الأربعاء، 22 يونيو 2022

33 - معـالــــم انقـــلاب عــالمــــــــــي

 

منظـــــــــــومة إصلاح الحـــداثة

 

مقدمات:

عندما تبدأ أية منظومة منتجة أو مديرة أو متغافلة عن الأزمات وبغرض الاستفادة منها وليس منظومة تنتج الإصلاح عالميا، فهي منظومة آيلة للسقوط وهنالك خلل في أقطاب العالم تحتاج إلى إعادة اصطفاف

منظومة الحداثة التي بنيت على الإقطاع أساسا ولتتطور نحو الرأسمالية وتتخذ طريق العلمانية وغيرها كآليات والنفعية كمنهج سلوك قيمي عندها وتعاملت مع نظم استبدادية في الخارج لتحقيق النفعية، كما اتخذت في الشرق آليات أيدلوجية قمعية غالبا.

جنوح نظام الحداثة الغربي وعجزه أمام أسئلة ولدتها الحداثة نفسها بتوسع الاختراعات والمواصلات والتواصل لدرجة تقارب العالم دون إمكانية السيطرة عليه، وعجز الاتحاد السوفيتي السابق عن تمثيل التحدي وحصول القطب الواحد الذي اثر سلبا على العالم من امتصاص للثروات وقلاقل وفوضى تتيح عملية السلب هذه دون التفكير بأسلوب الارتقاء المدني وتبادل المنفعة وهو أسلوب نشأ منذ الاستعمار القديم باستنزاف الشعوب وعندما ثارت تلك الشعوب والتي كانت تركز دعواها لقرون على أن المحتل غريب أبدلت تلك الدول نفسها بمستبدين يحققون ذات الأغراض تقريبا ولتبقى تلك الدول سوقا.

معالم تململ:

الغرب وأمريكا وصلت مرحلة انسداد في اختلال التوازنات مع رغبة واضحة للصين وروسيا ويمكن ضم كوريا الشمالية كقوة استراتيجية، ظهرت قوى تدفع باتجاه ضرورة إعادة التوازن إلى معادلة مضطربة على حساب الدول الضعيفة رغم أن بعضها يقوم عليه اقتصاد العالم كما دول الشرق العربي عموما، فالان العالم بما يشبه مرحلة التعويم وعلى الدول بما فيها دول الخليج والمشرق إن تجد لها مكانا في التوازن الجديد.

في عشر سنين مضت ظهرت بوادر

·      اتضاح تضخـــم الصين كقوة متطورة في النظام السياسي رغم بقاء الحزب الشيوعي، ومتطورة اجتماعيا رغم بقاء الاشتراكية كفكرة عاملة واتجاه الاقتصاد بشكل مواز للاقتصاد الرأسمالي، لكنها لم تك تشكل قطبا ثانيا فهي تعلم أنها لا تملك أدوات التغيير في اقتصاد مبني على الدولار ، لكن الآن باتت تريد أن تأخذ موقعها في مرحلة التعويم.

·      دخول روسيا في مرحلة إحياء للقيصرية وليس الارتكاز على الشيوعية من جديد، وهذا سيتطلب دخولها في التوازن ليس كخزين للنفايات السوفيتية أو عامل تهدئة لدول كانت في الاتحاد السوفيتي، بل وتريد استعادة ما فقدته بسبب الاتحاد السوفيتي عن زمن القيصر وهذا السبب الرئيس في التحركات العسكرية في أوكرانيا وبعد تحقيقه تنتقل إلى خط السباق على النفوذ لهذا تتجنب الخوض في حرب نووية أو عالمية رغم دخول الغرب العملي في هذه الحرب بالمال والسلاح وتقييد روسيا.

·      هذه الحرب أبرزت تعديلا على خطط الغرب عندما استخدم سلاحه في حصار روسيا ضده، فبعد أن كانت الفوضى عزم و إرادة لمنطقة الشرق والخليج، متناسين أنها تدعم أساس اقتصادهم وعملتهم، تسببت روسيا بقلب المعادلة عندما بان العجز واضحا في مواجهة التدهور الاقتصادي حتى قبل أن يدخلون مع روسيا حربا مباشرة، لهذا فان تعديلا سيكون على استراتيجية المنطقة عندما تململت وتلكأت عن التجاوب المجاني ومن المستحسن أن تضع قيودا للعبة ليكون لها دور في الجيوسياسية والتوازن بعد القادم من فوضى حتمية تفرضها مخاض إعادة التموضع الجيوسياسية والقطبي في العالم وهو ممكن في اجتماع الخليج القادم.

لماذا يجب أن تعيد الدول العربية حساباتها:

واقع الحال أن التغيير حاصل قادم لكن إعادة التموضع لا ترتكز على أيديولوجيا أو بروز فكر جديد، وإنما تكرار لتموضع حصل في الحروب العالمية السابقة، بيد أننا أمام تموضع فشل وصناعة أزمات وليس تموضعا واعدا بحياة أفضل وان لن تحصل لكن تقارب العالم يجعل الثقة بها شبه معدومة.

النظم الغربية نفسها تتعرض لضغوط شعبية للخروج من نظام العولمة آلية الحداثة في الانتشار والهيمنة ورأينا خروج واضح لبريطانيا، بيد أنها بقت تكافح لبقاء مكانتها بالحداثة لهذا وضعت نفسها في الواجهة في حرب القرم الحالية رغم أنها ليست الأولى في تقديم الدعم، لكن بصوت عال وفقدان الدبلوماسية التي عرفت بها بريطانيا، ولابد لها أن تعود لتضع أسس جديدة مع الشرق العربي لتحصين وضعها القطبي من خلال مشاركات وارتقاء مدني متبادل يجعل المنطقة هادئة والشعوب مسترخية في رفاهية لا تخسر بها شيء لأنها أموالهم حقيقة.

تداخل الغرب مع النازحين نتيجة المشاكل، اظهر إن الغرب ليس متصالحا مع نفسه وان هنالك بروز لمشاكل من نوع جديد وتحديات واهتزازات أكثرها وضوحا في العلمانية اللائكية والتي تبدو متناقضة للناظر، وظهور الإسلام فوبيا.

العالم كخلاصة يتحرك بلا عروة، ولو إن المسلمين فهموا الإسلام وكأنه ينزل اليوم وتخلصوا من سجنهم التاريخي في الاجتهاد والنموذج، لكان خير العالم وإعادة توازنه على قيم أخلاقية وتفاهم بدل الصراعات التي ستتقارب زمنيا إلى أن تصبح مستمرة كما الفوضى شائعة اليوم خفية أو ظاهرا كذلك ستكون الحروب إن لم يتيقظ المسلمون بفكر رباني مفهوم صحيح وليس طلاسم وطقوس ونقل التاريخ بمشاكله وأفكار ظنية تضيع قيمة التاريخ كعظة وأشخاصه كقدوة.




رابط الزمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

https://www.azzaman.com/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A5%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

                                                                                                              

الاثنين، 13 يونيو 2022

32 ــ السلبيـــــــــــــــــــــــــــة

 




السلبية والإيجابية:

منذ خلق آدم ومسيرة خلقه وفاعليته تشير إلى الإيجابية في الخلق والسلبية في انحراف المهام أو غياب معالجة المعلومة (يسميه القرآن العزم) وبالتالي الفهم، فإعطاء المعلومة إيجابية، لكن عدم تدبرها سيقود إلى نقطة ضعف الخلق وهي الأنا، والانا نار تأكل ما تمر عليه تتعاظم لكن لا ديمومة لعظمتها بل تخمد محتضرة تحت رماد خلفته.

الإنسان يتجاوز سلبيات الأنا بالحب، لكنه قد يحول الحب إلى أنا عندما تطغى الغرائز والمشاعر السلبية فيخلق وهما لا وجود له فيولد رد فعل عند الآخرين سلبيا بينما هو يظن انه يشع إيجابية، كذلك حبه للإنجاز في عمله قد يعطيه رغبة بإنجاز ما لا يطيق فيتوهم صنعه، وقد يفقد الإنسان عزيزا فتجمد الأنا عنده على محبة مشاعره تجاه من فقد فيكون سلبيا في استقبال الحياة بذات كفاءته.

سلبية خطأ الفهم:

الله ﷻ علمنا معنى القضاء والقدر بيد أننا فهمنا معانيها خطأ فقاد عجزنا فكرنا، لتنعكس على قوة إيماننا ودورنا في الحياة؛ بل حتى تفسير وقبول مؤامرات الأخرين، والمؤامرة هي تعبير عن تخطيط مسبق لهدف غالبا وفق فهمنا يؤدي إلى الإضرار بالآخر، لكن هذا التخطيط جزء من الحياة وليس قدرا مقدورا نستسلم له إلا بشذوذ فكرنا وتمرينه على معنى القدر انه امر مقر للإنسان بينما هو مجموعة من سنن للكون وضروريات صنعها الله ووضعها لتكون لمن يديرها من البشر وفق كفاءته، فترى استسلاما حتى لمخططات البشر والقوى التي تبدو لا تقاوم، وكما أوُهِم آدم بالخلود وملك لا يبلى يوهم الضعيف بان القوي له إمكانية التحكم بمصيره، فالتحكم في مواطن ضعف النفس هو تصديق عملي من الإنسان لتقبل أية حركة يعتبرها بما فهمه من معنى القدر انه لا يرد، ومعنى القضاء بان هنالك مقررات لحياته بالتفاصيل، لكن القضاء له معنى آخر ناقشناه في مقال سابق.

الخلط بين الرغبات والغايات:

الحاجات والغرائز تؤسس الى أمنيات ورغبات وغالبا هي تعبير عن نقص ينبغي سداده ولا سؤال عن الوسيلة، لكن العمل وفق هذا سيقود إلى ارتجالية سلبية حيث جعل هذه الهواجس أهدافا لكن بلا تخطيط، ومن المؤكد أنها ستفشل وفي احسن الظروف سيضطر الإنسان إلى التوقف والتخطيط وهذا لا يعني نجاحه لان التخطيط في مرحلة التنفيذ يعتبر تكتيكا ولا يكون محكما قطعا ويخضع للخطأ والصواب، هذه السلبية سيقوم المسؤول عن الفشل بتحميلها للظروف أو للآخرين أو لموانع وتحديات كان ينبغي دراستها والتخطيط للتغلب عليها وتكون مضمن المسار الطبيعي في إدارة المنظومة، وأما اعتبارها رئيسة ومعوقة بل شماعة الفشل فهذا هو من مخرجات السلبية في الشروع إلى الغايات التي لن تدرك.

الإنسان منظومة

وكما التخطيط مهم لأي منظومة فان أي إنسان هو منظومة بحد ذاته فهو أمة متى حمل غاية عظمى حتى لو كان وحده (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)، الحوار يحتاج إلى تخطيط وتحديد الأولويات، فمن سلبيات الحوار أن يتجول إلى حالة دخول بالفروع والانشغال بها بعيدا عن المسالة المركزية فلا يصل المتحاورون إلى جدلية لما يريدون أن يطورون من امر، أو انهم يظنون أن الفائز واحد فينشغل الجميع بإعاقة البعض بدل الهدوء والتفكير الإيجابي بالمحافظة على ما عندك وعند الآخر للفوز ، وهذه لها فعالية معروفة أجراها رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد مع نخبة تعليمية

نكمـــــــــــــــــــــــــــل بعضنا:

التطوير للأهداف بالضبط تطبيق ما ذكر بالسطور السابقة، جمع الطاقات والاهتمام بما عندك وعند العاملين الأخرين تكاملا للوصول إلى الأهداف بجمع الطاقات وهذا هو ما يسمى بالموازنة ومنها التخطيط ودقة المراقبة وحساب المعطيات، والسلبية تحصل عندما تتصور أن حلمك سيفسره من لا يمتلك معرفة به وان عرف فلا يملك آلياته وان ملك آليات فهو لا يدير التحديات من اجل تحجيمها وعزلها، ثم نسمع من كثر ولسنا نتحدث عن إخلاصهم أن هنالك تحديات منعت العمل!

أو أن هنالك تخطيط خارج المنظومة لإعاقة العمل فيها، وما يفعل استخدام أساليب تقليدية وإظهار عواطف تتفاعل مع التحديات لتكون من ضمنها وليست بحل على أية حال.

خلاصة القول إن السلبية بمواقفها ومشاعره متولدة عنها هي حصيلة غياب المنطق عن منظومة الإنجاز، في تحديد الأنشطة والمؤثرات والمتطلبات، وعند الفشل تبدأ أوهام النجاح الذي بلا دليل أو برهان وهذا محزن عندما يقع فيه الطيبون.

رابــــــــــــــــــــــــــــــــــط الزمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

https://www.azzaman.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D9%85/

رابط كتــــــــــــــــــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات

https://kitabat.com/2022/06/12/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a8%d9%80%d9%80%d9%80%d9%8a%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d8%a9/

 

الخميس، 2 يونيو 2022

31 ديالكتيك الحداثـــــــــــــة

 



الحداثــــة حداثات


لم تأت الحداثة كقطعة منعزلة أو أحياء للثقافة اليونانية كما يزعم، بيد أنها واقعا حداثات، سواء في التسلسل التاريخي أو التعدد في التطبيقات واقعيا، متأثرة بطبيعة البيئة التي هي فيها كأي مخرج مدني وهي ليست إلا تراكم للجهد البشري وان صنِّف إلى حالات متعددة، فالحداثة في أمريكا ليست الحداثة في فرنسا وفرنسا غيرها في إنكلترا، وهذه متغايرة مع من دخل في نظامها مثل الصين ودول الشرق الأخرى المشاركة في تطوير المدنية.

الحداثة هي انقلاب مدني مجتمعي قيمي سلوكي ولكن ليس بتعريف واحد، فالقيم في الحداثة التي أتت مع الرسول ص هي قيم أخلاقية نابعة من فكر له نظرة عن الكون والإنسان والحياة، وتفاعلت عالميا لقرون عدة، وابتكرت وأنتجت نظاما حدث الرؤى وطرح أسئلة وإجاب عن أسئلة، وكان مرتكزا على الربوبية  والألوهية لله وان اصل العمل هو ما ينفع الناس والحقوق لا تؤخذ بالغلبة وإنما تعطى الحقوق عدلا لأضعف الناس واقل فئة في المجتمع مع القوي ومع الأكثرية؛ لكن الحداثة في عصرنا الحالي هي ليست أخلاقية ولأنها لا تنطلق من فكر عميق وتعتمد التدين كحالة غريزية معتبرة وربما تتعالى وتنخفض وربما تعالج منظور الدين كي لا يعترض طريق النفعية لان اليهودية هي شريعة دين لا تصلح للتطور والعصرنة، والمسيحية دين كما يصفه المسيحيون دين بلا شريعة، فيكون الأمر حسب من يتولى صناعة القرار، لكن سلوكيتها منطلقة من النفعية وتحويل الاله الواحد إلى الدولة لهذا استغرقت في فوضى الاستبداد تحت أي مسمى، وتراجعت الأخلاق وفق التدهور القيمي الطبيعي نتيجة بعده عن ربط السلوك بالله وباليوم الآخر، أو ما يسميه المسيحيون بيوم الدينونة، فكانت تبعية عكسية انتقلت من قوة ومحاكم التفتيش إلى التعايش وقوانين تستحدثها الحداثة والتعايش مع أخلاقيات منافية للقيم التي تؤمن بها وهذا ليس تعميما وإنما هو غالبا ما يحدث كوضع المثلية مثلا وهو احد الإفرازات المرضية للحداثة وعجزها عن إدارة مجتمع سليم كآدمية، حيث انتقلت بقانون العقوبات من الرفض الحاد بعقوبات كالإعدام والحرق إلى أن من يعارضها الآن يصبح متعدي على حقوق الإنسان وفي نفس الدول التي كانت تحكم بذاك وهذا وحدث هذا الانتقال ربما خلال قرن من الزمان.

اللامعقول في الطرح الغربي

يرتكز الطرح الغربي كما نوهت إلى انقطاع الحداثة وكأنه زرع بلا بذور ولا سابق له، وان إلغاء القيم وتاليه الدولة هو البديل لإحداث تقدم ورفاهية لم تتحقق بوصفها فعلا واغلب ما يحصل هو الاستيلاء على ثروات الأخرين وعدمية في العداء المستتر أظهرتها حرب القرم الأخيرة، ورؤية أن الحق ما يفعل بما لا يحق للآخرين تكراره وهذا التخلف في العقلية والنفسية يوضح اذا ما استقرئ كمواصفات الشخصية غير المستقرة، فالحداثة والمعروضة وكأنها إنتاج غربي بحت هي حالة مدنية عبر التاريخ وان عالميتها التي لم تنجح نجح بها الإسلام دون إخضاع للبسطاء وإنما بإزالة جلاوزة الظلم والاستعباد لتترك للناس خياراتها، وهذا ما اعتمد تشويهه بل درس لأبناء المسلمين بطريق مشوهه إثارة غريزة السيادة والتملك فكان الفساد مرافقا حتميا للحركات الإسلامية عند توليها السلطة أو العجز عن إدارة الدولة وفرض أمور تخرجهم عن اصل من أصول القيادة والسيطرة في الإسلام للحاكم (ما أنت عليهم بوكيل) فلا إجبار ولا إخضاع ولا احتقار للآدمية فالإنسان كريم مهما اعتقد حتى لو كان ملحدا، علي واجب أن يكون حرا في قراره ولله الحكم في أمره ما لم يشع فاحشة أو يروج لخداع ناس لم تكتمل أهليتها وعلمها.

نوع من القوننة في حداثة مطلوبة في الفكر الإسلامي لكيلا يكون هنالك ازدواج أو ضعف في الشخصية بتشتت العقلية وتدهور النفسية بالعجز والكراهية وهذا حتما يحصل عندما يكلف الإنسان نفسه بما لم يكلف به، هذه الأمور واضحة حتى في النص، لا إشاعة للفساد ممن فسد، فان لم يؤثر بسلبية على بيئته فهو حر بأمره.

جدلية تراجع المدنيات الحداثية

المدنية حالة متطورة ترفض الثبات والموثوقية وإنما منهج علمي يرتكز على مبدأ الصح والخطأ لكونها نتاج بشري وليس من ماهية الإنسان الحسن المطلق.

لقد قامت دولة مدنية تحمل عقلية لقيم إسلامية ترافق عملية التطور المدني بدرجة ما، وانتشرت عبر العالم لتغير الموازين، ومن الطبيعي أن يكون هنالك رفض في بقاع العالم للتغيير خصوصا وان له صبغة دينية لكن ما في العالم من قوى مضادة عاجزة عن صد تقدمها وهي تتصاعد في الانتشار تماما كما يعجز عالمنا اليوم عن التصدي لمخرجات الحداثة الشاذة سلوكيا أو أي منها، لكن تقدم الحداثة الإسلامية بدأ يأخذ طابع الثقة والغرور ونوع من التمكين بدرجة أن لا ينظر إلى العدو بجدية أو يرى ضرورة التطور ليتفاجأ بتطور الأسلحة المواجهة كما الالتفاف عليه من الشرق ليس الهند ودول شرق آسيا تمثل هذا الالتفاف كليا، بل الاختراق الداخلي غير المسيطر عليه في الاقتصاد.

صحيح أن الحداثات الغربية سدت تلك الثغرات التي اخترقت بها الدولة العثمانية وغيرها من الدويلات التي تمثل حالة التمزق الممثلة للترف والغفلة وضيق الأفق من الحكم الوراثي المنتشر آنذاك رغم تعدده الذي لم يك إيجابيا قطعا بل كان ينخر بعضه والجميع منشغل عن تقدم الغرب في شرق آسيا ولذي منه بدأ احتلال البلاد العربية بجنود هنود أصلا، وكان يمكن أن يحدث تلاقح ثقافي ممتاز يوقف حالة الصراع التاريخية التي استمرت ولحد الآن في تصاعد عندما افرت عصبة الأمم الانتداب المباشر على العراق مثلا، لكن مراوغة بريطانيا وتحويل إدارتها إلى إدارة الهند الشرقية خلق اضطربا في الداخل العراقي فالهنود متدربين كتكنوقراط وليس متدربين على إدارة احتلال، وهنالك انفه عند العراقيين كان يمكن أن تعالج بالإقناع لو تولت بريطانيا الانتداب مباشرة، وبدأت مرحلة التطوير والمشاركة مع العراقيين الذين يمكن أن يضيفوا الكثير للحداثة المشتركة وكان يمكن أن يبقي بريطانيا في المقدمة، كخط ثاني مقارب لها بالحجم وذو ثروات، وهذا لا يترك أمريكا تتفوق لتحل محل بريطانيا ثم لتكون بريطانيا شبه تابع للقرار أو تأخذ دور الأسماك المرافقة للحيتان أو القرش.

اليوم الحداثات تتهاوى لاصطدامها ببعضها فلا قيمة تجمعها وإنما هنالك القيمة الأساس وهي النفعية ما يفرقها حتى وان بدت مجتمعة، حتى التوجه بنفس مسيحي لم يخطط له إحيائيا وإنما نوع من العصبية بلا فهم كمظهر يبرز الفشل، الإنسان أصبح عمليا عبدا للدولة، وباتت المنظومة القيمية أمرا حتميا للإنسان، معاداة الغرب للإسلام ظنا انه ضد الحداثة هو انطباع أتى من زمن حروب الفرنجة والتحشيد بتصوير الإسلام شر مطلق لتبرير التحشيد الذي اتضحت مراميه وبما ثبته التاريخ لكن لم ينعكس ما اكتشف على تقييم السلوكية الغربية تجاه الإسلام لانهيار المنظومة ولم تعد تشكل اكثر من خطر يصطنع عند الحاجة لحاجة منظومة الحداثة إلى تحديات كي تستمر ونلاحظ حذا وانتقال التحديات في حرب القرم الحالية.

ما يهدد الحداثة من المسلمين هي الصورة المشوهة التي حولت إلى واقع على الأرض كحالة الكل يعلم أنها شاذة وغباء من يشيطن الإسلام لمجرد انه مخالف له، لكن لو تركت الأفكار المستنيرة باستقراء للواقع والمستنبطة للحلول فان هنالك ما سيعود على الإنسانية بخير كثير لان الإسلام بأصله لا يرفض المخالف بل يحمي المعتقدات الأخرى وما نراه اليوم من التطرف عكس هذا بل المخالف فئة واسعة هي المسلمون انفسهم وتطورت إلى كل ما لا يفكر بطريقهم، وتضييق الواسع ليس فهما صحيحا، فغاية الإسلام العدل وغاية المسلمين تهيئة البيئة لامتلاك الإنسان أهليته وقراره وهو مسؤول عن قراره وليس فرض أي صيغة أو منظومة حكم إلا مما اتفقت الأمة عليه.

عندما تتحول العلمانية أو محاولات التميز بالدين وكأن الحقيقة عدمية وتتخندق فهذه من معالم التخلف والانحدار الفكري ولابد أن نفكر جميعا بالارتقاء الفكري لأنه المقدمة الصحيحة نحو حداثة من نوع آخر تتناسب مع تقارب المسافات والزمن في صناعة حياة تحترم الآدمية والكرامة الإنسانية ذلك لان ما يعرف بمصطلح الحداثة اليوم بات يعاني من التيه والهرم؛ فلابد من رؤية جديدة تقود الواقع كقيمة أخلاقية ليس لخلق العدو بل لإيقاف الانحدار في الآدمية.

 

 

نشر في عراقيون بعنوان (جدلية الحداثة وعلى جزئين)

 

الأحد، 22 مايو 2022

30 - هويـــــــــــــة وســــــــــلوك، ازمـــــــــــه مجتمــــــــــــــــــع يتفكـــــــــــــــك

 



ومضة المقال:

لا تصل إلى وصف ظاهرة أن يتطاول شاب على كهل أكبر من أبيه سنا، فهذا حدث منعزل وان تكرر، لكن هذا جرس في مجتمع متمدن.

وقد تصبح نسبة الطلاق 60% وفق إحصائية أخيرة لاحد المراكز المعنية بتأهيل المجتمع، وهذا أيضا مؤشر خطير، ولماذا تظهر سمة لا مبالية بل الإلحاد في مجتمع كان متدينا؛ هذا وغيره يجعلنا نتساءل أين الخلل؟

تحليل العوامل:

التربية: هنالك من يتصور أن توفير الحاجات لأبنائه كاف، فما نفع العلم والتعلم ومن يتعلم في آخر قافلة العيش في البلد اللهم ألا ما نهض به الظرف في زمن غفلة، والتربية حقيقة لا تقتصر على العائلة فالعيش في بيئة ملوثة قد يمحي كثيرا من بياض صفحات التربية البيتية، ناهيك لو أن التلوث أصلا في البيت.

وقد يكون التناقض في شخصية ما يفترض أنها قدوة يخلق نوع من التشوه لمعنى القدوة المطلوب فيكون قدوة سيئة، أو أن تقديس المسلمات من العادات دون توضيح تخلق تناقضا داخليا فعقلية متصارعة مع نفسية متصارعة واستقرار حرج في الشخصية.

الأحداث: التي هي عنصر مهم في تكوين عقلية ونفسية مريضة تحتاج إلى تأهيل وإعادة تأهيل وما تتبعه من تهديد للكرامة الإنسانية بحيث أن المواطن الذي لم يغادر بلده طوال عمره يشعر بالغربة والتهديد في بلده وكأنه ليس بلده، غاية الدولة أن تحافظ على كرامة المواطن وحمايته وليس أن يكون عبدا للأهواء المتمكنة فهذا يسيء للمنظومة وكونها مخرجات عقد اجتماعي فلابد من انضباط شامل للقوانين وتحويله إلى سلوكيات تميز البلد.

الهوية: هي التعريف من إنا بما أؤمن ما ذا أريد، اهتزاز الهوية ضياع ويصبح الإنسان غير معرف لنفسه، وهذا امر غاية في الأهمية، لأنه الأساس والمنصة التي يشاد عليها بنيان الإنسان وتميزه وسلوكه ومقدار تعبيره عن القوانين التي يتبعها سواء كانت منظومة أخلاق نابعة عن فكر حضاري أو نظام سلوكي يحمى بالقانون وبتطلبه نظام المجتمع كدولة، حتى المنظومة الأخلاقية النابعة عن فكر حضاري تحتاج إلى تفصيل قانونية لكيلا تخضع للتفسير النسبي كاختلاف معنى الفضيلة من مجتمع لآخر مثلا.

السلوك: ولتوضيح معنى السلوك باختصار هو نشاط يعبر به الفرد عن نفسه مع من حوله، فمثال انطلاقة المقال قد يكون الشاب رأي بصديقنا صورة أبيه وما يضجره منه، أو معلم ترك بصمة سيئة عنده وليس بالضرورة تأثرا بالحادث المباشر، لان هذا رد فعل يتعامل مع النفسية ومؤثراتها مباشرة.

أساس من أسس المشكلة:

لا شك أن النظام التربوي العائلي التقليدي يحتاج إلى تطوير، فالعادات والتقاليد هوجمت لان التخلف نسب إليها وبدون تحديد في أي منها فكانت منظومة الدوافع للسلوك أحد ضحاياها، كمراعات الكبير والتزام الأسرة الأخلاقي وحتى مفهوم البيت والطلاق الذي لم يك إلا حالات قليلة لاعتبارات كثيرة، الآن هذه المعايير التي تركز على الاختيار من نسب وتكافؤ غابت، فبالتالي حلت محلها معايير أخرى كالمكانة الاجتماعية في مجتمع تتدنى به الروابط، أو المال، وتدنت معايير الذكورية إلى سلطة بلا معايير الرجولة وابتعاد الناس عن التمييز بين الذم وبين الوصف للخطبة قبل الزواج، فيتزوج اثنان لا تماهي بين معاييرهما التربوية.

الأهلية للزواج تعبر عن درجة ترابط المجتمع وعليه ممكن أن يقاس السلوك العام، فالشباب الذي يتزوج يفكر بإشباع غريزة وليس بتكوين أسرة، وأسرة الشاب تراه متمكنا من نفسه لكن لا تدرس أهليته لإقامة آسرة، وربما تختلف الزوجة مع أحد من أهله فيترك لنفسه وهو ليس مؤهلا لهذه المسؤولية فتنهي المشاكل مشاهد التمثيل ..... مشاكل الزوجية مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي نسيء استخدامها بحكم انحدارنا الحضاري وتخلفنا المدني والتي لم تستغل تربويا، غياب التأهيل لخطوة مهمة مثل الزواج من خلال دورات توضح معاني الزواج، الأنانية التي تتخذ المراوغة وفهم القوامة سلطة ومحاولة محو كينونة الزوجة، وبلادة الإحساس بالفعل كلها تقود إلى الطرق المسدودة بفقدان الثقة.

القيم ليست لوحات جدارية أو نفائس اثريه، وان ما يتعلمه الإنسان من قيم سواء في البيت أو دور العبادة يخرج حين يخرج وقد تعود انه لن يطبق منها شيء لأنها لا واقع لها، حتى الذي يعظ، تراه على منصة الوعظ إنسانا وبسلوكه أنسان آخر.

الحـــــــــــــــــل:

لابد من منظومة إعادة تأهيل للمجتمع والأفراد، والسعي للعدل في المجتمع والمساواة أمام القانون، وإدخال الشباب في نشاطات اجتماعية خدمية أثناء نشأتهم وتعريفهم على معاني مهمة وقيمية في الحياة وإخراجهم من سلطة الأنا إلى سعة المجتمع، وفهم معنى الأسرة ومهامها ونوع العلاقات التي تتجاوز الرغبات إلى بناء إيجابي للحياة.

إن تولي الجهل لا يقود إلا إلى الجاهلية والتفكك، وتعريف الإخفاقات في الفهم بدقة وليس التعميم لأغراض سطحية يتبناها الجاهل هو وسيلة معالجة لمواطن الضعف في إعادة بناء الإنسان الذي هو ضرورة تفرض نفسها مع سير الزمن، ما بين شباب يعيش ازمه صراع ومع الحياة ولا يعيش الحياة، فلا الأهل قادرين على أكثر من الديمومة ولا الشباب يعرف من الحياة إلا الألم، وضغط يجعله يظن ألا واجب له إلا البقاء، أو أن التمرد على القيم التي شوهت أصلا ولم يبق منها إلا العنوان هو طريق الصواب وهذه بكل تأكيد ليست مهمة الإنسان.

رابط رووداو: 

https://www.rudawarabia.net/arabic/opinion/20052022

رابط كتابات:

https://kitabat.com/2022/05/22/%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d9%84%d9%88%d9%83%d8%8c-%d8%a7%d8%b2%d9%85%d9%87-%d9%85%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%b9-%d9%8a%d8%aa%d9%81%d9%83%d9%83/

عراقيون

https://www.iraqyoon.net/74304/

 

 

 

                                                                                               

الثلاثاء، 17 مايو 2022

29 - دعـــــــــــونا نفكر خــــــــــارج الصندوق

 



مــــــــــــــــــدخل

في منطقة هي موطن انتاج الطاقة وفيها امة مستهلكة للإنتاج وسوق للدول المتقدمة صناعيا؛ تلك التي تحتاج طاقة المنطقة وسوق لمنتجاتها، ولكونها مركزا وممرَ الأمم عبر العصور فمن الطبيعي ان تكون هذه المنطقة ساحة للصراعات المعلنة والدفينة ولا يهم القوى في الدول الصناعية اليوم الا ان تبقى هذه المنطقة سوقا لمنتجاتها وسياسة تسويق الطاقة رهن مصلحتها.

كل صراع عبر التاريخ يترك انطباعا وفكرة لذا نجد ان منطقتنا حاوية لما في العالم من أفكار وأيدولوجيات متعددة ومختلفة، بيد ان هذه الافكار ترتكز غالبا على انطباعات ولا ترتكز على الغاية من الفكرة في مسار الحياة المدنية فتكون ذات طابع عبثي يخفي متطلبات الحاجات والغرائز لتسود حقيقة الامر وتحرك فاعلية المنظومة التي اسميها (منظومة تنمية التخلف).

اليوم نرى حديثا عبثيا بين من يزعم انه إسلامي وآخر لبرالي وبعضهم ينادي بالعلمانية على أساس انها نقلت الدول الغربية الى وضع انطلقت منه نحو النهضة ... فما حصل ان لا تقدم مدني وانما صراعات غريزة حب السيادة والتملك وحاجات العيش باسم هذه المزاعم ولا نهضة ولا تنمية وانما امعانا في التخلف ووضع الناس لبعضها في صناديق ومسميات لكي يسهل عليها الهجوم واختيار السلاح كل من خندقه وصندوق عقله.

هذه الحالة تخنق القدوة، وتحارب لإسقاط الامل لان الفكر الحر خارج هذه الصناديق سيصبح جسما غريبا وكل يريد تحديده ووضع احداثياته ليطلق عليه النيران والجدل، فلا يجد المصلح نفسه الا في انتقاد الجميع وربما يدفع ثمنا باهظا لهذا قد لا يتحمله فيتراجع نحو الانزواء او الهروب الى حيث يعيش حياة أخرى.

هل يفهم الزاعمون ما يزعمون!

دعونا ندقق في مزاعم الإسلاميين اولا وهم ما بين داع للخلافة وتطبيق الشريعة وبين داع الى اتخاذ الديمقراطية وسيلة للوصول الى ذات الغاية او السلطة وعندها يحتفظ بالاسم دون ان يدري ما يفعل.

هذا (الانطباع) عن فكرة الدولة في الإسلام ككينونة جاهزة والحديث عن "استئناف" الحياة وكأنها توقفت ولم يحصل الا انقطاع اجباري هو من العقبات الكبيرة في الفهم والوصول الى هدف واضح معلوم، وهو مقيد للفكر الإسلامي نفسه بل لمقاصد الشريعة وغاية الإسلام في تنظيم الحياة.

هل من وضوح عند هؤلاء الناس بنواياهم الحسنة والتي تتعرض للفساد عند الفشل وحالة الانكار التي تتبعها فيصبح الاهتمام بالكرسي وتستثار غريزة حب السيادة لتوحد هذه المجموعة وكأنها تتخندق للدفاع عن فكر يتعرض لهجوم بينما واقع الحال هو فشل الفهم الامر الذي جعل من الإسلام قالبا قديما مثله مثل أي قالب مستورد كالشيوعية والدعوات الأخرى لبرالية او رأسمالية او اية فكرة منبثقه عن كل هذا، هي قوالب لا غير تفشل في احتواء مجتمع، وان لا استئناف فهذا ليس انقطاع وانما تغيير سمه تحول تطور او ضياع لا فرق، لكن ما يحتاجه بداية جديدة بفهم جديد وخيارات لا وصاية ولا بضاعة فكرية.

فشل الفهم

الإسلام واقعا لم يفشل وانما فشل فهم من جاء يحمله ليتولى السلطة ويفرض خيارا لا يتناسب مع التغيير عبر قرون طويلة ومهملا لهذا التغيير، حتى الناس نفسها لو خيرت ديمقراطيا فإنها ستختار الإسلاميين كل مرة، لكنها لا تفهم لم لا تستطيع لا ترى ما في انطباعها وخيالها، كل ما في الامر ان المجتمع والفكر يحتاجان الى إعادة تنظيم باستنباط الحلول للعصر فكريا، وبفهم الناس للفكر عقلا وليس من خلال غريزة التدين او تراكم انطباعات عن ماض زاهر يستدعيه واقع عقيم.

الإسلام منهج حياة، والقرآن روح من الله صالح لكل زمان ومكان لأنه مثاني أي طيات يفتحها المفكرون ليجدوا حلولا في كل عصر لذلك العصر وهو ليس دينا اتى من التاريخ فالله لا يمر عليه الزمن وهو خالق الزمن والقرآن كلامه.

الخلل عام

ذات الشيء ينطبق على الزاعمين لللبرالية، هل هم حقا لبراليون... الواضح من التجربة ان الكثرة من هؤلاء يقصون ويجتثون الاخر ولا يهمشونه فقط، فهمه لللبرالية انها صندوق يجعله قريبا من المنتصر امام هوية مهزومة عند نفسه، في حين ان اللبرالية آلية وليست فكرا وانما إقرار متفق عليه للحريات ووصف لحالة امة وممكن ان يتغير هذا الوصف ليحتويه القانون الذي هو السيد في المجتمع، وترى التربية تتبع هذا وربما تستغرب بعض السلوكيات التي نعتبرها شاذة لكنها لم تدخل في قواعد السلوك والتربية في هذا البلد او ذاك من البلدان المتقدمة.

ونأتي الى صندوق العلمانيين، العلمانية أتت نتيجة ثيوقراطية... ماهي حقيقة الثيوقراطية؟، هي في ماهيتها راي الهوى وجعله مقدسا وكان من رجال الدين فمن الطبيعي ان يكون مقدسا باعتبار مخالفه يخالف الدين، وهو في حقيقته راي انسان ليس الا... نرى اليوم هذا التقديس من العلمانيين أنفسهم فالعلمانية

باتت دين في بعض الدول ويعتبر راي معتنقها لا ينبغي خلافه بل بقوة القانون، فما الفرق؟! عمليا لا فرق فهي ثيوقراطية لا دينية.

من هذا وذاك فليس من فهم يسمح بالتنمية والنهضة، وان الصراعات لا تكون بيئة للمدنية والتنمية، فهنالك ضرورة ملحة للفهم والتعامل مع هوية الامة بفهم آخر ومراجعة الجميع لسجن أنفسهم في صندوق يزعم انه انتماء ولابد من إطلاق العقل وتحرير الفكر لكي نصل الى الطريق الصائبة.

 اذن ان يكون واجب الإسلاميين وغيرهم ليس فرض صيغة تفكيرهم، وانما توفير الجو والبيئة لعصف او حراك ذهني، واستقرار الناس ليكون عندها القدرة لهذا التفكير؛ عندها ستختار والكل سيتبع خيار الامة وهذا حقها على نخبتها لان الناس تحاسب على خيارها ولا يفرض عليها راي فتحاسب عليه، هكذا كانت الخليقة ولهذا كنا في الأرض فالله جل وعلا لا يفرض على الانسان شيئا وانما يعرض عليه ويستحسن له وينصح بالوعظ فتلك معايير العدالة الحق ومهما كان خيارها عند ذاك فهي ستنهض. اما انه نهوض قائم على فكر دين او غير ذاك فتلك مسألة تتعلق بمن ولد قناعة ووصل درجات المصداقية والسلوك ليكون نموذجا فاعلا في التنمية والنهضة فاقنع الناس بفكره وليس من خلال الصراعات وفرض الراي والاضطرابات التي تبقينا في صناديق التخلف.

 

   نشرت في عدة وسائل ومواقع منها مركز امية للدراسات وما نقل عنه

موقع يقظة فكر

 

 

الأحد، 15 مايو 2022

28 - فضــــــــــاءات التكـــامــــــــــل في ادارة المـــــــــــــــــوارد المائيـــــــــــة الجـــــــــــــزء الثاني

 

الجـــــــــــــزء الثــــــــــــــــاني



الموارد المائية والتغيير المناخي

اتفق مع معالي الدكتور حسن الجنابي بان تأثر العراق بالتغيير المناخي لم يحصل مباشرة لكنه قادم وحذر منه تقرير أمريكي عن تغيير المناخ وهو معلوم للحكومة العراقية، لكن الحدث ليس قدرا  كما سيؤمن البعض، بل هو سيناريو محاكاة للمعطيات الحالية وتتغير النتيجة بتغير المعطيات وذكرت هذا في مقال (الأمن الغذائي والنفط المحظور)العام الماضي، لنسلم جدلا ما يحصل الآن سواء دورة مناخية أو تغيير مناخي فهو يحتاج عمل وخطة التظلم والشكوى ليست مهمة المسؤول والتغيير المناخي يستقبل بإجراءات، بيد إن الأمر ليس جديدا والكل في المسؤولية غير المباشرة والمباشرة منذ 2004، الحالة التي نحن فيها متوقعة إحصائيا واشرتها شخصيا في تقرير يحث على استخدام  التحلية كاستشراف لكن اعتبر حينه نوع من الترف.

تقاسم الضرر ليس مصطلحا في الري كالمراشنة مثلا وإنما هو وصف لما يحصل عمليا نتيجة شحة المياه التي جففت بحيرة قرطاش وبحيرة آق غول في تركيا وهي اكبر البحيرات، والجفاف ضرب ايران أيضا لكنها قطعت الروافد إلى دجلة إلى العراق وهذا سيقضي على الغطاء الأخضر والبساتين والمزارع بل وتصحر منطقة ديالى من هنا كان تأكيد معالي وزير الموارد المائية على (تقاسم الضرر) رغم انه ليس حلا علميا ولا مصطلحا فنيا لكنه يصف واقع تدني الموارد، هنالك 548 سدا في ايران، وهنالك 579 سدا في تركيا، هذه السدود قد لا تمتلئ متى حل تأثير التغير في المناخ في المنطقة، والخطر داهم ولا يمكن ان تتجه كل دولة إلى سلوكيات منفردة وحلول خاصة وبدون دراسة بيئية كما حصل في روافد دجلة الشرقية فهذا يؤخر الحل الناجع للبلدين، والعراق حلوله الذاتية لا تغني ولا تسمن من جوع، فلا يزيد كري الأنهر المياه، ولا يفيد استخدام الخزن الميت للسداد بأكثر من ترحيل المشكلة هذا إن تم تزامنها ووصول اللوجستيات لها

خلل وحلول:

تأكيدا لما ذكرت في مقال (فضاءات التكامل في إدارة الموارد المائية) السابق.

إن التعامل بالأساليب التقليدية والطلب من دول الجوار أن تتحمل ظروفها لتعطينا مياه لا نجيد استخدامها هي مسالة لم تعد مواكبة للعصر، دول المنبع ليست مصانع مياه من العدم، فنحن من نصحر أرضنا بتقليص المساحات الخضراء من مزارع وزراعة وظروف أدت لترك المزارع التي أكرمنا أسلافنا بها، ونحن لا نفكر استراتيجيا ولم نقدم بدائل مغرية لدول المنبع.

العراق كدولة متضررة يجب أن يطرح منهج الفضاء التعاوني بين الدول الأربع المشتركة في نهر دجلة والثلاث المشتركة في نهر الفرات، فهذا يحتاج إلى تنسيق مؤسساتي مع دول المنبع والمصب ودول الخليج والاردن، تخطط للدول جميعها وتوجه الزراعة والمياه والحلول دوما إدارية فنية وليس سياسية أو عسكرية.

الســــــــــدود:

السدود مهمة الحقيقة وما يُتحدث عنه بنوع من العاطفة بشيطنة السدود والميل إلى المنخفضات كالأهوار ومنخفض الثرثار والرزازة فهذه ممالح تفسد المياه النقية وليست لتسليك موجات الفيضان للاستفادة منها لاحقا، بل دراسة مطلوبة لإنشاء سدود بأسلوب جديد مع الاستعانة بأسلوب النضيدة (البطارية) من السدود لغرض حصر المياه ولا تذهب سدى وممكن إنتاج الكهرباء منها، ووفق منظور المضطر لان عندها ستكون دراسة جدوى حقيقية تتغاضى عن بعض سلبياتها.

سد مكحول بغياب سد بيخمة ضروري بل من الضروري إقامة سدود على الزاب نفسه بذات طريقة النضيدة، فسد مكحول ممكن أن يكون كسد جزرة الذي قد ينشأ في تركيا، كمية الخزين قليل نسبيا لكنه يوزع المياه في منطقة قابلة للاستثمارات وإنشاء معامل للإنتاج الحيواني والأعلاف، لكن يفقد أهميته إن أنشئ سد بيخمة ولم تقام مشاريع على ضفافه، أما من حيث خطورته وغيرها فهو كلام مرسل وعلاج أسسه بالتحشية وخندق التحشية (slurry trench) سيجعل الأسس آمنة بدون إلغاء لأي من التقنيتين.

أما ناظم البصرة فلابد منه لإيقاف فاعلية اللسان الملحي والتلوث بفقدان الكارون وكل الأفكار ينبغي أن تدرس بما يقلل المعوقات لمثل هذا المشروع، وبحيرة ساوة تحتاج دراسة فكل ما يقال هو تخمينات.

إن ما يطرح اليوم من حلول إما هي حلول مكررة فشلت لأسباب لوجستية، مع أنها

 ترقيعيه، أو تفاعل في اتجاه لا يتناسب وشحة المياه، فشحة المياه تحتاج إلى فضاءات

 التكامل وهذا بعيد لغيـــــــــــــــــاب التفكيـــــــــــــــــــــــر الاستراتيجـــــــــــــــــــي

أعمال كثيرة ليست حاسمة ومعيار المستشارين في "العالم الثالث" مرآة الساحرة لان الشخصانية عالية ومادام دور المستشار غير واضحا فامر نهضتنا سيبقى حديث الأمنيات.

كتابات

https://kitabat.com/2022/05/15/%d9%81%d8%b6%d8%a7%d8%a1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9/

عراقيون

https://www.iraqyoon.net/74266/

 

 

 

الجمعة، 13 مايو 2022

27 - فضاءات التكامـــــــل في ادارة الموارد المائية الجـــــــــــــزء الاول

 

الجــــــــــــــــزء الأول



منطقة الخليج والأردن والعراق عموما ومنه أربيل في إقليم كردستان يعاني بأشكال متعددة من شحة المياه خصوصا مع مواسم الجفاف التي تمر وشحة المياه في المنبع، فبات الأمر يتطلب أن يحافظ الكل على كل قطرة نظيفة.

حلول ترتكز على معايير السيادة والحدود السياسية على الجغرافيا، فات وقتها وأضحت مكلفة ومهددة للاستقرار مبشرة بالدمار، فالمياه في شحة، لكن لهذه الشحة أسبابا عدى التغير المناخي الذي بات مؤثرا نشاهد اضطراب الأنواء وثورتها تارة وسكونها تارة أخرى وهي أسباب إدارية وضعف الفكرة والتفكير العلمي وتفاعل مراكز الدراسات التي مازالت تقوم بالواجب ضمن الصندوق ولا تحفز على الابتكار في الحلول أو هنالك تشجيعا لها، فمن الضروري أن تكون هنالك مراكز للدراسات والبحوث وتأهيل الكوادر إداريا وفنيا لتتابع جيلا بعد جيل التطور الذي يحصل في حالة المناخ والأمطار والبدائل التي تعوض النقص وحصاد المياه بوسائلها المتعددة، وإدارة المياه الجوفية وبناء منظومات تدير كل هذا وهو طريق شاق يحتاج إلى بداية سريعة واتفاقات مشاركة (JOINT-VENTURE) مع دول متقدمة في هذا المجال خصوصا تركيا التي نشترك معها في أنها المصدر الأكبر لمياه العراق مثلا والمزود المحتمل في إدارة المياه في المنطقة، وتكوين دراسات ذات بعد استراتيجي ومشترك في إنشاء وإدارة الموارد والسدود وطرق الري وتكييفها والتدريب للفلاحين عن طريق تدريب المرشدين الزراعيين والمهندسين.

عمل الفضاءات مشروع ضخم لكنه ممكن ويحتاج إلى بداية وبدعم لوجستي ليس بالمكلف خصوصا بوجود أرضية وأبنية ممكن استغلالها للشروع في سد الموصل مثلا باعتباره السد الأكبر في العراق.

المنطقة كلها تتعرض لازمة مياه وهي منطقة تحتاج إلى فضاءات التكامل في إدارة المياه

الفضاء الأول: هو فضاء دول المنبع والمصب وهنا ينبغي إقامة إدارة مشتركة للتخطيط وإدارة الموارد وفي هذا تفاصيل.

الفضاء الثاني: فضاء سيحان وجيحان وامتداد أنابيب عبر سوريا إلى سد حديثة ثم يتوزع إلى الأردن ودول الخليج حيث يزود بالمياه للشرب والاستخدام المنزلي دول الخليج كبديل عن تحلية المياه، وهذه ضمن استثمارات ومشاريع مشتركة بين دول المصب للأنابيب والناقلة والمصدر حيث ينشأ فضاء للتكامل آخر.

الفضاء الثالث: هو فضاء داخلي للعراق حيث يستغل ارتفاع سد حديثة عن مستوى سطح البحر لتمرير أنابيب لمياه الشرب بشكل مباشر من بحيرة ناظم ينشأ بحساب الفضاء الثاني والثالث وهذا يفيد ليس في تامين مياه الشرب فقط وإنما التخلص من فترة تلوث المياه عند موسم الشحة.

هذه الفضاءات الثلاث هي الفضاءات الأساسية التي تغطي شرق البحر الأبيض المتوسط والتي يمكن لدول المنطقة أن تتعاون لإقامة منظومة الأواني المستطرقة في تبادل العوائد والفوائد وليس جلب المياه لترمى في البحر باي شكل نقية كانت أم ملوثة

الفضاء الرابع: منظومة مياه داخل العراق: هو المياه الجوفية الموجودة في الصحراء الغربية والأنبار وإدارتها بعد دراسة عميقة، وكذلك تحلية مياه البزل للزراعة وتحلية مياه البحر للشرب واستخدام منزلي وصناعي وزراعي بطرق حديثة مع تربية الأسماك وتطوير هذه المشاريع الصغيرة وتعظيمها، كذلك صناعات الدواجن واللحوم وكل هذه ممكن أن تقام لها مشاريع فرعية تأخذ مياهها من تجمعات المبازل كمجمع العزيزية مثلا.

الفضاء الخامس: فضاء مياه الشرب في مركز أربيل وضواحيها

أربيل تتوسع أفقيا بشكل مضطرد، وهذا التوسع يتطلب إمدادات للخدمات واللوجستيات ومنها مياه الشرب النقية، موقع أربيل القريب من الزاب لكن عمليا هو مسافة مؤثرة

أربيل تعتمد على مصدرين للمياه، الأول هو مشاريع إسالة أفراز وهي قرية تقع على الزاب، والثاني وهو نسبة كبير (تحتاج إلى حصر ودراسة) وهي الآبار الارتوازية في المجمعات، وهذه تجف أحيانا خصوصا وان مواسم الأمطار ليست كافية لإسعاف الطلب على المياه.

وضع أربيل ليس صعبا مادام الزاب جاريا، فمن الممكن إقامة ناظم يدرس على حاجة المياه لأربيل، وتقام عليه منظومات متممة في افراز ووفق دراسة أيضا لتغطية حاجة أربيل بالكامل من الإسالة مع دراسة للمياه الجوفية وكيفية أدارتها والاستفادة منها وتعقيمها أو تقطيرها لتكون صالحة للشرب أيضا، وحبذا لو تنشأ منظومة تعنى بهذا الأمر

خلاصة القول: باتت مراكز بحوث ودراسات لهذا الغرض ضرورة، وبات التعاون لحفظ كل قطرة ضروري وكذلك التعاون في تحديث أساليب الزراعة والاستثمار للموارد البشرية والطبيعية والثروة الحيوانية وغيرها، ولابد من بداية لعمل جاد يؤسس وينمي الكوادر لهذا التحدي.

136- جدلية ازدواج الشخصية في المجتمعات.. استعمار الأفكار (2-2)

 رابط عربي 21 صراع  قيمي الذي في مجتمعنا مهما كان دينه، هو متعرض لإضافة قناعات إلى فِكْرِهِ من مراجع فكرية متعددة غزت المنطقة والآن الكثير م...