقافة جراء الاحتكاك والمعاملات.

فالمجتمع: هو مجموعة من الناس كثرت أم قلت يحدد علاقاتها نظام محدد وأفكار ومشاعر ولا يحدد برقعة جغرافية أو حدود حيث يكون الهدف واضح المعالم وإن لم يك اتصال بينهم بشكل مباشر، لكن يبقون مجتمعا بحكم النظام والعقيدة والثقافة، وما له علاقة بالقيم من السلوك.

تباين المجتمعات حضاري قيمي

والمجتمعات تختلف وتتباين بطبيعة الحال من حيث التوسع الحضاري والصلاح الفكري ـ وبدرجة التطور المدني فمن الممكن أن يكون هنالك مجتمع واحد بمدنيات متباينة ،أو من الممكن إدخال المدنية إلى رقعة تغلب عليها البداوة لتكتسب تطبعا مظهريًّا ومضافا دون أن يؤثر على جوهر السلوك كمظهر مضاف إلا ما علق بالمدنية المنقولة من آثار أفكار المنقول عنه، وقد يرفض المنقول من المنقول إليه والأمثلة كثيرة....فكثيرا ما نلاحظ دول متجاورة في أفريقيا وآسيا مختلفة بدرجة المظهر المدني ولا يؤثر هذا على التوسع الفكري مهما حفز التفكير لفقدان المعطيات التي تؤدي للتوسع الفكري أو حتى الإبداع المدني والتطور لكنها بالتأكيد مستهلك جيد للوازم ما نقل إليها من مظاهر مدنية ، في ذات الوقت نلاحظ أن المجتمع المبني عقديا فيه البدوي والمتمدن وكذلك من يعيش في أرقى المدنيات وهو يحمل ذات الثوابت والقيم متى ما فهمها.

المجتمع ينسب لقيمة فكرية فاعلة

والمجتمع يسمى بما يديره من فكر فعندما نقول مجتمع "سين" مثلا فالمعنى يحتوي اتجاهين فهو يضم التوحد الفكري حول العالم، ومن ناحية أخرى فهو يعني ما هو في موطنه المركز من ناس وإن كانوا غير مؤمنين به لكن يتعاملون بنظامه، فصبغة النظام كتسمية تعريفية ليست بأكثرية عددية وإنما بفاعلية الفكرة في تكوين المجتمع والمقبولة كثقافة لهذا المجتمع، أما إن لم تك هنالك فكرة فاعلة في مجموعة بشرية تربط هذه المجموعة بمتعدد عناصرها فهي لن تكون مجتمع ولن ترتقي بهذه المجموعة الى مطاف المجتمع وان كان الكل يؤمن بها لكن لا تفعيل لها.

من اجل هذا فان المجموعات والتجمعات البشرية التي لا تحركها قيم مشتركة لا تعد مجتمعا مترابطا ممكن أن يقود إلى الاستقرار وبناء دولة حقيقية.

هل يمكن أن تهدم المجتمعات

والسؤال الذي يطرح فعلا هل يمكن أن نحل مجتمعات لتكون كمجموعات بشرية، الجواب نعم! فبضرب الفكر الرابط الأصيل ستتحول إلى الروابط أخرى كالقبلية وممكن أن تتلاشى هذه في المدن فتتحول إلى الأنا أو الأسرة أو فكرة تائهة أو أي شيء يحس الإنسان بقيمة تسكن إحساسه بفقدان القيمة الغائبة، لكن تبقى القيمة الرئيسة في الناس دونما وجود على الأرض وهذا تابع بشكل مباشر لحالة المدنية واستقرار الأمة والأمان والثقة بين عناصر المجتمع عند تخلخل القيم، ومن الضروري استعادة الثقة من اجل الارتقاء الحضاري، وهذا يأتي باستعادة الهوية والقيم الحضارية والتربية السلوكية، ففي مجتمع  منحدر حضاريا ومتخلف مدنيا، تجد الكلام يخالف الفعل، لهذا تفقد المصداقية والثقة وهي اهم روابط الكتل البشرية لتتحول إلى مجتمع، وعملية الإصلاح ولا شك لا يمكن تبسيطها بالقول أن نعكس الأمور المسببة، فهذا لا يكفي لان المجتمع ساعة انهياره كان مرتكزا على مسلمات انطباعية خارج نطاق الفهم وهذه تحتاج أن تعود إلى الفهم الأمر الذي يعني بناء الإنسان على هدى وفهم صحيح من جديد، وليس قيادته بالعقل الجمعي.

رابط رووداو

https://www.rudaw.net/arabic/opinion/31032022

رابط كتابات

https://kitabat.com/2022/04/01/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A9-%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A9/

 

محمدصالح البدراني

101 - امـــــــة الزومبي

رابط عــــــ21ـــــــربي من عبادة الأصنام إلى عبادة الأعلام ملاحظات تحمل ألما أظهره باستحياء من أمه الزومبي، لمحة من سلبيات تحتاج حل لنحيا: ...