السلبية والإيجابية:
منذ خلق آدم ومسيرة خلقه وفاعليته
تشير إلى الإيجابية في الخلق والسلبية في انحراف المهام أو غياب معالجة المعلومة
(يسميه القرآن العزم) وبالتالي الفهم، فإعطاء المعلومة إيجابية، لكن عدم تدبرها
سيقود إلى نقطة ضعف الخلق وهي الأنا، والانا نار تأكل ما تمر عليه تتعاظم لكن لا
ديمومة لعظمتها بل تخمد محتضرة تحت رماد خلفته.
الإنسان يتجاوز سلبيات الأنا بالحب،
لكنه قد يحول الحب إلى أنا عندما تطغى الغرائز والمشاعر السلبية فيخلق وهما لا وجود
له فيولد رد فعل عند الآخرين سلبيا بينما هو يظن انه يشع إيجابية، كذلك حبه
للإنجاز في عمله قد يعطيه رغبة بإنجاز ما لا يطيق فيتوهم صنعه، وقد يفقد الإنسان
عزيزا فتجمد الأنا عنده على محبة مشاعره تجاه من فقد فيكون سلبيا في استقبال
الحياة بذات كفاءته.
سلبية خطأ الفهم:
الله ﷻ علمنا معنى القضاء والقدر
بيد أننا فهمنا معانيها خطأ فقاد عجزنا فكرنا، لتنعكس على قوة إيماننا ودورنا في
الحياة؛ بل حتى تفسير وقبول مؤامرات الأخرين، والمؤامرة هي تعبير عن تخطيط مسبق
لهدف غالبا وفق فهمنا يؤدي إلى الإضرار بالآخر، لكن هذا التخطيط جزء من الحياة
وليس قدرا مقدورا نستسلم له إلا بشذوذ فكرنا وتمرينه على معنى القدر انه امر مقر للإنسان
بينما هو مجموعة من سنن للكون وضروريات صنعها الله ووضعها لتكون لمن يديرها من
البشر وفق كفاءته، فترى استسلاما حتى لمخططات البشر والقوى التي تبدو لا تقاوم،
وكما أوُهِم آدم بالخلود وملك لا يبلى يوهم الضعيف بان القوي له إمكانية التحكم
بمصيره، فالتحكم في مواطن ضعف النفس هو تصديق عملي من الإنسان لتقبل أية حركة
يعتبرها بما فهمه من معنى القدر انه لا يرد، ومعنى القضاء بان هنالك مقررات لحياته
بالتفاصيل، لكن القضاء له معنى آخر ناقشناه في مقال سابق.
الخلط بين
الرغبات والغايات:
الحاجات والغرائز تؤسس الى أمنيات
ورغبات وغالبا هي تعبير عن نقص ينبغي سداده ولا سؤال عن الوسيلة، لكن العمل وفق
هذا سيقود إلى ارتجالية سلبية حيث جعل هذه الهواجس أهدافا لكن بلا تخطيط، ومن
المؤكد أنها ستفشل وفي احسن الظروف سيضطر الإنسان إلى التوقف والتخطيط وهذا لا يعني
نجاحه لان التخطيط في مرحلة التنفيذ يعتبر تكتيكا ولا يكون محكما قطعا ويخضع للخطأ
والصواب، هذه السلبية سيقوم المسؤول عن الفشل بتحميلها للظروف أو للآخرين أو
لموانع وتحديات كان ينبغي دراستها والتخطيط للتغلب عليها وتكون مضمن المسار
الطبيعي في إدارة المنظومة، وأما اعتبارها رئيسة ومعوقة بل شماعة الفشل فهذا هو من
مخرجات السلبية في الشروع إلى الغايات التي لن تدرك.
الإنسان منظومة
وكما التخطيط مهم لأي منظومة فان
أي إنسان هو منظومة بحد ذاته فهو أمة متى حمل غاية عظمى حتى لو كان وحده (إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)، الحوار يحتاج إلى تخطيط وتحديد الأولويات، فمن
سلبيات الحوار أن يتجول إلى حالة دخول بالفروع والانشغال بها بعيدا عن المسالة
المركزية فلا يصل المتحاورون إلى جدلية لما يريدون أن يطورون من امر، أو انهم
يظنون أن الفائز واحد فينشغل الجميع بإعاقة البعض بدل الهدوء والتفكير الإيجابي
بالمحافظة على ما عندك وعند الآخر للفوز ، وهذه لها فعالية معروفة أجراها رئيس وزراء
ماليزيا مهاتير محمد مع نخبة تعليمية
نكمـــــــــــــــــــــــــــل
بعضنا:
التطوير للأهداف بالضبط تطبيق ما
ذكر بالسطور السابقة، جمع الطاقات والاهتمام بما عندك وعند العاملين الأخرين
تكاملا للوصول إلى الأهداف بجمع الطاقات وهذا هو ما يسمى بالموازنة ومنها التخطيط
ودقة المراقبة وحساب المعطيات، والسلبية تحصل عندما تتصور أن حلمك سيفسره من لا يمتلك
معرفة به وان عرف فلا يملك آلياته وان ملك آليات فهو لا يدير التحديات من اجل
تحجيمها وعزلها، ثم نسمع من كثر ولسنا نتحدث عن إخلاصهم أن هنالك تحديات منعت
العمل!
أو أن هنالك تخطيط خارج المنظومة لإعاقة
العمل فيها، وما يفعل استخدام أساليب تقليدية وإظهار عواطف تتفاعل مع التحديات
لتكون من ضمنها وليست بحل على أية حال.
خلاصة القول إن السلبية بمواقفها
ومشاعره متولدة عنها هي حصيلة غياب المنطق عن منظومة الإنجاز، في تحديد الأنشطة
والمؤثرات والمتطلبات، وعند الفشل تبدأ أوهام النجاح الذي بلا دليل أو برهان وهذا
محزن عندما يقع فيه الطيبون.
رابــــــــــــــــــــــــــــــــــط
الزمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
رابط كتــــــــــــــــــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق