https://m-salihalbdrany.blogspot.com/ فكــــــر اليقظـــــــة Mindfulness: 190- إنسانية ميتة على حافة الفناء: هل لا يزال الإنسان جديرًا بالتكريم الإلهي؟https://m-salihalbdrany.blogspot.com/

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 يوليو 2025

190- إنسانية ميتة على حافة الفناء: هل لا يزال الإنسان جديرًا بالتكريم الإلهي؟

 

رابط الشبكة مباشر


إنسانية ميتة على حافة الفناء: هل لا يزال الإنسان جديرًا بالتكريم الإلهي؟

معالجة انحدار الإنسانية مع نقص الموارد وتغيير المناخ

 حين يموت الضمير قبل الجسد 

في غزة يُهدم الإنسان قبل أن يُهدم الحجر، يُحاصر الملايين بالجوع، ويُترك الأطفال للموت البطيء وسط ركام البيوت والمساجد. والعالم؟ يقف متفرجًا، بل أحيانًا متواطئًا، عندما يفضل البعض حياة الذل والمهانة على نصرة حق الحياة لإخوانهم، وكأن الإنسانية لم تعد سوى شعارا أجوفا يُرفع حين يخدم مصالح معينة ويسقط حين يُذكّر بالعدالة الكونية.  في غزة يُقصف الإنسان قبل أن يُقصف الحجر، يُجَوّع الأطفال حتى الموت، ويُدفن البشر أحياء تحت الركام والعالم أين العالم؟ منشغل بتعريف “مَن هو الإنسان المستحق للتعاطف؟” وكأن الإنسانية أصبحت امتيازًا جغرافيًا أو عرقيًا لا حقًا فطريًا لكل بني آدم إنه مشهد لم يُفاجئ سوى القلوب الساذجة فالإنسان الحديث الذي بنى المدنية على استنزاف الطبيعة واستعباد الشعوب لا يجد غزة استثناءً، مع أنها تعبر عن أزمة أعمق في الإنسانية الحديثة، أزمة تكشف أن الإنسان قد خلع عن نفسه ثوب تكريمه الإلهي، واختار أن يعيش وفق قوانين الغريزة والمصلحة العارية.  لقد صرخ النفاق عاليا عندما احتج الغرب الرسمي على قصف كنيسة اللاتين، ليس لقتل من استشهد فيها وإنما هي كنيسة قد تعمق روح الاحتجاج عند مواطنيهم والا هي في غزة ومن غزة وأهلهم يموتون يوميا بلا رد فعل قطعان الإيل المرتدية جلد البشر وهي تنظر ببلاهة إلى افتراس أختها.

الإنسانية الحديثة… قشرة لازدواجية المعايير الأخلاقية يفضحها صمت عالمي أمام المجازر وسوء اهتمام بالبشرية ومشاكلها الوجودية والتعامل معها بانفراد وبعقلية عدمية بليدة.

 استنزاف الطبيعة ومواردها والعالم يزداد عددًا، فيما الموارد الطبيعية تتقلص بسرعة مرعبة. الغابات تُحرق، المياه الجوفية تُستنزف، المناخ يختل، وكل هذا يُنذر باضطراب عالمي سيعصف حتى بمن يظن نفسه في الجانب الآمن وهنا ستظهر وحشية مشابهة للتعامل وغزة.

 خطر نقص الموارد…موت سبب التكريم

 الإنسان سيواجه مصيره وإذا كان العالم لم يتحرك لإنقاذ حياة إنسانية في غزة، فهل سيتحرك حين يهدده خطر أكبر؟ نقص الغذاء العالمي: تغير المناخ وتدهور الأراضي الزراعية يهددان الأمن الغذائي، حروب المياه المحتملة الأنهار العابرة للحدود قد تصبح بؤر صراع دموي إن لم يستعيد الإنسان ما كرمه الله به الطاقة والمعادن سباق محموم قد ينتهي بانهيار اقتصادات؛ الكوكب لا يفرق بين شرق وغرب إذا انهارت المنظومات البيئية، لن تحمي الأسوار العالية أحدًا، عندما ينشغل قائد اكبر دولة في العالم بالمال والأعمال وجلب الأموال باي طريق ليس مهما إنما أعوض خسارتي في مكان ما حتى ممن يتصور انه صديقي ويكرمني ومن ثم أهينه عندما اعلن استغلاله وهو لا علاقة له بخسارتي.

كيف سيستقبل العالم مشاكل تغيير المناخ كالقطعان المستنفرة بلا تنسيق بينها أو اهتمام وغزة نموذجا شاهدا على هذا التفكير السقيم! دون شك لابد أن ننتبه للكثير.

خطوات من اجل الخلاص:

إن الخلاص ليس بظلم الإنسان وقتله وسلبه وإعداد الساحة لهر مجدون أو أية تسمية من تسميات نهاية العالم ببلاهة وسذاجة لا تتناسب مع التطور العلمي والتقني الذي يستخدم أسوأ استخدام دون أن يحس هؤلاء البشر أن استخدامهم السيء هو مصيرهم في الآخرة وليس أي رواية.

إن اختبار منظومتكم العقلية ليس بالخرافات ولا بالطغيان ولا بما يحصل اليوم وإنما كيف تعالجون حياتكم وتبنون لها كيف تحافظون على السلالة من الانقراض، كيف تكونون أخوة ولكن ليس كقابيل القاتل وهابيل الضحية.... لان التخلف هو من يبعدكم عن العيش المشترك وعن إيجاد الحلول لاستقبال التغيير المناخي القادم وعن التعاون بين الجميع لديمومة الحياة فما نحتاج لمواجهة تحديات قادمة كالمناخ والمياه:

·        إطار حوكمة عالمي متكامل وشفاف إنشاء هيئة دولية مستقلة تجمع الدول بتمثيل عادل لإدارة الموارد العالمية (مياه، طاقة، غابات...)

·        نظام التعاون المالي والتقني متعدد الأطراف صندوق تمويل عالمي لدعم مشاريع التنمية المستدامة والتكنولوجيا النظيفة. تشجيع نقل التكنولوجيا الخضراء بين الدول، خصوصًا من الدول المتقدمة إلى النامية. آليات شفافة لمراقبة صرف الأموال وضمان تحقيق الأهداف

·         شراكات إقليمية لإدارة الأزمات تحالفات إقليمية لإدارة الموارد بشكل عادل (مثلاً الأنهار المشتركة، الأراضي الزراعية). نظم إنذار مبكر لمواجهة الكوارث البيئية قبل تفاقمها.

·        نظام اقتصاد دائري عالمي رقمي (Global Digital Circular Economy) وهو نظام اقتصادي رقمي لكن لنجعله يتجاوز إعادة التدوير إلى إدارة اقتصاد العالم.

الحقيقة أن نظام المشاركة والتوأمة وتفهم مشاكل الآخرين سيقارب بين الناس فالعمل المطلوب كثيرا قبل أن يفقد الإنسان تكريمه لأنه لا يحترم منظومته العقلية ويستخدمها في الصواب فسيصل إلى عيش بسلوك البهائم كصيغة تعبر عن فشل في مهمته الآدمية.

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾(الإسراء:70)

أظن أن القارئ أدرك لم دمجت غزة مع التقصير في استقبال ما نستشعر من مشاكل ستواجه البشرية، لان غزة شاهد على ذلك المخفي بما يغشي البصيرة بتطور التكنولوجية في التدمير بدل بناء الإنسان.

غزة اليوم إنذار مبكر واضح، صوت قاهر جهوري، هي مرآة الآدمية التي تفشل في المهمة كما ستفشل في مواجهة القادم من تغيير في الطبيعة.

غزة اليوم مرآة تكشف موت الضمير الإنساني، ونقص الموارد القادم سيكون اختبارًا أشد قسوة. إذا لم يعد الإنسان إلى مقامه كخليفة عادل، فإن التكريم الإلهي سيُسحب منه، ليس عقابًا سماويًا بل نتيجة فعله وما آل إليه من فشل ذريع وان ما يبنيه اليوم من مظاهر مدنية سيقضي على مدنية الآدمية كنتيجة فهل نحن في عالم يستحق التكريم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

190- إنسانية ميتة على حافة الفناء: هل لا يزال الإنسان جديرًا بالتكريم الإلهي؟

  رابط الشبكة مباشر إنسانية ميتة على حافة الفناء : هل لا يزال الإنسان جديرًا بالتكريم الإلهي؟ معالجة انحدار الإنسانية مع نقص المو...

يقظة فكر