الأحد، 26 يناير 2025

146 - غزة العزة مدرسة للإنسانية عرض ومقترح

 


المشهد الرائع:

كانت حماس فيما يبدو في الدفعة الأولى تختبر ثقتها باهل غزة وثقتهم بها، فوجدت الأهل هم الأهل وأن المصائب تنزلق عن أكتافهم ولا تتحول إلى حقد وان الإنسانية فيهم تتجدد وترتقي ويظهر معدنها النقي، فكانت الجولة الثانية في تسليم الأسرى بعد وقف إطلاق النار في يوم 25-21-2025.

ارتقى المنصة شابات مجندات واهل غزة تودعهم بتحية الرقي الحضاري بفكر يثق بالله وصبر عجيب على الحفاظ على الإنسانية وأخلاق الإسلام، وشعب متمدن بالسلوك وأسلوب العمل الإداري الراقي لتسليم الأسرى فهم أمانات انتهت عداوتهم ساعة أسرهم وأصبحوا يعاملون بحب الله.

كانت العلاقة بين الآسر والمأسور علاقة وطيدة ومنهج فيما يبدو كأسنان المشط، هنا الفتيات أحست كم من الاحترام للمرأة

مشهد رجال دولة تسلم بشكل رسمي وموثق لحفظ الحقوق لهؤلاء الجنود المأسورين، مع جهة رسمية دولية، انهم دولة بكل معنى الكلمة، فالدولة ليست بسعة الأرض ولا بالسلطة فحسب وإنما بالسلوك المسؤول، جند كما قال أحد شباب غزة (هؤلاء الأبطال لا يحمونا الآن فقط بل حموا عرضنا، ونحن اليوم من نحميهم)، شعب متعلم بنفسية لا تحتاج إفهام فقد صقلها القرآن والبيان

هذا المشهد لنموذج متمدن عادل لا يخاف منه الغدر ولا البهتان ولا أي شيء ينزع عنه صفة إنسان، المشهد كان بروعة قنالهم في الميدان ونموذج لحملة الرسالة والقضية.

رسالة غزة، فرحنا بعودة ضيوفنا إلى أهلهم وقد كنا أهلكم وبكل المحبة ودعنا من استضفناه وكان يقاتلنا، اذهبوا وافرحوا من يحبكم في الطرف الآخر فاليوم عيد وسنفرح بلقاء أسرانا العائدين.

المشهد المقابل:

مزيدا من القتل والدم وسوء النية في المظهر والجوهر ومنع الاحتفال وإخراج السجناء بمنظر مزري، بل مداهمة بيوتهم بعد عودتهم والتحقيق مع أهلهم أو اعتقالهم ربما لأنهم فرحوا، استمرار بالتلكؤ في تنفيد الاتفاق وإضمار وإعلان النوايا السيئة، تصرف همجي لا يبلغ الرقي ونفسية يملأها الحقد والكراهية، هذا النموذج الذي يخضع له حكام الغرب ويبيع ضميره من أجله ويعتبرونه الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، كان قصفهم يقتل الأسرى بل هم كان خوفهم ليس من آسرهم بل هم عاشوا المصير المشترك من بطش الهمجية وتطبيق الكراهية التي كانت تنفد بأسلحة أمريكية وغيرها.

استنتاج أولي:

كل ما نتحدث عنه هو استنتاج أولي فالحكومة الإسرائيلية تأبطت شرا ولا تؤتمن وهي بسلوكها المؤذي عار على كل من يدعمها فهي ليست أهلا لا في الحرب ولا في السلم، بالتأكيد الموقف وضعها أمام مقارنه مع حماس ورقي حماس، كان عليهم أن يبدو رقيا وحسن نية لكن إبليس لم يجامل عندما كره آدم وخالف الحق، هذه ناس لا تريد السلام لانها تعيش في الفوضى، ولا تريد أن يرى شعبها أن ما تقوله تجاه أهل غزة محض ادعاءات كاذبة، أهل غزة من هم اليوم؛ هم شعب يقصف ويقتل ويشرد ويؤذى أي أذى وتهدم مساكنه ويدفن أطفاله ويجوع، ثم يودع الأسرى وكأنهم ضيوف وقد عوملوا كذلك طول الوقت هذا شعب يجسد تعريف الآدمية والإنسانية بأرقى صوره، ومع هذا قومهن البهت يريدون أن لا يرون هذا المجد الحقيقي عندما تحافظ على أدميتك وصدقك ومحبتك لله ثم الحياة، بل يريدون الحرب من اجل كرسي لموتور

خلاصة القول:

بعد أن اتضحت أهلية حماس والقسام ورقي سلوكهم وحضارتهم وتمدنهم المتطور ليبرز هذا المشهد، واتضح الفساد والإفساد عند هذا الكيان، بحيث يخالف العهود والوعود ويطلق الأسرى ليعود ويعتقل من يعتقل أو يمنع الناس من فرحتها، ورقي إدارة حماس أمام اضطراب وعشوائية الحكومة الإسرائيلية، وانها تستخدم كل ما تملك للأذى والدمار، نرى أن يتصرف الغرب والولايات المتحدة التي تشاركها الجرم بمساعدتها ودعمها من اجل مواقف معروفة....تصرفا صالحا لمرة تنهي هذه الفوضى في المنطقة التي يسببها كل فوضوي مثله، وتوقف الحروب وتلتفت لمشاركة العالم  في التنمية والبناء والإصلاح وان تضع الولايات المتحدة ووفق سياسة ترامب برنامجا واضحا لحل القضية الفلسطينية التي هي معاناة عند الأمة وتجارة عند البعض، بحل يوحد الناس التي تعيش على ارض فلسطين بدولة واحدة ضمن برنامج مدروس لتكون ديمقراطية حقيقية، تبدأ من تشكيل حكومة مؤقتة تشرف على انتخابات ينتخب بها الفلسطينيون مرشحين يهود وينتخب اليهود مرشحين فلسطينيين ولمدة قصيرة تقوم هذه الحكومة بتطبيع وتوحيد المجتمع ثم تجري حياة ديمقراطية مثل أية دولة ديمقراطية، ليتخلص الشعبان باتحادهما من المزايدين والمتاجرين ومن فرانكشتاين ودراكولا وليكون ما راينا من مشهد ممثلا لفلسطين باتحاد تاريخي يصحح الأمور بينهم وهنالك فعلا مقترحا سبق نشره في عدة مواقع لكن لم يبق إلا على الرابط التالي ممكن أن يطلع عليه رغم قدمه ويحدث بما ذكرنا في مقالنا هذا.

https://www.odabasham.net/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7/109577-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D9%86

 

وننتظر المشهد القادم بدرس جديد ومشهد راقي آخر تعلمنا إياه القسام

                                                                             


156 - ســـــــــؤال في الدولة والمجتمـــــــــــع

       المقال يبحث طريق التفكير اللازمة لترويج الافكار والحقوق في ظرف استثنائي