الجمعة، 16 أغسطس 2024

120 - هلاك القــــــــــرى

 رابط عــــــربي 21 اضغط رجاء



الانحراف

الانحراف في الإنسان أو قبول خداع نفسه باعتماد رأي بدوافع فؤادية من المشاعر والغرائز أو اتحاد المشاعر والغرائز معا؛ مع تغييب أعمال المنظومة العقلية واتخاذ القرار، هذا في الحقيقة ليس بلا إرادة أو اتباع لشخص أو فكرة، بل هو بإرادة كإرادة آدم عندما أكل من الشجرة لم يستحضر المعلومة ولم يستخدم منظومة العقل، فكانت إرادة لكن بلا عزم، أما واقعنا فيحصل فيه استعمار للمنظومة العقلية واستخدامها في التخطيط للانحراف والفساد، أو الخداع من أجل استغلال جهد الآخرين وكل ما يمكن أن يُنال وبكلام معسول أو بترهيب وتأليب.

لو تأملنا! فالإنسان المنحرف فاعل عندما تسير الحياة بلا تحديات أو اعتراض، وفاعل فيما يفعل من فساد ويعتقد راسخا أن من يمنعه عن ظلمه ظالم يستحق العقاب وخائن يستحق العذاب، لأنه مستمر في تسيد العاطفة وتفعيل أثر غريزة أو مجموعة غرائز، أي الإنسان يمتلك إرادته لكن بتقييم عاطفي وغرائزي تافه وليس بتفعيل المنظومة العقلية؛ فيبدو للآخرين أنه معتقد بكل الحالة التي يمر بها حتى هو أحد هؤلاء المقتنعين كما بيّنا في مظهره ودواخله، الحالة هنا فساد العزم في الإنسان أي قواعد التفكير وتحليل البيانات والنوايا، فبالتالي يكون هذا الإنسان شيطانا يبرأ إبليس منه لإصراره على الخطأ والرأي الواحد.

القرى هالكة والمدن معتبرة:

في النسق القرآني القرى تعذب وتهلك والمدن يخص العذاب بمن أساء، فالمدن فيها تنوع وشر وحسن، أما القرى فتطلق على الرأي الواحد والصنف الواحد المهيمن والمفسد، ويشترك أهلها في الفساد كسمة عامة


في النسق القرآني القرى تعذب وتهلك والمدن يخص العذاب بمن أساء، فالمدن فيها تنوع وشر وحسن، أما القرى فتطلق على الرأي الواحد والصنف الواحد المهيمن والمفسد، ويشترك أهلها في الفساد كسمة عامة. إذن القرآن يتحدث عن منظومة عقلية فاسدة ترفض الآخر والمخالف وتطرده أو تعذبه أو تقتله، وهنالك 55 مرة ذكرت القرية والقرى مع الهلاك والعذاب، والهلاك هو نهاية لا رجعة فيها ولا عودة: "وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" (الأنبياء: 95) بينما المجتمع المتنوع هنالك قوانين وانضباط وتعارف ومسار حياتي يتسق مع الغاية من الخلق والتعارف والإبداع وتحفيز المنظومة العقلية في درب الإصلاح.

فسعي الإنسان أن يقنع الناس لتؤمن بما يؤمن ليس عيبا وإنما العيب في الإجبار ونشر الكراهية والاضطهاد والظلم، سواء بالهمز واللمز أو التصريح أو التعذيب والقتل والترويع والتهميش، عندها يكون هنالك استئصال لهذه القرية لأنها وصلت حدا يصعب إصلاحها وأضحت مضرة للبشرية.

كونوا مثلي أو ارحلوا؛ هي قرية قوم لوط: "وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدا" (الكهف: 59) وهم على وضع من السوء، لكن الناس المتوحدين على العدل بالرأي والفكرة والتوجه هم قرى لكنهم مصلحون ومتفقون على الإصلاح بما يرضي الله؛ لا ضرر ولا أذى ولا تهميش ، ودوما تجد في الناس الذين يتفقون على رفض الآخر موانعَ الإصلاح من المتكبرين الذي فسدت منظومتهم العقلية: "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ" (سبأ: 34)

إن هلاك الدول التي تتبع الشر والظلم يحصل في الدنيا قبل الآخرة حتما، وإن المدن المتنوعة قد يعذب الظالم منهم في الدنيا والآخرة لكنها تتداول الأيام بين صالح وطالح شرير لكنه ليس بالمنبت وإنما ظالم غير مجمع على ظلمه من أهل المدينة، وهنا ننتبه أن هنالك نوعا من التعدد والحراك للمنظومة العقلية وكل منها تحاسب وفق ما ارتكبت أو أحسنت..

القرية في القرآن لا تمثل مجمعات بشرية سكنية فقط، بل هي حزب يرفض الآخر ويظن أنه يمتلك الحقيقة، دول وأنظمة، أي مجموعة من أشخاص أو تنظيمات، بل حتى الفرد الواحد الذي يعيق مسيرة التعارف والبناء هؤلاء إزاحتهم بسلم رحمة لهم، فإن أصروا على المناكفة فسنن الكون لا تحابي والهلاك للقرى الظالمة مصير محتوم


الحقيقة من خلال استطلاع آيات المدن والقرى، نجد أن العذاب مرافق لتسمية القرى لأن منظومتها العقلية فاسدة، وأن الحساب فردي أو لجزء أيضا بسبب منظومتهم العقلية كإنذار للاتعاظ والتحول نحو الإصلاح والتطوير والتنمية، وتنقية المنظومة العقلية من المسيئات لها من ترهات وظلم وإنكار للحق وسلوك طريق الباطل، فهي منظومة يمكن أن تتوب وتعيد حياة طيبة صالحة وليست ممحوقة كالتي وُصفت في القرى. وما أكثر القرى في واقعنا وأندر المدن، في عالم يدعي الإسلام ظلما له وهو لا يفقهه، ويمارس أبشع الظلم بسبب الأفكار والاختلاف والأمور التي لا تصنع تنمية ولا رقيا. لذا أدعو للعودة لكلام الله وعدله، فعندما أوقف قوم يونس منظومتهم العقلية بدأت سلسلة العذاب ولما اتعظوا وآمنوا اختلف الأمر، فلعل الناس يتعظون: "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ" (يونس: 98).

وهناك شعور المترفين بالتمكين وغفلة الفاسدين، وظلم الظالمين الذين لن يروا إلا الهلاك وبجنس ظلمهم: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" (الأنعام: 123).

التجديد والتحديث وإعمال المنظومة العقلية بالتفكير والارتقاء بها هو ما يبني المدن والمدنية، أما التخلف والركود ورفض الآخر والاهتمام ورفع ما لا يفيد مهمتك في عمارة الأرض؛ فهو فساد وهلاك: "وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ" (الزخرف: 23).

إن القرية في القرآن لا تمثل مجمعات بشرية سكنية فقط، بل هي حزب يرفض الآخر ويظن أنه يمتلك الحقيقة، دول وأنظمة، أي مجموعة من أشخاص أو تنظيمات، بل حتى الفرد الواحد الذي يعيق مسيرة التعارف والبناء هؤلاء إزاحتهم بسلم رحمة لهم، فإن أصروا على المناكفة فسنن الكون لا تحابي والهلاك للقرى الظالمة مصير محتوم.

الجمعة، 9 أغسطس 2024

119 - الظلام لنا وحدنا

 رابط المقال في عربي 21 اضغط هنا 



"كنت أظن أن الذي يحبّني سيحبّني حتى وأنا غارقٌ في ظلامي، حتى وأنا ممتلئٌ بالندوب النفسية، حتى وأنا عاجزٌ عن حب نفسي.. سيحبّني رغما من هذا ولكن لا!.. لا أحد يخاطر، كلهم يريدوننا بنسختنا السعيدة.. الظلام لنا وحدنا" (أحمد خالد توفيق)

لفت انتباهي أن هذه العبارة مقتبسة كثيرا مع بعض التحريف لتبدو أكثر خصوصية بمقتبسها، ولا يذكر اسم قائلها، وهذا الأمر إن أُخذ بشكل أكاديمي فهو سرقة لحقوق فكرية، وربما تنظر للناقل نظرتك إلى السارق، بيد أننا اليوم في واقع معاناة ترك بصمته بقوة على الناس ولما يسلم منه أحد وفق ظني، إلا أناس أصلا هم كانوا أو أصبحوا يعيشون على الهامش هاربين من الأيام التي تتوالى، وكل يأمل في يوم أو عهد أو حكم آخر أفضل من سابقه بيد أنه لا يرى إلا الأسوأ وإن كان من أهل العهد الجديد، لأن الإنسان إن ظُلم من غيره فهو مظلوم، بيد أنه إن ظلم من نفسه فهو شيطان فقد المروءة، درى أم لم يدر، والظلم في وصفه قليل؛ هذه العبارة سؤال أكثر من كونها تقريرا، وحيرة تحتاج جوابا ولهذا نجدها منقولة معبرة عن حيرة من تألم في أحد روافدها ليعاني الغرق في نهرها مع الاختلاط بالروافد عند تفاقم الأمور.

الإنسان إن ظُلم من غيره فهو مظلوم، بيد أنه إن ظلم من نفسه فهو شيطان فقد المروءة


الحب ليس زرعا بلا بذور

الحب نوع من فاعلية الفؤاد المتماهية مع المنظومة العقلية وإن كان حبا عاطفيا وحسب، فهو يتفاعل مع الغريزة ويسخّر المنظومة العقلية للاستجابة للغرائز، وهذا لا يعني النوع معبرا عن الجنس بل حب السلطة وهي من غريزة حب السيادة، وحب المال من غريزة حب التملك، فترى هياما فائضا عالي الموج بين جنسين، ثم يهدأ وتتلبد الغيوم بلا رياح ولا حراك وتعصف بعد ذلك لتلقي كل شخص في طرف من جزيرة الوهم الذي ظنوه حبا، فيأتيه هذا التساؤل ليتوقف عنده وكأنه حقيقة الجواب.

وقد يهتم الناس بذي المال طمعا في كرمه، ولكن تفسيره هو أن هذه المحبة لشخصه دون أن يسأل نفسه ما هو المميز فيه ليحبه الناس لذاته، ولو أنه سأل نفسه هذا السؤال فهو مميز فعلا، عند تخلي الناس عنه سيذهب إلى هذا المنطق بمعناه وإن اختلف منطوقه ليقنع نفسه بأنه مظلوم وأن الناس يتخلون عنه وقت ظلام حاله.

الله تعالى وصف الحب بين الزوجين بالمودة والرحمة، فهناك عنصر الود ثم الحياة والتفاهم والاختلاف وصيغ مواجهة الاختلاف وتعوّد البعض على الآخر، وإن غضب أحدهما فهو لا يفجر أو يفقد الحنان، أو تكون هنالك رغبة في الانتقام، ويبقى أمام الواجب تلك القاعدة للصواب ولكن شاذها لا يقل عن ملازمها عندما تُهمش القيم، أو تتدنى الإنسانية، وإلا فهي رحمة، فالمودة تسقى مع الزمن ليكون هنالك التفاهم والواجب والمسؤولية تجاه الرفيق.

صراعات

الحب لا يزول وإنما يتحول شكله، كنت حسنا فكان تشجيعك ظاهرا، تحولت إلى طريق السوء كان دعمك بمحاولة إيقافك، وبذات المنهج يفسر وعلى نحو ما فصلنا الغنى والفقر والقوة والضعف في مسيرة الحياة


الحياة دار امتحان فالراحة هدف لا يحظى به أحد لكن الأمل من يدفع للعمل، فالكل مشغول في استحصال الاستقرار النفسي والعاطفي والتوازن العقلي والبدن يجهد والفكر يعمل، فإما هو محصن بالقيم قائم بها وإما هو مستعمر من الغرائز يخدمها والطريقان بممرات متعددة وسرع متباينة. والإنسان يمكن عند أي منعطف وفي أي وقت أن يتحول من طريق إلى طريق ليكمل مسيرة العمر نحو نهايته وينزل لتستمر الحياة تحمل أو لا تحمل منه في الذاكرة، فإن تصادف أن يكون دعمك ضمن الطريق فستدعم وتحمل، أما إن شكلت ظاهرة سلبية فستترك وتهجر، فالناس يريدون أن يتقدموا. والإنسان عليه أن يدرك أن المصائب والملمات من الحياة، لكل ما في الأمر أن يضع نفسه في حجمها الصحيح في المرحلة، عندها سيجد أنه ليس مهملا وليس يعيش الظلام وهو ليس وحده، أما التخلي فهو وارد وحادث لكن صنع نظام للمجتمع كدولة ونظام اجتماعي للعلاقات سيحيط بالسلبيات ويرفعها بالتكافل.

ما الذي يمكن استنباطه؟

الحب لا يزول وإنما يتحول شكله، كنت حسنا فكان تشجيعك ظاهرا، تحولت إلى طريق السوء كان دعمك بمحاولة إيقافك، وبذات المنهج يفسر وعلى نحو ما فصلنا الغنى والفقر والقوة والضعف في مسيرة الحياة.

الحقيقة أن من يحسن إدارة هذا -وأغلبنا لا يحسنها- فهو سيعيش الحياة بمرها وحلوها وليس من ظلام، مرة هو يقوم بالواجب ومرة هو من يحظى بالواجب، فالعبارة التي في العنوان هي وصفية ومعبرة عن فشل المجتمع بالامتحان.

الجمعة، 2 أغسطس 2024

118 - التأسيس والحركـــــــــــــة

 



رابـــــــــــــــط عربي 21 هـــنا

الحركة في ماهية الخلق:

من يدرس الكون سيجد أنه في حركة وبأنواعها، وهي حركة إهليجية سريعة وفق المعايير والقياسات البشرية، حتى الشمس التي تدور حولها كواكب المجرة تتحرك أيضا وكلها متجهة إلى حيث أراد الله لها مستقرا. والمستقر هو نهاية حياتها ورحلتها، بل المجرة كلها تدور وكل بحركته يشكل جانبا من الظاهر وديمومة الحياة والتعاقب الزمني والمعايير والقياسات والجاذبية وتغيير الفصول. وبالحركة توسع للكون وثبات، فالماء المتحرك الجاري لا يتأسن، فإن ركد تأسن مع الوقت. وبتتابع التقادم كما يشير الإحساس الذي تكونه كلمة (يتأسن وتقادم) لأن البكتريا والحشرات وما يسبب أسنه يكون فاعلا عند الركود.

التأسيس والإنبات:

الحركة أنواع وتسمياتها عدة تصف السير ورد الفعل، فإن أتينا للحركة في الحياة المدنية وما يتعلق بها من سياسة واقتصاد وأمن، وهذه أيضا مسارات، فهي مسارات إنتاجية أو مخرجات لكل منظومة في الواقع، وهذا ما يحتاج إلى تأسيس وتخطيط أو مسارات إصلاح أو صيانة لأمور ومنتجات تحتاج إلى صيانة، وهذه تلزمها المتابعة وإلا تهدمت واندثرت ولمّا تنتهي مهمتها زمنيا.

الحركة أنواع وتسمياتها عدة تصف السير ورد الفعل، فإن أتينا للحركة في الحياة المدنية وما يتعلق بها من سياسة واقتصاد وأمن، وهذه أيضا مسارات، فهي مسارات إنتاجية أو مخرجات لكل منظومة في الواقع، وهذا ما يحتاج إلى تأسيس وتخطيط أو مسارات إصلاح أو صيانة لأمور ومنتجات تحتاج إلى صيانة


والتأسيس يحتاج إعدادا وإرساء للجذور، للثبات وليس الإنبات لأن العواصف والرفض والتحديات كثيرة في تغيير وإصلاح الحياة، وما لم يك التأسيس جيدا والتجذير والارتكاز ثابتا فستنكسر المنظومة.

لننظر إلى أشجار الخيزران تطرح البذور وتسقيها لسنين لا ترى إلا برعما ثابتا لا يكاد يُرى، بينما تمتد الجذور على رقتها لتؤسس لنمو الخيزران، فبعد الصبر لخمس سنين تبدأ الحركة والنمو في الساق لترتفع مترا في اليوم أو أقل من هذا لتصل إلى ثلاثين مترا ومائة متر، وهي تقاوم الريح وتصمد لتحصد وتقام عليها الصناعات.

العمل المدني والفكري الحضاري كالخيزران لا يأتي عشوائيا أبدا؛ وإنما تنشأ له مراكز دراسات تسقى بالطاقات وتتغذى بالدعم المالي والفكري وتضع الخطط وتتعلم وتعلم وتقيم الدورات والندوات وتثقف الكوادر المعدة للبناء، ثم يمارسون القيادة للفكر والعمل لكن لا ينفصلون عن هذه المراكز التي تصوّب في الخطط وما يوجب التغيير أو الإصلاح وكيف تتغير المسارات وما هي الحلول عند الأزمات والمنعطفات.

معنى النجاح:

الأغلبية من الناس تقيم النجاح على مخرجات الإنسان وليس على تفاعلها مع البيئة وما أفادت منظومته أو منظومة المجتمع ككل، بل هنالك مقاومة وتسفيه وتجاهل واستخفاف بالمنظومات البشرية المنتجة للفكر أو التي تدل الآخرين على طريق الرشاد، لأنها منظومات تدعو إلى تشغيل وحركة وجهد للإنجاز والتغيير وليس لديها قوة إلا قوتها في الفكرة والعزيمة، وإرادتها مقيدة بفهم المجتمع وجهوزيته للنهضة، لهذا نجد أن من يهرب من هذه الطاقات من منظومة مجتمعه إلى مجتمع حاضن تبدو كفاءته واضحة وفاعليته متعاظمة، فيكتفي مجتمع كمجتمعنا الجغرافي بالتباهي بالمنجزات وربما لومه لما قدم في بلد آخر ولم يستفد منه بلده، والحقيقة أن هذا النوع من المتكلمين هم أحد أسباب تعطيل الطاقات لأنهم يتصورون أنفسهم يفكرون ويعملون بينما الحقيقة أنهم مرضى بالتكديس وليس الإبداع.

الجدل العقيم والنجاح:

من معالم الأمم المتخلفة هو الجدل العقيم وعبادة الأشخاص وتقديسهم وهم ليسوا أنبياء، وحتى الأنبياء يصوب الله أفعالهم وكلامهم بالوحي والقرآن زاخر بهذه التصويبات للأنبياء، فتقديس الناس من معالم التخلف وفشل للمنظومة العقلية، فأنت أمام الله فرد. تلك فكرة النهاية والرقابة والحساب، وأنت في الحياة ضمن مجتمع لا بد أن تبنيه بالصواب واتباعه وليس بجدل عقيم لا فائدة منه ولا مخرجات وتضييع الهمم والقدرة على تحويل المعطيات إلى عمل منظم.

الجدل مفيد في مراحل تكوينية عندما تناقش الفكرة قبل إنضاجها لمعرفة سبل تأثيرها وأين ستؤثر وما هي فوائدها الجانبية وأضرارها العرضية المتوقعة وكيفية معالجة أو الاستفادة من كل هذا كفكرة أولية، انتظارا لظرف العمل والتكتيك أو التخطيط المرحلي في إعادة النظر بالفكرة الموضوعة في الموازنة العامة لأي عمل، فالموازنة هي مخرجات التخطيط في نواح عدة والتخطيط في أمر جزء من الموازنة، 

البحث عن الفكرة الصواب هي حقيقة سلامة المنظومة العقلية وصحتها ونفعها للبشرية؛ أن العالم يتغير وهندسة الخليقة تنبهنا لهذا، فالكون قيامته بتوقف حركته فينهار كل شيء

فهنالك التخطيط في المال والتخطيط في الفكر وتوجهاته وكيفية طرحه بالعموم، وهنالك التصاميم في موازنة المشاريع وبحوث العمليات في التنفيذ والتي تعدل أثناء التنفيذ وفق مستجدات المعطيات، وهذا نظريا شامل للحراك البشري.

الجدل العقيم عند ركود الفكر عند ظن الاكتفاء والعالم يسير ويتحرك، تثبيت فكرتك مثلا عن فعل شخص عمره في العشرين، ثم تأتي بذات نظرتك ومصرّا عليها وأنت في الخمسين، ملغيا الزمن، كذلك خطابك لأمة في القرن الواحد والعشرين بعقلية القرن الثامن أو العاشر الميلادي، أنت تخاطب نفسك ولا تخاطب الناس. بدون أن تدرس وتعيد النظر والتخطيط فلا نجاح.

النتيجة من كان متدينا فإنه سيكفر الآخرين ويعتبرهم خارج الطاعة دون أن ينظر إلى أن خطابه ليس مناسبا، ومن كان علمانيا ومن أحزاب العلمانية أو فكرها فسيُخَوّن الأمة أو أي شخص يناقضه أو يطرح سلبية لقائد حركة يقدسه وكأن الباطل لا يأتيه من خلفه أو بين يديه، فهذا بسبب الركود عند زمان ومكان وفكرة ولم يتطور في ذهنه، واقتنع أنه سيقاتل العالم الذي يتغير بدل إصلاحه أو مراجعة فكره. إن كانت الغاية مما يحمل مصلحة بلده فليعلم أين المصلحة، فالعبودية للأشخاص هي بتنزيههم كالآلهة وعبادتهم بهذا التنزيه رغم أنك تسجد لله في ظنك، وأن البحث عن الفكرة الصواب هي حقيقة سلامة المنظومة العقلية وصحتها ونفعها للبشرية؛ أن العالم يتغير وهندسة الخليقة تنبهنا لهذا، فالكون قيامته بتوقف حركته فينهار كل شيء.

الأحد، 28 يوليو 2024

117" تموضع التعليم والارشاد من احل النهضة


الرابط في عربي 21

محاور:

ـ التموضع الأول: غاية التعليم مع تشكيل العراق كدولة:
ـ استمرار التعليم بذات المنهج دون إعادة تنظيم وإنما بتطوير بسيط.
ـ لم الناس تميل لإدخال أبنائها في مجال الطب والهندسة دون العلوم الأخرى؟

ـ التموضع الثاني وانحدار أهمية التعليم بانحدار المكانة الوظيفية المادية.

ـ التموضع الثالث: التعليم غير الواضح والذي شوهته تعددية مصادره بلا سيطرة حقيقية:
ـ امتحان الإبداع أم امتحان الذاكرة

ـ التموضع الرابع: ضرورة إعادة نظام الإرشاد ولكن بشكل جديد إلى المدارس من الابتدائية إلى الإعدادية وربما سيكون من الجيد إضافته إلى الجامعات.

التموضع الأساس:

عندما أتحدت عن التعليم، فالحديث يأتي عن التعليم مع مطلع القرن الماضي ووضع العراق تحت الانتداب ثم استقلال الترضية وهو حكم أهل البلد مع بقاء النفوذ البريطاني، وكانت مرحلة موجهة قام التعليم بها على ترسيخ التقليد لمظاهر المدنية وإنشاء طبقة وسطى من الموظفين الذين يديرون البلد وما تكون من منظومة حكومية بوزارات، في ذات الوقت كان هنالك تدريس للتاريخ وبشكل انتقائي يعظم الفخر بما لا يمكن تطبيقه كان يجسد القادة بشكل يتجاوز وصف البشر، وهذا نوع من التعجيز عن ادراك القدوة بأكثر من صيغة ذهنية بسيرة مستحيلة، مع تعظيم الفردية كان ينطبع في الذهن وهذا سائد لحد الآن، أن القائد أوحد وانه المتميز الأعظم، وان العبقرية في الفرد ولم تظهر في المجموع، فترى التنافس بين الموظفين أن يكون هو الخبير الأوحد وليس خبيرا بين مجموعة خبراء، وانه القائد الأوحد وليس احد القادة فترانا اليوم نفتقد إلى كفاءة وفاعلية عمل المجموعة.

التموضع الأول

هو تموضع التعليم من اجل الوظيفة، بيد انه كان تعليما ثريا بالمواد التي تعتبر ثقافة عامة قد لا يهتم بها كثيرا في الغرب ويختبر الذاكرة ولا يختبر الإبداع، لنكون أمام التعليم العالي حيث تبدأ مسيرة التعليم الحقيقية، ومن يتساقط في الطريق يذهب إلى كادر المساعدين أو الأعمال الحرة، والمجتمع عموما ارض بكر ممكن أن يتحمل هو والدولة الفتية هذا المسار.

لم المهندس والطبيب؟

الآباء وهم في الحقول، وعندما انتدبوا للعمل في شق الطرق وسكك الحديد والبنايات الحكومية كمنشآت ومدارس ومقرات إدارية، كانوا يرون الآمر الناهي المتحكم بمن يعمل ومن لا يعمل والذي عند حضوره تصمت الفوضى وعلى راسه قبعة وينظر في جهاز غريب أو يتعامل مع القياسات بشكل مذهل، من هذا؟ هذا المهندس... ابني لا بد أن يدخل المدرسة ليكون مثل هذا الحاكم بلا كرسي حكم وإنما بعرش العلم.

التعليم هو العمود الأول لنهضة الإصلاح ولابد أن توضع قيم حاكمة للسلوك في الجامعات جديدة فينبغي أن تمثل الحالة التي يجب أن يكون عليها المجتمع وليس حاوية لأمراضه.

كان يصاب في عمل، أو يتمرض ابنه فيذهب إلى الطبيب أو طبيب "الكامب" فيعطيه دواء ليتعافى كأنه السحر ينتقل من الألم إلى السكون... ابني اذن لابد أن يدرس ليكون طبيبا.

فأصبح التعليم المهني والتقني كمرحلة ثانية وثالثة وغيرها من الدرجات حتى احتاروا بماه و تعليم جامعي أم تعليم يتبع التربية المدرسية.

انطباعات ترسخت ومازالت وشجعت عليها مسيرة الحكومات غير المؤهلة للتخطيط ومواكبة العصر فقد تربى المسؤولون فيها على نمط وظيفي يؤدي ما يؤمر به وغالبا ما يتلقى الأذى إن أبدع أو أخطأ لان هنالك خوف من المبدعين وخوف على كراسي إدارة المنظومات، أو مكانة علمية تحجرت وتحتاج إلى جديد ولكنها لا تسمح بالجديد.

التموضع الثاني:

في الحصار على العراق، وهبوط الدينار، أصبح الموظف في طبقة جديدة خارج التصنيف، فهو ليس من الفقيرة بل دون الفقر، فمرحلة التدني بدأت في الثمانينات عندما اجتاز التضخم قدرة الموظف على أن يشتري سكنا من راتبه المجرد مثلا، لكن في التسعينات أمسى غذاؤه المشكلة...

وهنا أصبحت الأعمال الحرة في الطبقة العليا وانتهت وتدنت فكرة الوظيفة كهدف رغم بقاء المهندس والطبيب في مكانته لكن في مجال الأعمال الحرة وليس الوظيفة، التعليم تراجعت أهميته بتراجع الوظيفة وعادت الأمية إلى الظهور من جديد، فتموضع التعليم في درجة ما لكن لم تصل الهبوط، فهنالك تقليد العائلة وأصبح من ضمنها السلك الوظيفي والتعليمي، بعد لا يطال.

التموضع الثالث:

بعد 2003 ظهرت حمى الشهادات وانفتاح العراق على العالم والإنترنيت والتعليم عن بعد وغالبا ما تؤخذ الشهادات بطريق أو أخرى ليحتل من يحملها مكانا ما وهو غير مؤهل له وتكدست الشهادات في طلب الوظيفة الحكومية.

إعادة تنظيم الدولة ككل ومن ضمنها قيم الوظيفة وقيم التعليم وأخلاقياتها، حيث أنها لم تنظم لمواكبة التغييرات التي حدثت في مسار الإنسانية خلال المائة عام إلا بحلول ترقيعيه والتي تمزقت في واقعنا اليوم بشكل لافت للنظر عندما خرج التعليم عن جدول التقييم العالمي.

لان المسار لم يتطور وغالبا من يدخل سلك التعليم يصبح عاجزا عن عمل آخر ليكسب رزقه فهو مازال يؤهل لوظيفة حكومية في بلد توقفت به الأعمال وتراجعت وأغلقت المصانع والمزارع واصبح بعيدا عن المدنية إلا في ظاهرها نتيجة المشاكل والحروب الداخلية التي تمنع أي عمل حقيقي، ومع الفساد المعلوم يصبح للفساد نفوذا وعندما ينتقل للتعليم يكون الانهيار،  فمعايير الجامعات والحصول على الشهادات عبر الإنترنيت وغياب المراقبة الحقيقية أو معادلة الشهادات بمعايير تناسب الظرف يجعل عمود البناء لأي مجتمع متداعيا مكسورا.

التموضع الرابع: الإرشاد بمنظومة جديدة

ومن التموضع الثالث وأسبابه والأحداث والتغييرات الاجتماعية والنفسية وغلبة التدين على الدين وظهور الانحرافات، نجد أن ضرورة ملحة للتعليم الإجباري وهذا يعني رصد أموال للتعليم بغية استعادة وعي المجتمع.

من الضرورات إعادة الإرشاد المدرسي، وبأسلوب مؤسسي فاعل يتفاعل به المرشد للصف مع قسم الإرشاد في كل مدرسة، وهو قسم يتبع التربية يتكون من مختصين بالبحوث الاجتماعية والصحة النفسية والإحصاء ومهارات الحاسوب، ومعلمي أو معلمات المدرسة الكبار السن اللذين يرفدون القسم بخبرتهم في تصويب التحليل والإجراءات، فليس واجب الإرشاد فقط تحديث المعلومات أو ملئ الدفتر المدرسي عند نقل الطالب أو الانتهاء من المرحلة، وإنما وثيقة تاريخية تمثل نمو الطالب الفكري والبدني أو تدنيه وبحث الأسباب وتثبيت العلاج المطلوب وما يمكن أن ينجح فيه كوظيفة مجتمعية.

خلاصات

ـ التعليم هو العمود الأول لنهضة الإصلاح ولابد أن توضع قيم حاكمة للسلوك في الجامعات جديدة فينبغي أن تمثل الحالة التي يجب أن يكون عليها المجتمع وليس حاوية لأمراضه.

ـ وأن يعاد النظر في أهداف التعليم وبرمجته وفق التخطيط لطلب السوق.

ـ وإصدار قوانين تحمي العاملين في الأعمال الحرة أو الشركات الأجنبية أو المتشاركة مع المحلية التي تستنزف العاملين بها دون ضمانات فيهربون إلى الوظيفة الحكومية.

ـ إعادة تنظيم الدولة ككل ومن ضمنها قيم الوظيفة وقيم التعليم وأخلاقياتها، حيث أنها لم تنظم لمواكبة التغييرات التي حدثت في مسار الإنسانية خلال المائة عام إلا بحلول ترقيعيه والتي تمزقت في واقعنا اليوم بشكل لافت للنظر عندما خرج التعليم عن جدول التقييم العالمي.

ـ الاهتمام بالإبداع ليس بتوظيفه وحسب وإنما بوضع صيغ التعليم بحيث تختبر الإبداع وتنميه وليس الحافظة.. فما هو مطلوب الآن المشاركة في رفد المدنية وليس استخدامها فقط.

الاثنين، 22 يوليو 2024

116 - لماذا كمالا هاريس

 


الديمقراطية في تعريفها الأساس طوباوية غير ممكنة التحقيق وهي (حكم الشعب بنفسه لنفسه)، فهذا لم يحصل أبدا، ديمقراطية أثينا التي استبعدت الأجانب والنساء والعبيد وفق قيم اجتماعيه في النظرة الى المرأة والعبيد ليس هنا مجال شرحها، ولم تك النظام المحبذ لدى طلاب سقراط لان النظام هذا يحلب الغوغاء عندما تسود الغوغائية والرعاع البلاد، وحسب ويكيبديا أن الأثينيين كانوا نحو 300 ألف ولم يك يحق للتصويت إلا نحو 30000 أو 50000 أي رسميا نحو 20 % من السكان، ومع هذا كان هنالك إحساس بالظلم رغم أن الانتخابات مباشرة وهي اقرب للديمقراطية كفكرة نظريا، فانقطعت واستعيدت، واستمرت الى 440 ق.م حيث دخلت اسبرطة لتقضي على الديمقراطية، فنظام إسبرطة نظاما عسكريا يعتمد الإخضاع والإذلال للعدو وهو شبيه بالنظام العسكري الأمريكي والذي لا يظهر بوضوح إنما يراه من يقع تحت الاحتلال، وهو يتماهى والمشاعر البدائية التي تجدها عند الجماعات المتطرفة المتخلفة التي تشبع عندهم غريزة حب السيادة فيشعرون باللذة التي لا تلبث أن تتحول الى أمراض نفسية إما بالارتداد نحو يقظة الضمير أو الاستغراق بالجريمة.

ولعل من المبالغة وصف الديمقراطية الرومانية بالمباشرة ما خلا الرومانية القديمة الى أن أتت لاحقا الأباطرة كيوليوس قيصر ثم سلطة مجلس الشيوخ (القناصل في الجمهورية) ومن أشهرهم أنطونيوس ماركوس وكان من مساعدي يوليوس قيصر وفابيوس الذي انتخب قنصلا خمس مرات أيضا كدكتاتور مرتين وفق معلومات ويكيبديا

النظام الديمقراطي في العصر الحديث:

ليس غير سويسرا تتبع نظام الديمقراطية المباشرة، في استفتاء الشعب.

في الولايات المتحدة كنموذج يبدو اليوم في وضوح الديمقراطية بحسناتها ومساوئها، وليس ممثلا لها بمحافظتها كبريطانيا، فان الأحزاب من تقرر الشخصيات التي تحكم البلاد والشعب يختار من بين المعروض الى أن وصلنا اليوم الى ترامب وبايدن وكان الولايات المتحدة عقيمة ليس فيها غيرهما، وبعد تراجع بايدن سنجد احتمال أن تكون كمالا هاريس المرشحة والتي ستواجه ترامب والأرجح في تقديري أنها ستفوز في الانتخابات ليس لانها افضل من ترامب فهو رجل ميزته انه من أصحاب المصالح ممن يمكنهم الظهور والا فهما ليسا مختلفين من حيث الثقافة العامة أو نظرتهم الى العالم والجغرافية.

المجتمع في أمريكا ظهر كمدن تأتلف على أشخاص يديرون أمرها ثم تكونت الدولة الكونفدرالية ثم الفدرالية لكن هذه المجتمعات بدأت تدريها عمليا القوى المتنفذة ورؤوس الأموال والذين يؤثرون في اختيار من يرعى مصالحهم.

وعندما ظهرت الأحزاب فهي أحزاب برامج ومدنية لها برامجها في التنمية وترعاها طبقة من أصحاب المصالح سماها كارل ماركس (الرأسمالية)، والنظام كله آليات دائمة التحديث لحماية الرأسمالية ومصالحها وضبط الأفعال عند الجمهور ليكون راس المال آمنا والتنمية والسوق فاعل وتثبيط أي شعور بالغبن أو إحباط فاعليته التي تؤدي الى ثورة أو فوضى معيقة للأمن الذي لا يمكن لاي مدنية أن تنمو بفقدانه، وكل ما نراه هو ترجيح المصالح وإدارة التوجهات لتحقيق افضل حالات الاقتصاد للولايات المتحدة التي يثبت اقتصادها سلطة الدولار الذي تثبته القوة العسكرية وإمكانية الردع للمخالف لها، وان بدأت روسيا اليوم تتعامل بالروبل إلا أن القاصمة إن اتفقت الصين ودول أخرى على التعامل بغير الدولار، وربما الدول النفطية الأقدر على إنجاح هذا التحدي إن استخدمت عملة ترتكز على النفط في الوقت المناسب وهو ليس الى ما لانهاية مع التقدم التقني والعلمي؛ وهذا قد يبدو غريبا إلا انه بالتأكيد يعتمد على مدى فاعلية روسيا في حربها على أوكرانيا والتي تتردد في حسمها لان الغرب لن يتردد في دخول خرب عالمية من اجل ألا تفوز روسيا.

الديمقراطية بالخلاصة اليوم اختيار وليس انتخاب، وهي لا تمثل الشعب وإنما الأحزاب، لهذا نرى الاضطراب في دول العالم الثالث ما بين بركان يغلي وبركان متفجر، أو خامد لا تعلم متى يطلق حممه، كل هذه الفوضى من نظام عالمي ينقصه العدالة وليس العدل فقط.

لماذا كمالا هاريس:

ترامب شخص يغلب عليه الغرور مع السطحية، وهذا امر خطر عند العقلاء ولا شك أن أصحاب المصالح عقلاء في اتجاه مصالحهم، فهم يريدون أن تمضي مصالحهم مع واجهة مطيعة،  وفي هذا الوقت والتوتر العالمي لا يحتمل النظام الأمريكي المفاجئات، لان معاناته كثيرة وهم لا يخافون أن يبدأ ترامب حربا، بل قد يخافون ألاّ يبدأها فالرجل من خلال سيرته ينمي المال ويستدره باستغلال نقاط الضعف والخوف عن الآخرين، فيستثيرها ويتعامل بطريقة اسبرطة مع من يظن انهم أدنى منه وانهم يملكون ما لا يستحقون وليسوا إلا سوقا لبضائعه وهذا خطر جدا إن صدر قرارا من هذه الدول بعكس الاتجاه، لكنه يحترم القوة عند ايران وروسيا، اللذان يبدو انهما لا يدركان ذلك بتأكيد وإنما يختبران ردود الفعل ويثبطاها، وهي فرصة للدولة الأمريكية العميقة أن تزيد معاملات معادلة النجاح في إخضاع الدولتين.

كمالا هاريس كانت تمتحن في فترة توليها نيابة بايدن والأرجح أنها كانت تنسجم مع إرشادات الخطوط العريضة لأصحاب المصالح لذا لم نجد أي تردد في ترشيحها مباشرة، فهي مناسبة اكثر من الجميع، وحتى لو فاز بايدن فانه كان سيترك الرياسة متنحيا لها غير انه وصل حدا لم يعد به منافسا منطقيا يحقق المنطق الديمقراطي عند فوزه، فكانت الحركة الأخيرة التي ستبقي المصلحة وترامب لن يفوز أبدا بمنهجه القديم المستخف بالآخرين وزمن الاعتراف بالقدرات ضروري بعد طوفان الأقصى، الذي مازال فعلا ليس له رد فعل في البلاد المحيطة بغزة، غير أن منطق فوزه إن بقى بايدن هو الأرجح بعد حادثة اطلاق النار وتعاطف السطحية الغالبة التي تقدس لمسات الإثارة في مشاهد واقع الحياة

ومع هذا فهنالك سياسات كثيرة سيعاد النظر فيها بما يسترجع من توجه الى الجمهوريين وترامب لأهمية ذلك في المرحلة الحرجة القادمة، لكن هذا سيفرض تغييرا منهجيا في الحزب الديمقراطي.



الجمعة، 19 يوليو 2024

115 - طوفان الأقصى والاستراتيجية الأمريكية

 


اهمال التفاوض واهمال الشعوب وتسليط من يقمعهم خطأ كبير يقترفه الغرب

الامبريالي

اتبـــع الرابـــط عـــــــــــــربي 21

الاستراتيجية الخطأ

بناء الاستراتيجيات على تنبؤات دينية ليس من واجب البشر، فالله يفعل ما يريد ولا يحتاج أحدا ليمهد له الطريق فيضل نفسه ويضر أهله. ومن الواضح أن نقاط الضعف في الاستراتيجية الأمريكية أظهرتها نهضة طوفان الأقصى.

الغرب بنى استراتيجيته على أن الكيان الصهيوني هو القاعدة المستقرة أمام أناس يملكون النفط وهم يشترون صداقة الغرب ويعظمون فيه، ولا يترك الغرب فرصة إلا ويغرس الخنجر في صدورهم وهم صابرون، وهذا أمر يتطلب المراجعة.

أين الخلل؟

هل الخلل في بناء المجتمع وهو يخرج من الاحتلال الغربي بطريقة أو أخرى على شعارات بانت واقعا استحالتها؟ وهل يدرك فعلا الحكام الذين تبنوها هذا أم أنهم يعلمون مسبقا أنها لا يمكن أن تتحقق وإنما استخدمت لتحشيد وتزعم الجمهور بالأمنيات والعقل الجمعي؟ وكان يمكن أن لا يبنى مجتمع متمدن على العداء والأفكار الطوباوية وإنما إقناع الغرب بأن الدول النامية يمكن أن تكون شريكة في النهضة وتعظيم المال والأعمال والاقتصاد ككل، وعندما أُحبطت الشعوب صرخت بصوت عال ليخبرها الغرب بالصرخة قبل أن تحدث فأصبح انطباع واهم عند الحكام بأن الغرب يحميهم من شعوبهم، أم هو انطباع الغرب بأن هؤلاء الناس استخدامهم وليس مشاركتهم هي الأفضل وهم مجبرين على قبولها بدون مزايدات، لهذا تجد مصداقية الحكومات يفضحها الكيان قبل أن تظهر ليزيد الخوف والتباعد النفسي بين الشعب والحاكم وليظهر حرجهم بلا أقنعة ومجاملات؟

إن الشعوب تريد دعم حكامها، ولا بد أن يتخلص الحكام من عقدة الخوف أن العدو في الداخل فهذا الداخل محتج فقط وليس عدوا.

الغرب يهمل الشعوب في المنطقة ولا يعتبرها أكثر من فزّاعة لتبقي الحكام مستندين إلى ركنه، كذلك اعتبر أن القضية الفلسطينية ماتت وأرسل البقرات لذبحها، لكنها انجرفت بطوفان الأقصى فظهر الشعر الأبيض على ظهورها، لذا فلا ينبغي أن يُستبعد طوفان الشعوب ليس لإزالة حكامها وإنما لتقول نريدكم أقوياء لندعمكم، وأن التطبيع ينبغي أن يكون بين الغرب ودول المنطقة التي فيها ومعها المصلحة الحقيقية ولا تمثل إن تصالحت مع أهلها عبئا أو تكلف الغرب، بل ترفد اقتصادا مشتركا وصناعات تكاملية وعلاقات استراتيجية مع شرعية بلا تكلفة، أما ترك كيان بات ثقيلا فسيظهر لاحقا ما ارتكبه بايدن وحكومته من مشاركة في جرائم ضد الإنسانية في غزة شاء أم أبى، والشعب الأمريكي الحر أول الشهود على ذلك عندما رفض التنازل عن حرية التعبير وامتهان حقوقه من أجل الكيان.

تحذير وبيان

هذا تحذير وتنبيه لأمريكا والغرب أنهم يخاطرون عند دعمهم للكيان بمصالحهم وأن وقوفهم في هذه الحرب بشكل مشارك في قتل الفلسطينيين سيسجل عليه، وهم كما حساباتهم في المقاومة خطأ فإن حساباتهم بإهمال رد فعل الشعوب خطأ، وأن دعمهم لكيان طفيلي هو استنزاف لدم ومصالح الغرب في المنطقة وبناء جدار عزل نفسي مع الغرب، وتعظيم معاداة الغرب وتشجيع الكراهية للغرب بين شعوب المنطقة لتقول للغرب، فنحن فقط وبهذا الوضع البائس من يمثلكم حتى ولو كنا محض قراد يلتصق بدرّة وأضرع البقرة التي هي أنتم، ونريد مشاركتكم في منافع دول المنطقة. ولا بد من إبعاد الغرب وكرهه لشعوب المنطقة، وهذا لعمري أمر يحتاج نظرا، وإن بناء علاقات استراتيجية واندماجية مع الحكومات الواعدة في الديمقراطية والنهضة كشريك ناجح هو الأفضل بدل الكلام الفوقي وفرض السياسات التي تدركها تلك الدول بشكل أوضح من منطلقات الكراهية والاستصغار.

مواقف لا بد أن يعيها الغرب

إن الكيان يُدخل الغرب في رحلة تبديد المصالح ونفور الحلفاء من سلوكية سيئة واستكبار مقيت بصبر الحليم والذي يسد المواقف بتصور الغرب، وأن ما يفعله العرب هو إرغام واستسلام وليس خطبا لشراكة بسلام ورغبة في التعاون.

جرب الغرب أن الطاقة من غير السعودية لا تتوازن، وهل سيتوازن المال والأعمال بلا الإمارات؟ وهل ستتوازن السياسة والمفاوضات المستحيلة بلا إبداع سياسي قطري؟ وهذه دول صغيرة بحجمها كبيرة أعمالها، وهي تستحضر الأمل بالسلام والنهضة فما بالكم ببقية البلاد إن استقرت، بينما دعم الغرب للكيان على خرافات ثيوقراطية أو قاعدة ثبت فشلها أمام فصيل بنيف وألف، وشعب محاصر منذ ما يقارب العقدين لا يتنفس ولا يأكل إلا بالإشارة، وهو ما ثبتت هشاشته وتكلفته ومدى تأثيره على الداخل والعلاقات الخارجية.

إن استقرار منطقتنا ينبغي أن يكون هدفا ليس بتغليب كيان طفيلي على المنطقة يسبب القلق، بل بدعم الإصلاحات والشراكة مع دول المنطقة المنتجة للخام والتي يمكن أن تكون حاوية للمشاريع المشتركة والصناعات وبكلفة قليلة لأنها مصدر الطاقة، عندها سنجد بلادا غير البلاد وأفكارا بلا كراهية المغلوب المظلوم، ونجد التحول إلى الصداقة والمشاركة في بناء المدنية، بدل أن تبعدهم ملامح الاستكبار فيتجهون ليكونوا مع قطب آخر، وهذه خسارة للقطبين وللمنطقة في تحطيم أمل السلام والاقتصاد والتوازن العالمي الذي هو دول المنطقة السليمة المعافاة المليئة بالموارد الطبيعية والموارد البشرية والهمة عند السلام وإحياء الأمل.

الجمعة، 12 يوليو 2024

114 -- القدوة-الخيانة/ والالحــــــــــــــاد

 


رابــط عربي 21

الصدارة السامة

هذا المصطلح هو تصحيح لمصطلح القيادة السامة؛ فالقيادة عرفناها في مقالات سابقة وبها عناصر الإبداع الفكري والوجداني، وهي عقلانية فؤاديه إنسانية متواضعة، تفعل المهم من أجل الهدف المدروس وصولا إلى الغايات، سواء في حرب أو سلم أو ما بينهما من تفاوض، فهي تسعى للنتائج بنوعية العمل ومراميه بما يجلب المصلحة، ويضاف في الإسلام أخلاقيته.

الصدارة تختلف عن القيادة بأنها تسعى للبروز موقعا ومكانة وجاها، والصدارة غالبا مسمومة قاتلة لصاحبها ومدمرة لمن يتصدرهم، فهي تسعى للبقاء حتى لو تضحي بالمعلن من أهدافها وبالشعب وبكل شيء، وهي لا تتصور أنها تفعل سوءا بل من لا يطيعها فهو خائن ومجرم، هي ذكية جدا تجاه هذه المصلحة، لكنها في منتهى الغباء في حساب المآل، والغالب هو عدمي أو تحييد للشخص في أفضل الأحوال، ووفق الظرف ومرونته ودرجة خطورته في صدارته وإمكانية ارتكازه، ليفكر ويتحول إلى أن يكون قائدا.

الصدارة تختلف عن القيادة بأنها تسعى للبروز موقعا ومكانة وجاها، والصدارة غالبا مسمومة قاتلة لصاحبها ومدمرة لمن يتصدرهم، فهي تسعى للبقاء حتى لو تضحي بالمعلن من أهدافها وبالشعب وبكل شيء، وهي لا تتصور أنها تفعل سوءا بل من لا يطيعها فهو خائن ومجرم.


كل أمر في مسار حياة الآدمي، ينطلق من الإنسان ومآله إلى الإنسان ومنظومته العقلية وغرائزه وحاجاته، ومدى قدرته على إدارة الأمور وموازنتها، ودرجة الحاجة أو الاستثارة والإشباع للغريزة؛ التي إن تمكنت واستعمرت المنظومة العقلية وبنت مخيلات بقائها، فإنها ستستمر إلى الانتحار الذي يغلَف بعبارات الانتصار وإلقاء لوم الفشل على الآخرين؛ من ضمنهم الناس الذين يتصدر عليهم، ويزعم أنه يتزعم قضيتهم ويفكر لهم كقائد، ولعل نموذج نتنياهو مثال حاضر تسبب في جرائم حرب، واندفعت الكراهية لتتحول إلى ماكينة قتل للمدنيين، وهذا ينطبق على من ساعده في إتمام هذه الأمور؛ خوفا على كرسيه ومكانته أو أسراره.

سلوكيات عكسية

الصدارة استجابة لحالة غريزية، ويمكن أن تتميز عن القيادة بغياب البرنامج أو الفهم الإداري، وفقدان وسائل المراجعة والتغيير والتطوير.

الغريزة ليست أمرا سهلا، أو أن السيطرة عليها شعوريا سلسة، أو أن سيطرتها على الإنسان لا تظهر بشكل مؤثر سلبيا على المجتمع والحياة بشكل عام.

تصور الإنسان أنه يمتلك الحقيقة في أي أمر كان ولا يحتاج المزيد، هذه الحالة ستتفاعل مع غريزة حب السيادة والتملك، فتجده ينعزل اجتماعيا لسوء سلوكه وفرضه الأمور دون نقاش أو تصوره الوصاية على الآخرين. ذات الشيء يحصل مع المتمسكين بالدين غريزة، وعندهم كم من الحافظة، وربما مواظبون على دقائق العبادة، لكنه ينفّر الآخرين من تعامله ونزقه.

ونلاحظ أن أغلب هؤلاء ممن قفل عندهم المصدر والتطور، وأنه وصل الحقيقة وغيره تائه مبدد مبدل مؤول، وما إلى غيرها من الأوصاف؛ يأخذ الأمور بحرفية حتى آيات الكتاب وهي مثاني، ويعد اجتهاد بشر لعصرهم مقدس، بينما لا يسمح بالاجتهاد في هذا العصر لهذا العصر، يستخدم كلمات جارحة، وربما القوة، ولا ينتبه إلى أن سلوكه مخالف للنص والتفسير، ويأخذ بمعايير الدولة على الفرد ومعايير الفرد على الدولة، ولا يأخذ بالواقع والظرفية، ويقول؛ إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وهو يريد أن يعود الناس بالزمن، ولا يحس بسلبية فيه ويراها في غيره، يبني الحياة على الصراع، قاس في العقاب للآخرين لخطأ فيه لا يراه، يظن الصلافة جهرا بالحق، وهو ذات المنهج في بناء المدنية الغربية والعدو الضرورة.

إنه صراع مع الآخرين وأن الحقيقة هو يملكها، لهذا فأي مخالف يحسه خطرا على نمط حياته ولقناعته بأنه الأفضل، وأن الآخرين يتلقون منه ويطيعون فقط، فهمٌ يتعامل كناصح ولا يصغي إلا وفق قواعد النفعية ولإيجاد مواطن الاختراق، بل يُظهر كرهه للآخر عندما يرفض ضحالة طرحه.

المشكلة اليوم واضحة، أن المنظومة الآدمية في خطر، وأن عليها أن تستخدم منظومتها العقلية للإصلاح، وفق قواعد ومنطق العصر بحساب متغيراته نتيجة أي حدث أو مستجَد.

القدوة والخيانة/ الإلحاد

أي فساد في الإنسان هو نتيجة خلل بناء معلومة المنظومة العقلية للإنسان، هذا الفساد في المنظومة العقلية يصل إلى الإلحاد والتعصب الأعمى في كل دين وما يتبنى الإنسان، حتى لو كان متبنيا للعلمانية أو الليبرالية، ويظن أنه ملك الحقيقة، وأنه سيدعو لها كحقيقة مطلقة، وكأنها نهاية العالم في سردية فوكو.

فساد في الإنسان هو نتيجة خلل بناء معلومة المنظومة العقلية للإنسان، هذا الفساد في المنظومة العقلية يصل إلى الإلحاد والتعصب الأعمى في كل دين وما يتبنى الإنسان، حتى لو كان متبنيا للعلمانية أو الليبرالية، ويظن أنه ملك الحقيقة، وأنه سيدعو لها كحقيقة مطلقة.


الإلحاد والذهاب إلى ما يسميه الناس خيانة، بينما يصفه المنحرف عن قيمه ومبادئه وعيَ ويقظة النفس، والخلاص من القيود والخرافات، كلها إحباط. وغياب السلوك القيادي في دعم هؤلاء، وتفهم مشاكلهم النفسية وتجاوزها حدود طاقتهم، ووجود تأثير الصدارة السامة، فهم ضحايا الأنا وطغيان الغرائز عند المتصدرين، ممن لا يملكون شخصية القائد.

القدوة مهمة لتأطير أي مسار يوصل الإنسان ليختط مساره الخاص بأمان، فإن فقد الثقة بالقدوة أو انهارت نتيجة السلوك الخطأ، سواء كانت هذه القدوة أبا أو مدرّسا أو أحد الموجهين أو الوعاظ؛ تلاشت القيم أمامه ككلمات مبعثرة، وأضحى هو بحاجة أن يجمع شتات نفسه، فيلقي كل ما كان يشكل حملا أو واجبا نتيجة التديين ونقص فهم الدين -أي دين-، فيذهب لإنكار كل شيء بقوة بقدر قوة تمسكه بها؛ لأن القدوة التي تصدرت المشهد، لم تكن ذلك القائد الذي يهتم بهؤلاء المحيطين به.

إنكار القيم ينحرف بالسلوك، ولكن ليس بالمطلق حتما، ففرعون ناقش موسى عليه السلام ولم يعدمه مثلا، رغم أنه عذب زوجته، وكانت قد تبنت موسى عليه السلام، فعلاج الملحدين إصلاح فكرهم بالقدوة؛ لأنه عنصر التوازن في المنظومة العقلية.

وعلى الآباء أن ينتبهوا لسلوكهم في أسرهم، ولا ينبغي لواعظ أو سياسي التصدر ما لم يكن قدوة، ويكون قائدا وزعيما، وألا يتراجع إلا أن يشرح أسباب تراجعه، أو يعترف بأسباب هزيمته دون لوم الآخرين.

إن التصدر السام بلبوس القيادة سبب كبير في انهيار الأمة التدريجي، وتكوين منظومة تنمية التخلف.

128 -نحو استراتيجية عراقية للموارد المائية

 رابط صحيفة الزمــــان الدولية المياه في العراق قصة مدنيات نشأت على الحوضين، وكانت الأنهار دوما تسجل في حياتهم الأساطير والى يومنا هذا؛ هو م...