انتفاضة الضمير الأمريكي
الطلبة
ضمير الأمة:
تعلم الطلبة الحلم
الأمريكي نظريا وهم يتطلعون أن يدخلوا سوق العمل فيصوبون السلبيات إلى ما يطابق
الحلم الأمريكي ويعدلون " فشل من سبقهم". كل الأمور تسير كما هو مطلوب لها وفق القواعد
التي إرساها (أصحاب المصالح) أو كما سماهم ماركس (الرأسمالية) إلى أن انفجر التطور
السريع في عالم الاتصالات والتواصل فبدأت أمريكا ترى ما تفعله أسلحتها بالناس
العزّل، ورأى الضمير الأمريكي وهم الطلبة الشباب أن من يقتل هم أناس مثلهم مسالمون
مسجونين لهم أحلامهم وتطلعاتهم وان الظلم واقع عليهم عندما حوصروا في مساحة ضيقة
لتنهال عليهم القذائف وتدفنهم الأبراج التي يسكنوها بقذائف طائرات لا يملكون أن
يتصدون لها فيتحرك الطيار ليسكب حقده ويدمر العمران والنسل.
الطلبة يمثلون
حالة التلقي للنظرية، والنظرية تبيح لهم الاعتصام والتظاهر بل توجب عليهم نصرة
التحرر وحقوق الإنسان وان ما يفعله الصهاينة هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان إضافة
إلى السيطرة على المقدرات وان أي حراك يقابله هذا الدمار والقتل لكن على من تحتج
هو الذي يقرر سلامة التطبيق.
الرأسمالية:
نلاحظ اختلافا
لكسر العظم بين بايدن وترامب لكنهما متفقان على قمع المظاهرات والاعتصامات، كذلك عدد
آخر منهم رئيس مجلس النواب، وهم لا يرون قتل عشرات الألوف إبادة جماعية ولا أي
تصرف هو تصرفا ليس إنسانيا، وان اعتصامات الطلبة (الضمير الأمريكي) هو معاداة
للسامية، وكان الصهيونية دين الله بل الله نفسه يحيي ويميت ويعذب من يشاء،
والحقيقة أنها تمثل أصحاب المصالح وطغيان غريزة حب التملك وليس اليهود واليهودية وإنما
الصهيونية التي تعتبر الكيان المخيم المتقدم لقمع أي ظهور لما يمنع الخضوع التام لأصحاب
المصالح، وكل شيء خلال ابتزازهم؛ إبدالهم، ووعود يحققها حزب ليلغيها حزب مقابل تامين الكيان كما حدث في الاعتراف بعائديه ارض مقابل
التطبيع ثم تلغى، وإقرار صفقات استراتيجية ثم إلغاؤها، أو مساومة على عقوبات
وتصنيفات تشكل ضغطا اقتصاديا أو سياسيا عليها .
الدولة الحديثة
وكما كتب فيها مفكرون مثل وائل حلاق، لم تقم على أساس أخلاقي وإنما السلوك الحسن
هو جزء من قيمة النفعية التي تجعل راس المال واستثماراته تنمو، ومن الواضح أن
أصحاب المصالح أحاطوا راس المال بآليات كالديمقراطية الحديثة والتي هي لا تزيد عن
اقتراع مفاضلة بين من يختارهم الرأسماليون من خلال الأحزاب، ولا تكاد ترى فارقا
بينهم إلا بما أوكل اليهم من تصنيفات تكون موضوعا للجدل والحوار، وتحدثوا عن حقوق
الإنسان وقيموا دول العالم الثالث المليئة بالاضطرابات والمشاكل والتي اغلبها يعبر
عن مزارع الاحتلال وما تركه من أناس يحكمونها دفاعا عن سلطتهم أمام هبات الشعوب في
فقدانها الصبر والتحمل للاستبداد.
أفاتار
الاستبداد الرأسمالي:
الرأسمالية منذ
تشكلها تبنت النهج الإمبراطوري المغلف، فكانت تأتي بقناع الحسناء فلا تلبث أن تنزع
القناع ليظهر الوحش عند رفض الشعوب لنهبها واستغلالها، وما نراه من آثار مدنية هو
حاجة لديمومة الاحتلال بشكل استعمار لتلك المناطق لتسد النقص في كوادرها بالموارد
البشرية للمناطق المحتلة وإقناعهم بالدونية والتبعية وهذا حصل مع كل الدول فنشأت
كوادر مازالت تولد أجيالا من عقلية التبعية والاستبداد ليس التبعية التعبدية فقط وإنما
ظهور البعض وعن قناعة بمظهر العدو للاحتلال لكنه في الحقيقة ينفد برنامجه في محو
الشخصية والكينونة والثقافة الخاصة باي شعب لكي يستقل ويتخلص من رواسب الاحتلال.
إذن تركت في
المناطق شخصيتها الحقيقية والوحش لتبقى في موطنها بصورة الحسناء وتبقى ممسكة بحبل
حول عنق الوحش فلا تعترض الشعوب لإهانته فهو وحش فعلا، لكن لا تقول إن هذا الوحش
هو الأفاتار الذي أمثل لبه أنا المحتل السابق كما تتصورون، ومن الطبيعي أن يكون
لهذا المسخ أنصار وعبيد.
الحسناء
والوحش:
جميل أنت أيها
الحلم الأمريكي في نظر الشباب ذلك الضمير الأمريكي الذي صدق انه حر وانه مسؤول عن الإنسانية
في العالم، لكنه عندما اعترض ولم تتجاوب الحكومة لأنها هي الأخرى مستعبدة لمشروع
الكائن الطفيلي، ظهر الفرق بينها وبين الافاتار المزروع في الشرق
يمكن التقرير الآن أن الديمقراطيات تقمع
والدكتاتوريات تقمع. تبين من التجربة
وخصوصا بعد (انتفاضة الضمير) لطلاب أمريكا، لكن الفرق بين الدكتاتورية
والديمقراطية بالقمع هو أن
الدكتاتوريات شفافة باستخدام قوتها فهي مباشرة ولا تبرر أما الديمقراطية فإنها تقمع بتفسير القانون وتفصيل
وتبويبه على الأحداث. فهو لا يهاجم المتظاهرين من باب الاحتجاج والحريات وإنما يحمي
الأملاك العامة فيسجن المتظاهرين ويضربهم وسينتقل حتما إلى القتل فقناع الحسناء لن
يدوم أمام خربشة أظافر وأنياب الوحش....
فالنظام الرأسمالي أسوأ في رد فعله تجاه المخاطر من افاتاره الاشتراكي أو أي قناع آخر،
ولكن حافظ على صورة الحسناء لأنه كان بعيدا مستقرا، فتقلص العالم بالتواصل وتململ
الاستقرار وبانت الهشاشة في بيت العنكبوت.
تصويب
الشرعية في النظام الإسلامي ضرورة:
العالم اليوم
يحتاج إلى العدل والى أهلية الإنسان في الاختيار والسلوك، لكن النظام الذي يمكن أن
ينقذ البشرية معاب ومكبل بالأفهام القديمة وتفسيرات تبريرية لأخطاء سياسية ارتكبها
الخلفاء والملوك من بعدهم إلى السلاطين لتنتهي الأمة قابلة للاحتلال، واليوم نحن
أمام مهمتين، إصلاح الذات وإنقاذ العالم، وهذا مستحيل بوضعنا الحالي.
الخلافات بين بعض
المذاهب وتحولها أحيانا إلى طوائف بدأ دوما سياسيا ثم ولطبيعتنا باننا نؤصل لكل
شيء حتى الجياد والجمال والقطط، ذهبنا إلى تأصيل خلافاتنا بتشويه الأصل فلم يبق
قاعدة للبناء عليها راسخة.... علينا أن نخرج القواعد كما فعل إبراهيم وهو يبني
البيت لنتخلص من أزمة الشرعية التي جعلت المسلمين فرقا يثبط بعضها بعضا نسيت
مهمتها فتاهت في الفساد الإداري والمالي والسياسي والمجتمعي وضاعت لتبحث عن نفسها
في بحار من الأسن تبدو الآن على حقيقتها بانها وحش ساكن للمجاري بلا إنسانية وليس
حسناء جميلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق