https://m-salihalbdrany.blogspot.com/ فكــــــر اليقظـــــــة Mindfulness: 06/09/25https://m-salihalbdrany.blogspot.com/

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 9 يونيو 2025

180 - ترامـــــــــب ونوبـــــــــل عربـــــــات جدعــــــــــــون

 




هنالك شكوك واحاديث ليست مؤكدة  تظهر جائزة نوبل بوضع يثير الشكوك، بمنحها الجائزة لشخصيات جدلية، لكن هذا يبقى موضع شك أيضا لان خيارات نوبل يفترض أن تكون بما يحافظ على غايات الجائزة بفروعها، وما يهمنا في هذا المقال هو ادعاءات ترامب بأحقيته بالجائزةوالتي تستند إلى اتفاقيات إبراهيم الفاشلة والتي آذت المنطقة وجعلتها بركان يجمع حممه إلى يوم الانفجار، ناهيك دعمه لإسرائيل، بما في ذلك توفير أسلحة فتاكة رفض سابقه إعطائها، لان غزة مساحة صغيرة وكثيفة بالسكان وهي اليوم تبيد الشعب الفلسطيني هو لم يتوقف عند تزويد السلاح بل واستخدام الفيتو ضد وقف إطلاق النار في غزة ( 4 حزيران 2025) مخالفا إجماع مجلس الأمن، أثار هذا انتقادات دولية وحقوقية بسبب مساهمتها في قتل الإنسانية نفسها، مما يناقض معايير الجائزة المرتبطة بتعزيز السلام كل هذا لان الشعب اعزل وأمة تغني وهي في الاحتضار.

هو لا يهتم بأوكرانيا وإنما بمناجمها، وهي حتما ستغضب الدب الروسي الذي كان يتمهل في ضربات قاضية، وبالتأكيد ترامب لا يواجه روسيا ليس من اجل السلام وإنما خوفا من قوتها وترسانتها النووية التي توشك أن تطل على العالم بسوء إدارة الحرب في أوكرانيا.

كذلك إيران فرد فعلها قد يضاهي رد فعل شمشون الأسطوري مع فلسطيني عسقلان وغزة وأسدود ولكن بتغيير الجغرافيا، من اجل هذا يتجنب ترامب مواجهتهم إضافة إلى سوء الإدارة في المنطقة وأيدولوجيات غير ناضجة تجعل دول المنطقة تمثل خوفا مستديما من جيرانها وهذا يستدر المصالح لمن يرقص على مشاكل من لا يعرف لا كيف يحل مشكلته ويخرج من تشويه الأيدولوجيا إلى التفاهم لمواجهة دابة الأيدلوجية التي تمتطيها الصهيونية.

الصهيونية توحي بانها حرب دينية وهي بالتأكيد حرب دينية يشترك بها اليمين المسيحي الذي لا يحس بتأنيب الضمير لقتل الفلسطينين في غزة، فحتى فرنسا التي تدين علنا ترسل السلاح سرا أما العرب فهم مخلصون في التضييق على إخوانهم.

لست بصدد سرد التسميات الدينية التي تكنى بها معارك دموية ضد أبرياء عزل لكن يمكن أن نستل بعضها مثلا “عملية جدعون” عام 1948 خلال النكبة للسيطرة على بيسان وتهجير سكانها. وبالتالي، فإن تسمية “عربات جدعون” قد تشير إلى نوايا تصعيد عسكري وإعادة احتلال غزة أو فرض واقع ديموغرافي جديد.

عملية سيف الباشان (2024): استهدفت السيطرة على مناطق عند الحدود السورية. “الباشان” هي مملكة توراتية في منطقة حوران، مما يعكس الارتباط بالرواية الدينية.

عملية القوة والسيف (2025): استهدفت اغتيال قادة مدنيين في غزة، واعتبرتها إسرائيل مشابهة لعملية “البيجر”، لكنها أثارت انتقادات بسبب استهداف مدنيين غير عسكريين.

اغلب الروايات التوراتية هي روايات رمزية لا تعبر عن حدث حقيقي وإنما رمز قد يبنى على نواة حقيقية مثل سردية استر، نحن أمام حاك خطر وتخلي عن الإنسانية وفساد في الأرض كبير يقوده الكيان ويدعمه ترامب الذي يريد نوبل عربات جدعون.

آن الأوان أن تتميز الحقائق وان يعيد الكل النظر بطرحه ويبعد ما يمزق الأمة وان لا يكون الشريك التاريخي للظلم والظلمة بل بممارسته الظلم على قومه ولعل لا الوقت لم يفت لإصلاح الخطاب بإصلاح النوايا التي أفسدت واقعنا وجعلتنا بضاعة مسجاه لكل مغامر طامع تافه ونتقبل منه احتقارنا بالخطاب ويفسر الكرم ضعفا ولعله ضعفا بفساد القيم وانحدار مكارم الأخلاق.

إن الجرائم ضد الإنسانية بأسوأ صورها تحدث اليوم في غزة والأمة كلها مدانة على هذا الصمت والمتاجرة بمصير شعب هو من بقي ممثلا للصمود الصافي في أمة نخرتها الروابط الهابطة من باسم القومية التي تشظي والطائفية التي تتغول، والآدمية كلها مدانة بل إنها الخطيئة العظمى التي يرتكبها الإنسان ظهرت ولعلها كانت تخفى مع تغول المادية والأفكار الصهيونية التي استعمرت عقول الكثر ومنهم قادة الصمود على الرضوخ والسكوت أو المتاجرة بدماء أصحاب القيم.

إن جائزة نوبل قد تمنح له لأنها منحت بما يشك المراقبون لحالات مزاجية تجاوبا مع الإرهاصات الغربية ولم نرها تمنح لمن لا يرتقي إليه الشك في الشرق العزيز.

179- القومية والمكونات: رحلة الهوية والانتماء

 

لا أريد تسيير بحث أكاديمي، ولكن أريد تسليط الضوء على واقع نعيشه؛ مأساة متواصلة تبدأ بفكرة راقية وتتجه للتدني.

تعريف القومية ونشأتها

القومية، بمفهومها العام، هي أيديولوجية سياسية واجتماعية تركز على الانتماء إلى أمة معينة، تتشارك في خصائص مشتركة مثل اللغة، والثقافة، والتاريخ، أو الأرض. إنها فكرة تحرك الشعوب بالعصبية، في الوقت ذاته قد تكون مصدرا للانقسام والصراع بين القومية ذاتها عند هيمنة المغامرين والفاسدين على مصير شعب قد يمج سلطانهم لكنه يطيعهم عجزا أو عندما تستثار غريزته وخوفه من الآخر.

تعرف المعارف وويكيبيديا القومية بأنها "شعور بالانتماء الجماعي إلى "أمة"، يقوم على فكرة أن هناك هوية مشتركة تربط أفرادها. ظهرت القومية كأيديولوجية حديثة في أوروبا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر، مرتبطة بحركات الاستقلال والتوحيد الوطني، مثل توحيد ألمانيا وإيطاليا، أو تحرر الشعوب من الاستعمار. كانت القومية في ذلك الوقت تعبيرا عن رغبة الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض الهيمنة الأجنبية، سواء كانت إمبراطورية أو استعمارية".

نماذج منطقتنا في القومية أدت إلى تخلفه وتصارع القادة للقوميات ونفس القادة داخل القومية الواحدة، فالقومية لا تمنح فكرا قيميا متكاملا، فتجد دعاة القوميات من الأقليات يحاولون أن يحافظوا على نفوذهم في عملية معقدة من الظن بأنه يمتلك الحق في قيادة قومه


نلاحظ أن الغرب تبنى القومية لرمي الأثقال وليس عصبية فقط، لكنها بدون شك أورثت عصبيات ونوعا من الكراهية والاحتقار الداخلي؛ الذي لا يظهر تأثيره بحكم هيمنة نظام استعماري سرعان ما استفاد من نتائج الفورة القومية بإقامة النظام الاقتصادي الرأسمالي والدولة الحديثة، وتقاسمت تلك الدول النفوذ ومصادر الطاقة والإنتاج، لتحاول التوحد على أساس اقتصادي وسياسي، وهو نوع آخر من تعريف القومية، ونلاحظ أن فشله لم يعلن رغم انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للنجاة من ثقل أصلا نسي عبر التاريخ أنه سبب استثارة القوميات.

هل القومية فكرة رابطة:

نماذج منطقتنا في القومية أدت إلى تخلفه وتصارع القادة للقوميات ونفس القادة داخل القومية الواحدة، فالقومية لا تمنح فكرا قيميا متكاملا، فتجد دعاة القوميات من الأقليات يحاولون أن يحافظوا على نفوذهم في عملية معقدة من الظن بأنه يمتلك الحق في قيادة قومه، إلى أنه الأنجح في الدفاع عن مصالحهم إلى استغلال الدعوة كلها والمساومات من أجل البقاء والهيمنة التي تُمنح له من جهات اقوى للحفاظ على المكتسبات استغلالا للقومية وليس دفاعا عن "المبادئ" كما يقال.

الدعوة القومية العربية: مكنت المصالح بالدعوة للقومية للاستعمار السيطرة وبقي يمد أذرعه بأشكال متعددة:

* استثارة المشاعر في إسقاط الدولة العثمانية؛ الذي كان يمثل نهاية نظام التخلف العام إلى التخصيص في التخلف وفق مصالح الدولة الحديثة التي تريد السوق والطاقة وليس مصالح القوميات.

* انقلاب المغامرين على الحكم والتعسف والظلم أدى إلى تدهور باتجاهين؛ الأول أن العرب فقدوا الثقة بالدعوات القومية واتضح أنها وسيلة لتبرير الطغيان، والعجز من العسكر عن إنجاز نسبة ضئيلة مما تزعمه النخب القومية التي اتخذت مسلك النفعية بدورها.

* استثار الظلم العام الأقليات الأثنية وكأن الظلم واقع عليها لوحدها وبفقدان الرابط الجامع بينها وبين العرب كالثقافة الإسلامية، أصبح هنالك قادة وعادة يكونون ممن يمتلكون الجرأة ولم يلبثوا طويلا إلا وتحولت حركاتهم بيد الدول الصناعية؛ تحركه لإبقاء حالة عدم الاستقرار بالإخلال الأمني أو التشكيك بإمكانية توحيد الأمة.

الصراعات والاختلافات بين دعاة القومية انتقلت من الظن بامتلاك الحقيقة أمام مهيمن فاشل "لا يفهم القومية ومعانيها"؛ إلى إدراك هؤلاء بعد إزاحتهم أن الفكرة نفسها لا تصل بهم إلى حيث يريدون بحكم التنوع الإثني والتدخلات الخارجية التي بإمكانها إعاقة أي مسار نحو الاستقرار بإثارة خلل أمنى يمنع أي تطور مدني.

* الدول العربية من فكرة الأمة الجامعة إلى الفضاءات كمجلس التعاون الخليجي المتراجع حاليا، ومجالس فاشلة أرادت تقليده، ثم إلى "الدولة" الطامحة لإرضاء من تظنه مصدر استقرارها على حساب الشعوب المحكومة منهم وعلى حساب الأمة ككل.

* الأقليات نفسها مهما صغرت تنقسم وفق عدد أصحاب المصالح فيها، ودرجة صراعاتها تعتمد على مدى تأثر مصالح هذه الشخصيات وهي تكون على شكل أحزاب وعوائل وطوائف.

نفس الكلام ينطبق على الدعوات الطائفية، حيث تستغل المشاعر الدينية في تحقيق المصالح والمكتسبات الشخصية وتدمير الدين في نفس الوقت نتيجة ارتداد استنهاض غريزة التدين عندهم، وهذه تحتاج وقتا أطول للانكشاف بالرصيد الجماهيري، لأنها تخاطب غريزة حاكمة وليس قيمة اجتماعية ربما تتآكل.

نظام المكونات: هل ينتج أمة ودولة أم يفككها؟

نظام المكونات هو نموذج حكم يقسم المجتمع إلى مجموعات (طوائف، أعراق، أديان) ويمنح كل مجموعة حقوقا أو تمثيلا سياسيا بناء على هويتها. مثال بارز هو النظام الطائفي في لبنان ونظام طائفي إثني كما في العراق، هذا النظام يدّعي تحقيق التوازن بين المكونات، لكنه واقعا يعزز الانقسامات بدلا من الوحدة.

نظام المكونات، يعيق تكوين هذه الأمة. على سبيل المثال، في العراق، النظام السياسي بعد 2003 اعتمد على تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد، مما عزز الانقسامات بدلا من تعزيز هوية عراقية، وهذا نتج عنه اضطراب أمني وغياب للاستقرار المجتمعي عبّر عن مخاوف وأطماع دول الجوار وحيرة الشعب، وهي تحديات خطرة لم تك موجودة رغم سوء النظام ككل منذ تأسيس العراق؛ إن استثنينا عاملا مهما في النظام الملكي وهو إنشاء دولة بدأت بالتآكل تدريجيا بانقلاب تموز/ يولي الدموي واستبدل الارتقاء بالانحدار، لتعطي اليوم مؤشرا سلبيا في منعطف خطر وتخلف عن الخمسينات وليس قياسا بالتطور في العالم.

الصراعات تفكك الدولة، لأنها تحول دون بناء مؤسسات قوية أو هوية وطنية موحدة، فنجد تحييدا وعدم اهتمام بالكفاءات وامتصاص للهيكل الحكومي بدل تدعيمه، فلا صياغة لإرادة وطنية أو نهضة بلا حكومة قوية، بمعنى الأداء والفكر السليم المتمدن وليس بمعنى التسلط والعنف فتلك سلطة غاشمة وليست حكومة قوية


هل ينتج نظام المكونات دولة أم يفككها؟

نظام المكونات ينشئ سلطة مفككة وضعيفة للأسباب الآتية:

* النظام الطائفي والاثني مشروع للتشظي وليس للوحدة، وهو الآن ينظر إليه شعبيا كمصلحة أشخاص.

* عندما يعتمد النظام السياسي على تقسيم السلطة بين المكونات، يصبح من الصعب بناء مؤسسات دولة قوية ومحايدة. المؤسسات (مثل الجيش أو القضاء) قد تصبح موالية لأشخاص.

* تقاسم السلطة والمصالح بين زعماء المكونات لا يعير اهتماما لرؤية تطور وإعمار، وإنما التنافس من أجل المصالح والفوز بلا برنامج تنمية يعني مزيدا من استثارة السلبيات والتفكك. الصراع على تعزيز السلطة والموارد يؤدي إلى صراعات داخلية بعضها مصطنعا من أجل زيادة عوامل ضياع الاستقرار حتى وإن حل الأمن.

* عندما يصبح الظلم والفساد قاهرا فيحاول المظلوم أن يتماهى معه وهذا سيفسر انتصارا، عندها ستبدأ مرحلة أخرى من الفوضى والأمة تخسر عوامل تقدمها وحياتها بأبسط صورها.

* هذه الصراعات تفكك الدولة، لأنها تحول دون بناء مؤسسات قوية أو هوية وطنية موحدة، فنجد تحييدا وعدم اهتمام بالكفاءات وامتصاص للهيكل الحكومي بدل تدعيمه، فلا صياغة لإرادة وطنية أو نهضة بلا حكومة قوية، بمعنى الأداء والفكر السليم المتمدن وليس بمعنى التسلط والعنف فتلك سلطة غاشمة وليست حكومة قوية.

* في انتشار الفساد لن تجد رؤية وتطور وإنما تراجعا، فلا يبنى بناء بمعول واخذ تربة الأرض بل بجلب مواد البناء والبنائيين.

186 - محنة الاخوان المسلمين واعادة الاستقرار للامـــــــــــــة

 رابط المقال على عربي 21 مدخل: في القرن الماضي نشأت حركتان، حركة كرد فعل على تلاشي الخلافة المتمثلة بالسلطنة العثمانية اتخذت الأسلوب الدعوي ...

يقظة فكر