النضــــــــــــج
تبني مظاهر المدنية
لا تجعلنا متمدنين وإنما مستهلكون لمخرجاتها
حكاية
في حكاية تراثية أن أعرابي وجد ضالا في
الطريق فاردفه خلفه على فرسه، وتوقف يستظل بشجرة في واحة فارشا زاده ليطعم رفيقه،
فأخذته غفوة استيقظ على حركة حوافر الفرس وقد سرقها من ائتمنه فقال الأعرابي: يا
هذا، الفرس وما عليها هدية لك بشرط ألا تقص على أحد ما فعلت كي لا تمتنع الناس عن
إغاثة الملهوف فتضعف المروءة عند الناس.
القصة بسيطة، لكن معناها كبير، فهنالك
رجل ذو مروءة، أعان رجلا لا يعرفه وشاركه الخبز والملح كما يقال، لكن هذا الأخير
سولت له نفسه أن يخون من أكرمه.
المروءة حين تفقد لا أمانة ولا أخلاق،
ومنظومة تنمية التخلف الفاعلة في مجتمعها لا تبقي مدنية ولا قيمة فكرية ولا عمران.
,, إن حملتك
على راحلتي وأعطيتك ثقتي ثم تسرق مالي فانت نموذج لضياع المروءة ،،
إن حملتك على راحلتي وأعطيتك ثقتي ثم
تسرق مالي فانت نموذج لضياع المروءة، وما أكثرها اليوم بل إن التفاخر بها أشاعها،
فلم يعد في المجتمع من يقف لعابر سبيل خشية أن يسرقه، ولا يتعامل بثقة مع غريب أو
قريب خشية خيانته، ولا رحمة عند من ملك.
دروع بلا فرسان
حين يتحدث الفاسد بالشرف ويتحدث السارق بالأمانة
والكل يراه ويجامله ويعلم انه سارق فاسد فلم تعد هنالك مروءة بل أضحت القيم المعيارية
نسبية وهذا هو تمام سقوط معنى المروءة والمنظومة القيمية ككل، وعندما تفقد
المنظومة القيمية فأي قانون يحكم واي امر يبقى محترم، حتى الكرامة الإنسانية التي
وهبها الله واحترم خلقه بها يفقدها الإنسان في غابة البشر المتحول لان الحيوان في
الغاب عنده قواعد فطرية لا يحكمها عقل ولا قيمة أخلاقية نعم؛ لكنها تقود غرائزه فهو لا يأخذ إلا حاجته ولا يقتل إلا
فريسته عندما يجوع وتراه وديعا إن شبع، ولعل هذا درس لمن نظر وفكر فتفكّر قبل أن
تستعمر غرائزه منظومته العقلية فتكون مخرجات فعله تحت مستوى الحيوانية.
تغيير الذات خطوة نجاح
فالإنسان أول نجاحه في تغيير ذاته