https://m-salihalbdrany.blogspot.com/ فكــــــر اليقظـــــــة Mindfulness: أكتوبر 2025https://m-salihalbdrany.blogspot.com/

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 10 أكتوبر 2025

208 - طاعة الله باعمال المنظومة العقلية

رابط عربي 21 

  
نقاط مهمة في المقال

1- اننا يجب ان نستمر في البحث والدراسات القرآنية والسيرة النبوية لمعالجة المستجدات في فهم صحيح اي استقراء للواقع ثم الاستناط منها وبعلم وليس تكهنات او فرض راي 

2- امر المسلمين شورى بينهم وليس للحاكم قدسية بل هو اجير عند الشعب لرعاية المصالح وهذا يعني كل المنظومة الادارية ومؤسساتها

ا3- ان الاساس هو تكريم الله للانسان وكرامته هذه تشير الى مهمته في الارض ووجوب ان يملك الاهلية ليحاسب وفرض الوصاية عليه هو ليس من الاسلام ابدا فليس من العدل ان تحاسب مجبرا او فاقد لارادته


المتن
عندما لا نعيد تفسير المعلومة مع المستجدات فنحن دون أن ندري نجمد منظومتنا العقلية ونعطلها كما فعل أبونا آدم عندما استخدمها كحافظة وليس كمعمل لاستنباط الأفكار والفهم وتجديد الفهم والاستيعاب، وهكذا نرى الحال الذي وصلنا إليه حينما يخرج أناس يرتدون زيا ويسمون برجال الدين، مع أن الإسلام ليس فيه رجال دين وكهنوت ولا لاهوت كما هي، والدخول في الأسماء والصفات وغيرها ليس من فكر الإسلام، وتعريف منظومة معينة للحكم ليس من الإسلام، وإنما هنالك قيم ومواصفات يحققها المسلمون لإدارة حياتهم والإعمار، أما ما يسبب الاختلاف والمناكفة فلم تأت به الرسالة المحمدية من الإسلام، بل كانت رسالتها تحقيق الأهلية للإنسان وخياراته ومنع الشطط من التمدد، وانحسار الظلم والباطل وكل ما ينتقص من الكرامة الإنسانية.

عندما نضع الإسلام في صندوق وقوالب، أو نقبل أن نضع فكرنا ومنظومتنا العقلية في صندوق وقوالب تجعل منا بلا أهلية وكأننا في الأرض لننفذ قوالب معينة، فهذا فهم خاطئ لمشيئة الله في خلقه ويسجل درجة قليلة في سلم نجاح المنظومة العقلية.

كثير من المسلمين يقلد ولا يفهم من الإسلام إلا مما سمعه من هنا وهناك أو قرأه في كتب أحد المشاهير، كذلك معظم الذين يسمون أنفسهم بالعلمانيين أو الليبراليين أو غيرهم هم أصلا لا يعرفون حقا ما يدعون إليه، لكن من الواضح أنهم أعمق جهلا بالإسلام من العمائم التي تتحدث بما ينسف الدين وفهمه، وما بين هؤلاء وهؤلاء، تحدث الفوضى ويسكن عمل إبليس ويخرج آدم وزوجه من الجنة، فلماذا نكرر إخفاق آدم عليه السلام؟

معضلة الحكم في الإسلام:

هذه المعضلة أتت من إخفاق منظومة العقل عند المسلمين وليس من الإسلام نفسه أو من سيرة الرسول، بل الفهم الخطأ الذي يفسر أفعال الصحابة وهم فاهمون للإسلام، وفهمهم واضح بما فعلوا، بل لم يفهم غيرهم بعدهم ما فهموا، ويذهب البعض شرقا والآخر غربا بينما جوهر الفهم هو في رؤية الرسالة نفسها. والنسبة للإسلام ما ليس فيه أحيانا يصبح شرعا ما يخالفه نتيجة عدم النأي بالنفس من رجال الدين، فاضحت مثلا ولاية التغلب عملا شرعيا مقلدا معتمدا، وهي ليست من الإسلام ولا تمت للإسلام بصلة، ولكن لمجرد منح الموثوقية لها من الاستسلام لواقع الحال وإضفاء الشرعية على ما لا شرعية له.

من يفهم الإسلام ورؤيته سيعلم أن أي حديث يوصي بالحكم لصحابي هو حديث موضوع، وأن أي فكرة تنتقص من كرامة الإنسان أو يسامح الحاكم بها كميزة عن غيره هو محض حديث موضوع ولا أصل له، فالحكم في الإسلام محض صيغة جماعية تنظيمية توحد الرأي، وما تتفق عليه النخبة هو ملزم كي لا تحدث الفتن، وليس بسبب السلطة أو تعظيما للحاكم أو العالم.

وكل أمر هو شورى في حياة المسلمين لمن يفهم الصواب، فالقرار في الأسرة شورى وفي العائلة شورى وفي القبيلة شورى وفي المدينة شورى وفي الدولة شورى. والشورى ليست رأي الأكثرية فقط، وإنما من السيرة تعلمنا أنها رأي أصحاب الأمر بما يتعلق بهم، كما في بدر والرسول يطلب المشورة ويريد الأنصار، وكما في موضع القتال حيث ألغي رأي الرسول نفسه كحاكم وقائد أمام الخبرة، عندما اتبع رأي الحباب بن المنذر، وإنها رأي الأكثرية، عندما أراد الصحابة الخروج إلى أحد فاتبع الرسول رأيهم، لكنه اتخذ الرأي غير المنظور للجميع عندما أقر صلح الحديبية، لأن غايته استجلاب السلام وتجنب الحروب، فالمشركون هم أعداء إن حاربوا وهم مشاريع دعوة في السلم فحوّلهم إلى مشروع دعوة.

أساس الرؤية:

1- أن الآدمي هو بشر له منظومة عقلية ذات كفاءة عالية وفاعلية مباشرة.

2- هذا الآدمي مكرم وتكريمه من الله مثبت بأمر السجود له.

3- أن له كامل الأهلية والتفكير رغم أن الله قال له: لا تقرب الشجرة، لكن عندما اقترب منها اعتبرها زلة لأنه أول قرار يتخذه، وعندما فكر ندم وهذه أولى بوادر حركة المنظومة العقلية.

4- القرآن عندما يقول "إن الله يأمر.." يتبعها بـــ"يعظكم.."، فالأمر هنا توجيه سلوكي وليس فرضا على المنظومة العقلية، وإنما دعوة للتفكير والاستنباط بما هو في صالح الأمم ووضعها لقوانين تدير البشرية.

5- أن الله عادل ولا ينقص عدله بتقييد من هو بامتحان، فالإنسان كامل الأهلية.

6- لم يوص الرسول لأبي بكر أو عليّ رضي الله عنهما لأنه إلغاء للأهلية، فلا يصح مع العدل أن يحكم رأي الأمة بنسق لا خيار لها فيه؛ والأهلية هي أساس العدل في محاسبة الإنسان على قراراته لاختياره، ونلاحظ مدى تمزق الأمة في الاختلاف على أمر لم يك مشكلة متعلقة بالدين أبدا، بل لم يشكل أي مشكلة والمنقول هو تبرير لما هو شائع.

7- من المحسوس أن العلمانيين والإسلاميين والليبراليين واللادينيين، بل أتباع المذاهب وهم قد ورثوها وتكونت أفكارهم بانطباعات خارج منظومة العقل والرؤية، يتهمون بعضهم البعض بالتعصب والطائفية، وتنتشر بينهم الكراهية لتعطيل المنظومة العقلية وتحكيم العواطف مع الجهل حتى بما ينسبون إليه أنفسهم أو ما يزعمون. وهذا ديدن كل رافض للآخر، فالكيان الصهيوني لا يرى ما يقتل ويدمر ولا يعتبره جريمة، بينما يعتبر أتفه الأمور ضده جريمة ضد الإنسانية، والأمر واضح قد ينسب للصلافة لكنه لا يشعر (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

المشكلة الأساسية هي الفهم، والفهم لا يأتي بأن تترك منظومتك العقلية مستعمرة من الأنا الإبليسية أو أهوائك أو غرائزك كالتملك والسيادة وعواطفك.

حتى الكفر لم يفهموا معناه، فأصبح الكل يمتلك الحقيقة والكل يظن أنه مؤمن ومخالفه كافر. هؤلاء الناس نسوا أنفسهم لنسيانهم الله وغوصهم في التفاهة "وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ" (الحشر: 19).

إن طاعة الله بأن تحترم الرؤية لما خلق، والآدمية تعني المنظومة العقلية، فإعمال التفكير هو عبادة وتطبيق للغاية من الخلق، أما التقليد والتدين الغريزي وإيقاف المنظومة العقلية فهي مسألة أظنها تحتاج إلى تفعيل المنظومة وهي عند الجميع، هذا لا شك فيه!

السبت، 4 أكتوبر 2025

207 - القيم بين الادعاء والتطبيق

 رابط عربي 21



ظواهر لفهمها وليس للحكم عليها:

كثيرا ما نسمع "الجماعة الفلانية أفكارها هدامة وأنهم أناس يتكلمون ولا يفعلون، وإن ائتُمنوا خوانين وإن كُلفوا فاسدين"، والحقيقة أن الأفكار الهدامة هي ما يحمله المجرمون وفاقدو القيم، لكن ضعف تركيز مثقفي المجتمع وانجرارهم وراء السوقية والرغبة بتحقيق الذات -وهذا عيب كبير ومرض نفسي خفي خطير- يجعلهم ينساقون وراء ما اصطلح عليه بالشعبوية وهي كلمة تقلل من قيمة التوجه نحو إرضاء العامة من الناس.

الأفكار بشكل عام تحمل إضاءة وتنويرا عاليا، لا فرق في ذلك بين الأحزاب أيا كانت؛ علمانية سطحية الفكر تخاطب الجمهور أو شيوعية انقرضت ولم تتخط الاشتراكية التي كانت تسير بضيق وسوء التطبيق، أو رأسمالية في وعود الرفاهية والقيمة الإنسانية التي بانت في الفترة الأخيرة أنها واهية، لكن عند التطبيق الأمر مختلف وكل له أسبابه. وهو ذات الأمر ينطبق على الأحزاب الإسلامية التي غالبا ترى في كوادرها تدينا ولكن فيهم أناس يتسللون للقيادات وهم يرون أنهم هم الدين رغم أن سلوكياتهم لا دين فيها وكلامهم محض نفاق مبين.

فأما ما يهمنا الآن فهو تراجع نظام الرأسمالية بتخلخل أذرع حمايتها في خلق مجتمع مستقر، ونرى أن مجرد المخالفة تتحول الدولة إلى سلطة من العالم الثالث. لكن ما زال هنالك من يؤمن بما يعتقد في السلطة فيوقف تدهور المجتمع نحو الدكتاتورية أو امتهان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وهذا مقروء للجميع عند حصول احتجاجات تخالف السياسة في الدولة، فليس من قبول للآخر المختلف فكيف للمخالف؟ ونحن نرى مثلا ما حصل من تدهور في العلاقات بين إيلون ماسك الذي دعم ترامب للوصول إلى الرياسة لأنه وضع صديقه الديمقراطي في ناسا، ثم برر ذلك بأنه لا يجوز إدارة هذا الصديق لناسا وماسك له مصالح فيها.

أما الإسلاميون، فلطالما عاشوا حياة سرية وتواجدهم كان في المساجد، فالمساجد تستقطب المظلوم الضعيف وغالبا هؤلاء متدينون غريزة وعاجزين وليسوا عاملين لقيمة ومبدأ؛ اللهم إلا بما تفرزه المظلومية من كلام تلك المساجد التي تركها معظم من تولى السلطة، فقد انتفت حالة الضعف والشعور بالقهر والغبن وعاد لطبعه متقنعا بتطبّعه، وحل هو محل الظالم واحتفظ بالاسم الذي أوصله إلى ما هو فيه ولم يك حقيقة يفهم ما اتصف به، فتمكن مفسد مؤذ معيق لتقدم الفكر بمنع مفكريه وإهمالهم إن لم يك معاداتهم وهم أصل الفكر وغذاؤه، لكن المتحول نحو دنيا؛ خسارتها جعلته يذهب إلى المسجد فيلتقطه أناس يتصورون أنه على خلق ودين ويضمونه إليهم؛ يقوم بدور طائر الوقواق الذي يطرد الأصل ليطعمه من يجهل نوعه.

إن الأفكار العظيمة ليس بالضرورة عظيم من يدعيها ولو كان من قياداتها، وعلى هذا فليست أفكارا هدامة تلك التي يزعم امتلاكها أناس هدامون، أو سفلة فاسدون وان زعموا أنهم منتمون للدين؛ وإنما هؤلاء مسوخ لبسوا لبوس الصلاح وبشاعة تقنعت بنور الهداية.

ومن البشاعة في واقعنا استغلال الإنتاج المدني لشعوب أخرى باستخدام سيئ، أو بما تطوره عقلية الفساد، فتجد أن البدايات فاسدة كاستخدام الذكاء الاصطناعي في الغش والشر وتندمج مع النفسية، لتصبح أمرا معتادا بتقديم المكانة الاجتماعية أو القيمة المادية على القيم العليا، فبالتالي تخلق حالة من تعايش الفساد مع الاعتقاد ومعرفة الفضيلة، فيظهر كلام يقطر فضائل ودعوات بالإصلاح بينما نجد أن هؤلاء هم أشد العابثين عند هذا يكون المجتمع عاجزا عن الإصلاح والمطلوب تفعيل التفكير للتغيير.

الموقف والخدمة:

إنك لا تصنف الموقف من عظمة الفعل وإنما من ماهيته، وقد يكون دافعه إنسانيا عاطفيا، أو فكريا عقائديا واعيا، أو يكون لسجية عند الإنسان في حب العطاء. وهذا النوع تكثر مواقفه الإيجابية، والمواقف من الفضائل كما الخدمة للناس بتسهيل أمورهم من الفضائل، بيد أن الاختلاف بين المواقف والفضائل أن المواقف لا تسدد وهي دين غير مطلوب وفاؤه لكنه لا يوفى وإن جازيت مَن عمل الموقف على موقفه إلا بالوفاء، لأن الوفاء من الفضائل التي لا ثمن لها ودَين بلا سداد. أما الخدمة فهي بحكم الواجب، فإن لم تك فهي تسدد بخدمة، وهنا يكون للمصالح سوق وفعل ومن الناس من يقوم بالخدمة ليس لينال مقابلا لها من بشر وإنما هي في سبيل الله، فتعلو عند الله ما يفوق علو الموقف عند البشر للبشر.

هذه أمور يتساوى بها الزعم بالتطبيق، فإن زعم من ينسى التنفيذ فهذا ارتداد عن مكارم الأخلاق وخداع للناس وفساد في النفس مهما كانت غايته. فهنا لا صغيرة ولا كبيرة، فكل أمر عند محتاج له كبير، والمحتاج كالأعمى من دله على طريق حاجته أو أتاه بها فذاك خير وإن فعل العكس فتلك خيانة، وإن لم يفعل رغم وعده فذاك مضيعة للفرصة والوقت، لذا قيل "الوعد دين" لوجوب الوفاء له.

208 - طاعة الله باعمال المنظومة العقلية

رابط عربي 21     نقاط مهمة في المقال 1- اننا يجب ان نستمر في البحث والدراسات القرآنية والسيرة النبوية لمعالجة المستجدات في فهم صحيح اي استقر...

يقظة فكرgoogle-site-verification: google25f7d3ebc2fdac29.html