https://m-salihalbdrany.blogspot.com/ فكــــــر اليقظـــــــة Mindfulness: 07/04/25https://m-salihalbdrany.blogspot.com/

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 يوليو 2025

186 - محنة الاخوان المسلمين واعادة الاستقرار للامـــــــــــــة

 رابط المقال على عربي 21


مدخل:

في القرن الماضي نشأت حركتان، حركة كرد فعل على تلاشي الخلافة المتمثلة بالسلطنة العثمانية اتخذت الأسلوب الدعوي في ظليّة ولا أقول سرية، كانت حركة سلمية ومتفاعلة مع صوت الجمهور وحاجاتهم فبرعت في الخدمات وتقديمها للمجتمع بأقل التكاليف أو بالمجان، فكانت تسد نقص الحكومات المتعاقبة وتداري فشل الحكومات وضيقها، وربما اتضح هذا في مصر بعد القضاء على التنظيم بحيث لا تكون له عودة.. وحركة أخرى هي الشيوعية وكانت حركة عنيفة استطاعت السيطرة على مساحة واسعة من شمال آسيا وأوروبا الشرقية. لكن الفرق بين الاشتراكية العلمية والإخوان المسلمين هو الفرق بين الفكر الحضاري الإسلامي والشيوعية، فالفكرة الحضارية الإسلامية فكرة اتخذت الأسلوب العلمي وسيلة لها، أي التجربة، أما قصة الشيوعية فمعروفة ومدروسة، وهذا الفرق مهم لأن عنصر حياة تنظيم الإخوان ينبوع لا ينضب لذا التعامل معه بالاحتواء من خلال المشتركات وليس بمعاداة تكلف الأمة كثيرا وتشظيها، ليس فقط هذا التنظيم وإنما أي تنظيم آخر، وسنوضح ذلك في السياق.

الإخوان المسلمون هم حركة فكرية قابلة للتوسع الفكري رغم انغلاق بعض قياداتها التقليديين، لكن شبابها يدير المصالح وهو أهلا للثقة والشراكة بسبب الفكر وقيمه التي لها عنده قيمة فلا يتزعزع بسهولة ويبقى ينظر إلى أصل الفكرة حتى يثبت للآخر أن لا فائدة من التعامل معه، فهم رغم اختلافهم في معظم الأمور مع إيران مثلا إلا أنهم لم يتخذوا موقفا عدائيا ضدها وهي التي عادتهم بكل مناطق الثورة، غير أن موقفهم ضدها دوما يضعهم في الخندق المقابل الذي يرفضهم أصلا وبلا مواربة أو مجاملة بسيطة، رغم أن لا وجود في نظرهم لأسباب تستدعي هذا الموقف لذا فلن يكونوا في خندق يرفضهم.

قد تستمر الجماعة، ولكن يجب أن تجدد أفكارها بل تجري عملية إعادة تنظيم ومراجعة؛ من نقطة الانطلاق وأسلوب طرح نفسها ووضع الخطاب بأدبيات جديدة، أي عمليا تشكيل تنظيم جديد يطرح فكر اليقظة


يمكن أن نلخص الوضع كما يلي:

- يبدو أن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين غامض، مع تحديات داخلية وخارجية كبيرة.

- الجماعة تواجه انقسامات ويأس في القيادة، مع ضغوط من الدول العربية والغرب.

- إيران ليست داعمة، رغم عدم وجود مواجهة مباشرة مع النظام الإيراني.

- قد تستمر الجماعة، ولكن يجب أن تجدد أفكارها بل تجري عملية إعادة تنظيم ومراجعة؛ من نقطة الانطلاق وأسلوب طرح نفسها ووضع الخطاب بأدبيات جديدة، أي عمليا تشكيل تنظيم جديد يطرح فكر اليقظة، وربما إن كان برعاية دول الخليج عندها يمكن أن يؤسس أيضا للنهضة.

- التنظيم لم يكُ مبادرا بالصدام مع الحكومات، وكان دخوله في تغيير الرئيس المصري كمن دُفع لموقع لم يستعد له وكان يريد مفاوضة الرئاسة لآخر لحظة، حيث قلبت ما سميت بمعركة الجمل الموازين. فقد كان تنظيما إصلاحيا وليس ثوريا، فإن حدد مجال عمله في الدولة فهو سيكون مفيدا في دعم الدولة والشعب، والتنسيق المباشر مع السلطات من أجل نهضة الأمة وحمايتها من الانحرافات بعيدا عن الهوية.

- بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، الذي كان عضوا في الجماعة، في تموز/ يوليو 2013، دخلت جماعة الإخوان المسلمين في أزمة عميقة. تم حل الجماعة رسميا، واعتقل العديد من قياداتها، ووجهت إليها اتهامات بالإرهاب.

- وفقا لتقرير نشرته بي بي سي عربي في تموز/ يوليو 2021، لا تزال الجماعة تبحث عن مستقبل لها ومكان آمن لممارسة أنشطتها، وسط أحكام قضائية نهائية بإعدام بعض قياداتها في مصر، وقرب تفعيل قانون يجيز فصل أعضائها من المؤسسات الحكومية، وهذا خطأ لا يسير في طريق الاحتواء الإيجابي والاستقرار، فالمعالجات بالأسلوب الأمني الأعمى تنخر المجتمع بنخر عناصر استقراره بشكل غير منظور، كالسوس في الخشب المصبوغ، كما أن الجماعة واجهت انقسامات داخلية، مما أضعف قدراتها التنظيمية، وفقا لتقرير مركز واشنطن للدراسات الشرق أوسطية في حزيران/ يونيو 2023. وهذه قد تبدو مؤشرات إيجابية لمن ينظر بسطحية إلى الإخوان المسلمين، فالتنظيم يوجه طاقات جارفة في عملٍ إيجابيٍّ لكنه الآن كالبيت الآيل للسقوط، ولا بد من مساعدة سكانه للانتقال إلى بيت آخر يجعلهم مستقرين.

التحديات الداخلية

يواجه تنظيم الإخوان المسلمين تحديات جمة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. ومع ذلك، بالرغم من هذه التحديات، لا يمكن استبعاد إمكانية استمرار الجماعة أو حتى عودتها إلى الساحة السياسية، خاصة مع وجود قاعدة شعبية كبيرة لها. سيكون مستقبل الجماعة مرهونا بقدرتها على التكيف مع التغييرات السياسية والاجتماعية في المنطقة، والتجديد في أفكارها وأساليب عملها


داخليا، تواجه الجماعة تحديات كبيرة، بما في ذلك يأس القيادة من الحصول على دعم غربي أو دمجهم في مشاريع فاعلة في المنطقة. هذا اليأس يعزز من الانقسامات السلبية والتوجهات المتكونة برد الفعل، حيث يبدو أن الجماعة تفتقر إلى استراتيجية موحدة لمواجهة الضغوط. على سبيل المثال، وفقا لتقرير قنطرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، فشلت في احتواء الانقلاب (سلميتنا أقوى من الرصاص) من المؤسسة العسكرية في مصر، فهي عمليا كانت متوجة بإكليل الشوك بلا سلطة ولم تنشئ قوة موازية إيمانا منها بالجيش والدولة وخطورة اللادولة حتى لو كانت بسلطتها، لكن الفشل صعّب بداية سياسية جديدة للجماعة في السياق الجيوسياسي، فهي تواجه معارضة قوية من الدول العربية الرئيسة، مثل مصر والسعودية، التي تعتبرها تهديدا للاستقرار. كما أن الدعم الغربي، الذي كان يراهن عليه البعض، قد تراجع، خاصة بعد اتهامات مثل تلك التي أطلقها ديك تشيني في 2014، حيث وصف الجماعة بأنها المصدر الأيديولوجي للإرهاب. أما بالنسبة لإيران، فإن الموقف سلبي رغم أن أدبيات قديمة تجعل القيادات التقليدية داعمة لإيران عند الخطر، لكن لا توجد علاقة مباشرة مع النظام الإيراني، مما يعزز من عزلتها الإقليمية وانفصالها عن بيئتها.

التوقعات المستقبلية

يواجه تنظيم الإخوان المسلمين تحديات جمة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. ومع ذلك، بالرغم من هذه التحديات، لا يمكن استبعاد إمكانية استمرار الجماعة أو حتى عودتها إلى الساحة السياسية، خاصة مع وجود قاعدة شعبية كبيرة لها. سيكون مستقبل الجماعة مرهونا بقدرتها على التكيف مع التغييرات السياسية والاجتماعية في المنطقة، والتجديد في أفكارها وأساليب عملها. فعودتها بشكل مدروس، والتجديد في الخطاب والرؤية، وتفاعلها مع الحاضر بثوب الحاضر، وتقليص فجوة العداء التقليدي بين الغرب والتوجهات الإسلامية؛ التي تتوجه أيديولوجيا لتقود مدنية حديثة تتفاعل مع النظم لتقوية الأمة وتكون كعنصر الربط الشعبي المشجع للحكومات للعمل معا بدل الغضب والتناحر.. كل ذلك يمكن أن يؤدي لنجاح البرامج في الدولة الحديثة، بالقانون والنظام.

185 -عندما تحكم على أوهامك بأوهامك

 رابط جريدة الزمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان



من خلال حياة وظيفية طويلة لم تك سهلة أبداً في عالم يبدو يعمل كمجموعة لكن كل من هذه الأفراد له طموحه ويتخذ من الآخرين وسائل لنجاحه، فمنهم يراه قلما ومنهم يراه مالاً ومنهم يراه قوةً تبعد المتطفلين، تعاملت مع أجانب وعراقيين وعرب ولا يتصور البعض أن الأجانب اكثر أريحية بالتعامل وإنما هذه ناس عندها "PMBOK"أو (مجموعة معارف إدارة المشاريع)ولم يصل لإدارة مشروع لأي سبب غير كفاءته لذا فهو حين ينجر لوضعك في صندوق لا يلبث إلا أن يصطدم بقواعد الإدارة التي تقوم مقام الضمير فيضعك في مكانك بل يريد أن يستفيد من طاقاتك ويطور مهاراتك فانت بالنسبة له إن كنت نابغا ووفق قواعد الإدارة ثروة أو معدن مكتشف، هكذا تعاملت مع كوزينا اليوغسلافي مدير مشاركة موداكوم ومساعده الذي كانت صراحته وأسلوبه لا تريح كثر من زملائنا وهو بريطاني اسمه كوبر وكان ذكيا شفافا لم يهتم لبرود تعاملي معه ليدعمني بقوة ويحولني من رئاسة قسم إلى قائم بمهام مهندس مقيم إيطالي الجنسية دمث الأخلاق موجود فعلا لكن ليس له خبرة بتحشية السدود وهي ما أجيده، كوزينا كان يدعم أية فكرة اطرحها في الأزمة بلا تردد بل يدافع عنها، وكان يعطيني تقارير تقدم له من بعض المقيمين لابدي الراي فيها، فهم اندفاعي والطاقة فاخذ ينميها وفي ذات الوقت يدخلني في ممارسة مع أناس ربما خبرتهم بقدر ثلثي عمري حينها من حوار حول ما اكتبه كتقييم لتقاريرهم، أرى بوضوح انهم ليسوا مستائين، بل سعداء للتكامل والانتماء لاحد كوادرهم واستفادة من ضيق الوقت ونشاط تراجع عندهم ربما فهمته من تراجعي عندما تقدمت بالعمر.

ما انفكت الناس ترى السهولة في وضع الإنسان داخل صندوق معروف لتسهيل تصنيفه، لكن الأساليب العلمية في الحكم على العاملين مثلا هي كلام مجالس وندوات ففي بلدي تعتمد الأمور على المزاج وتربية الشخص البيتية وطموحاته الشخصية والاهم من كل هذا الحاشية المحيطة به، وتضطر للتصادم و أناس في موقع الإدارة لانهم وضعوك في صندوق كتبت عنوانه الوشايات والنرجسية؛ مجرد أن تكون دون أن تدري حجر عثرة أمام طموحات أو فساد فالإبداع مزايدة عندهم للسباق على الكرسي، ليس مهما خبرتك بل المهم طاعتك وتفهمك لطموحاتهم بغض النظر عن مشروعيتها وان لا تحاول الخروج بأفكار قد تضيف عليه جهدا أو تسبب عقبات، وهذا ما لن يجده أي مدير عند مبدع فالمبدع طاقة خارج الصندوق، فان وضعته في صندوق وضعت نفسك في صندوق وهمك وبالتالي ستحكم على طاقة بالإعدام إن كان شابا أو الاستغناء عن فائدتها إن كانت ناضجة رغم أن التكنوقراط يشخص الخطأ ولا يشهّر أو يشتكي لكن هذا لا يدرك ممن يصارع من اجل ذاته.

الأوهام: مرآة الذات

في عالمٍ يزخر بالأفكار والتصورات، يبدو أن الإنسان غالبًا ما يقع أسير أوهامه، ليس فقط لأنه يؤمن بها، بل لأنه يحاول اسنادها بأوهامٍ أخرى، الوهم في جوهره، هو فكرة أو اعتقاد لا يستند إلى الواقع، لكنه يحمل قوة هائلة في تشكيل سلوكنا وتصوراتنا. قد يكون الوهم حلمًا نعيش من أجله، أو خوفًا يسيطر علينا، أو حتى صورة مثالية نرسمها عن أنفسنا أو عن الآخرين. لكن اللافت أننا، بدلاً من مواجهة هذه الأوهام بالحقيقة، غالبًا ما نلجأ إلى أوهامٍ أخرى للسيطرة عليها أو تبريرها.

على سبيل المثال، قد يعيش شخصٌ وهمًا بأنه غير كفء أو غير محبوب. لمواجهة هذا الشعور، قد يخلق وهمًا آخر، كأن يبالغ في إنجازاته أو يسعى لإرضاء الجميع، ظنًا منه أن ذلك سيبدد شعوره الأول. لكنه، في الحقيقة، لا يحل المشكلة، بل يضيف طبقة أخرى من الخداع الذاتي، المشكلة أن نفس الفعل يصدر من الواثق من نفسه والذي يعتبر أن ما يحسه من الآخرين ليس أكثر من حسد وغيرة وضعف بشري.

لماذا نفعل ذلك؟

على المستوى الاجتماعي، نرى هذه الظاهرة بوضوح. المجتمعات غالبًا ما تخلق أوهامًا جماعية لتبرير أفعالها أو للحفاظ على تماسكها. فمثلاً، قد يُروَّج لوهم "العدو الخارجي" للسيطرة على وهمٍ داخلي، كالخوف من الفوضى أو فقدان الهوية. هكذا، تصبح الأوهام أداةً للحكم والسيطرة، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة.

كيف يمكننا الخروج من الرتابة؟

إدراكنا أننا نعيش تحت تأثير أوهامنا هو بحد ذاته إنجاز. لكن الفهم وحده لا يكفي؛ فالتغيير يتطلب شجاعة لمواجهة الحقائق، مهما كانت قاسية. هنا، تلعب التأملات الفلسفية والنفسية دورًا كبيرًا فعلم النفس الحديث يشير إلى أهمية تحديد الأفكار السلبية واستبدالها بتصوراتٍ أكثر واقعية.

كون الأوهام جزءٌ من طبيعتنا البشرية نداي بها نقصنا أو فشلنا أو حيرتنا لا يعني الاستسلام لها، بل فهمها ضمن الارتحال، المسألة هي السلام مع الذات، نستبدل الأوهام بالوعي والتدقيق عندما نشكل أفكارنا عن الأشخاص أو التحديات، ونستبدل كبر الخداع بالشفافية.

كلمة لابد منها:

لا ينبغي من يظن بضعف كفاءة المرأة إلا أن يتذكر هايدي لامار أو خولة أو أحد المبدعات، فالمهمة هي من تحدد الفكرة وليس تقييمنا من خلال الصندوق الذي قد يضيع طاقة امرأة لأنها امرأة أو نابغا لأنه يبدو مشاكسا، أو عالما ينبغ ما كان لينبغ ويفيد الملايين لو بقي مكانه.

"عندما تحكم على أوهامك بأوهامك" ليست مجرد عبارة، بل دعوة للتأمل في كيفية تعاملنا مع أنفسنا ومن حولنا. إنها تذكرة بأن الإدارة الصحيحة لمفاصل الحياة ليس في الاستسلام لأوهامٍ نصنعها، بل في الجرأة على رؤية الحقيقة، مهما كانت مرآتها قاسية. ما نحتاجه هو أن نكون آدميين فقط

204 - لماذا اليوم أفضل من الغد؟.. الخوف من التغيير (1)

  عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــربي 21 الانطباع والحقيقة: هنالك كثير من المفاهيم تحولت إلى ما يشبه المصطلحات بعد التشوه في فهم...

يقظة فكر