الجمعة، 17 مارس 2023

51 - جناحـــــــا العقاب

 

إن الحكمة في السلوك من معالم الحكمة في التفكير الاستراتيجي، والتفكير الاستراتيجي هو تعبير عن إدارة الحياة ككل، وتعبير عن فضاءات التكامل أمام الظرف وما فيه من معوقات ومشاكل؛ بل منعطفات مصيرية تهدد الأمة من أخطاء يرتكبها الجميع مقصودة أو غير مقصودة وإنما تأتي من خلال سياقات العمل، ومن يعمل يخطئ حتما في بعض الخطوات، بيد أن القيادات الدؤوبة والفطنة تستعيد الأمور لتعيد تركيب المعادلة بما يتجاوب مع المتغيرات وأمانة الأمة ككل؛ التي يحملها كل طرف.

راية العقـاب:

إن راية العُقاب يرفعها دوما جناحان متماثلان في إتمام وتكامل عناصر القوة والارتقاء والتحليق عاليا لرؤية المشهد بشكل أوضح، الأمة ككل بتفاصيلها بحاجة إلى تغيير وتعديل وإصلاح للجهاز المعرفي للأيديولوجيا وللغايات، بشكل ينسجم مع واقع ومستجدات الحياة. وقوة كهذه تحتاجها تفاصيل الأمة في ضمان حقوقها والسلام فيما بينها لتتحد من أجل أن تشارك في تطور المدنية، ولا تبقى تبعا أو عالة أو عرضة للإخفاق أمام التحديات، بينما فيها طاقات إيجابية وتنوع تعرقل مزاياه الصراعات.

في منطقتنا هنالك جناحان قابلان للتكامل والتحليق العالي للحفاظ على معادلة الاستقرار والأمن بكل أنواعه في المنطقة؛ هما تركيا بقيادة حصيفة وعقلية بنّاءة واستراتيجية التفكير، والسعودية التي تعتبر بقيادتها الشابة تحمل معاني كبيرة من الحراك والطموح؛ وتعد الجانب الموازن للجناح التركي من نواح عدة تدعم الديمومة والمطاولة، وفي الاقتصاد والمرونة السياسية والعلاقات الدولية


في منطقتنا هنالك جناحان قابلان للتكامل والتحليق العالي للحفاظ على معادلة الاستقرار والأمن بكل أنواعه في المنطقة؛ هما تركيا بقيادة حصيفة وعقلية بنّاءة واستراتيجية التفكير، والسعودية التي تعتبر بقيادتها الشابة تحمل معاني كبيرة من الحراك والطموح؛ وتعد الجانب الموازن للجناح التركي من نواح عدة تدعم الديمومة والمطاولة، وفي الاقتصاد والمرونة السياسية والعلاقات الدولية العميقة زمنيا، والتي ستصبح لامعة عندما تتكامل وتتناغم مع دولة كتركيا في دعم بعضهما للإقلاع بالمنطقة في جو التكامل والتموضع بعد ما هو ينذر بوقوعه في مكان جديد، في معادلة دولية قادمة -تعززت أثناء كتابة المقال- والصمود والإضافة للبشرية، ولتكون المنطقة كالعقاب منيعة شجاعة لا تظلم أحدا ولا تسمح لأحد أن يظلمها، ثاقبة النظر وهي تتعامل مع الفوضى تماما كما في عالم الطيور حيث الصقور والنسور كالعُقاب مهابة لكنها لا تتجاوز حقوقها في الحياة والمحيط.

فضاءات التكامل بين تركيا والسعودية:

من اللافت للنظر تلك الرؤية البعيدة المدى والتي بادرت لها السعودية بدعم الحركة النقدية لتركيا، وهي دولة تمثل نوعا من الاكتفاء والسند في الأمن الغذائي والدبلوماسي والعسكري. فتركيا بحجمها الكبير إن دعمت فهي ولا شك تتكامل مع السعودية للنهوض بالبيئة المضطربة في المنطقة.

التكامل هذا بعيد المدى ويمكن أن يحتوي الصالح من دول المنطقة وما يمكن أن ينهض بمواجهة أزمات عالمية كالجفاف والنقص في الموارد المائية والغذائية والحركة الاقتصادية ونوعية الاحتياجات، لإبقاء درجة من الرفاهية تعطي مطاولة زمنية لتحمل المتغيرات من عامة الناس.

الشركات التركية تستطيع أن تحقق كثيرا من المشاريع والأفكار مثل التي طرحناها في مقالات سابقة:

1- كإدخال الميناء الرئيس إلى داخل الأراضي السعودية أو دراسة هذه مع إكمال فتح قناة تربط الخليج العربي في البحر الأحمر، وهو ما ستكون له أهمية وفرص استثمار لا تقل عن أهمية وجود قناة السويس، بل هنالك خيارات متعددة ستظهر في الحركة التجارية العالمية وخطوطها، وانعكاس ذلك على الاستراتيجية للسعودية، وتطور وتعدد الموارد المالية والاقتصادية، وإقامة أسواق حرة ونقل سلس للبضائع، ومشاريع سياحية، ومد المياه وتحليتها بدرجات متعددة للزراعة وزيادة المساحة الخضراء.

2- إحياء مشروع الأنابيب التركي الخليجي من سيحان وجيحان إلى سد حديثة، إلى أن يتوزع في جنوب السد إلى جميع دول الخليج لنقل مياه عذبة لا تحتاج أكثر من محطات تصفية عادية ليكون ماء صحيا صالحا للشرب متاحا وبكلفة إنشاء الخطوط أو ما يمكن أن يُتفق عليه وفق عقود إنشاء واستثمار أو استخدام بين كل الدول المستفيدة.

تميزت السعودية عند تركيا بموقفها من الأزمة، والآن في دعم تثبيت الاقتصاد لكيلا تؤثر الأزمة عليها، وإن ما سينشأ من علاقات متينة هي مهمة ومُفرحة بقدر ما تُحزن أعداء البلدين


3- طاقات البناء والإنشاء لن تكون كغيرها، بل سيدرَّب كادر سعودي على البناء وصيانة المنشآت بل وتنفيذ المشاريع وإدارتها هندسيا خلال الإنشاء وما بعده في مراحل الصيانة والتشغيل، وامتلاكه من الخبرة ما تمكنه من تحوير هذه المشاريع مع تطور التقنيات والتكنولوجيا في العالم.

لا شك أن بلاد الحرمين هي انتماء كل مسلم ويهمه استقرارها وأمنها بقدر لا يدانيه اهتمام آخر، فهي منطلق الوطن العقيدة الذي يعيش فيه المسلم أينما كان ولا يعرف هذا الإحساس إلا من زار الأرض وتعبد بأمانها وشاهد تطورها العمراني والتسهيلات الجادة التي تتسابق مع متغيرات الزمن.

لقد تميزت السعودية عند تركيا بموقفها من الأزمة، والآن في دعم تثبيت الاقتصاد لكيلا تؤثر الأزمة عليها، وإن ما سينشأ من علاقات متينة هي مهمة ومُفرحة بقدر ما تُحزن أعداء البلدين، لذا فالحذر واجب وتدعيم الخطى وأرضياتها مهم، بل وعمل مركز دراسات استراتيجي لتطوير العلاقات وكيفية بنائها برصانة وديمومة، فإن عُقاب المنطقة سيعلو حتما بجناحيه إن تناسقت حركتهما وسيكون مركزا لحراك أفلاك ثرية ذكية تحتاج فعلا لنواة كي تصلح ذاتها وتعدل المسارات، خصوصا بعد أن تستعيد السعودية علاقتها بإيران، فإن هذا سيجعل الوضع أكثر متانة واستقرارا إن توحدت التوجهات مدنيا، فالمنطقة بحاجة ماسة إلى استقرار زمنا طويلا.

https://arabi21.com/story/1500322/%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%AD%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8

الجمعة، 10 مارس 2023

50 - فشل القيم المعلنة في اختبار الجهاز المعرفي ... - عربي21



الأفكار خارج التطبيق:

علينا أولا أن نميز بين الفكر والأفكار، فالفكر هو ما له أجوبة عن الكون وما فيه والإنسان وماهيته والحياة ومسارها، أما الأفكار فهي تمس الحياة وما فيها، وغالبا تأتي من خلال تأثير الواقع على الإنسان المفكر فيبحر في وضع الحلول. وكل ما  يُطرح هو جميل ولطيف ومغر باتباعه؛ من أفكار علمانية ليبرالية أو حتى دكتاتورية وأفكار رأسمالية أو شيوعية (ولنقل أفكارا اشتراكية فلم تصل أمة حديثا إلى تطبيق الشيوعية ولن تصل قطعا)، وكذلك الكلام عن الإسلام وما يقترحه المفكرون من حلول للحكم والدولة.

أما الحديث عن القيم والأخلاق، فإن الليبرالية والنظام الرأسمالي والحداثة عموما لا تتحدث عن الأخلاق أبدا، وإنما منطلقات الحداثة مذ بدأت يمكن أن نسميها قاعدة أخلاقية منفردة (النفعية)، وما نراه من سلوك هو منطلق من قاعدة النفعية ومنها ما يتحد مع الإنسان كأحاسيس مرهفة عند البعض، فتبدو تلك السلوكيات وكأنها مدعومة بقيمة أخلاقية عليا لكنها ليست كذلك.

ذات الشيء في الحديث عن القيم والأخلاق على المنابر أو القداسات بأنواعها، فإننا نلاحظ أن ما يُذكر في خطب الوعظ هو عالم آخر يعيشه المؤمنون الذين يحضرون صلاتهم، لكن مع انتهاء الصلاة تنتهي العلاقة بما قيل لأن لا وجود له حتى بأسلوب مغادرة المكان واقعا، فالناس غير الناس في السلوكيات التي ترتبط بواقع مادي قاتل وليس بجو السكينة النفسية، وهذا انعزال تام من المجتمع عن أهم منصات التربية المجتمعية.

لماذا تفشل المسارات الفكرية والقيمية

هنالك المتعدد من الأسباب لظاهرة الفشل في الإدارة من الإسلاميين كما الشيوعيين، ومعالم الفشل التي تتسارع في الظهور في الحداثة بعد أن قل سمك الغطاء الدعائي والإعلامي من خلال توسع المعرفة وانتقال المعلومة صوتا وصورة، وهو ما وفره التطور العلمي الذي من الخطأ حسابه على أي نظام


هنالك المتعدد من الأسباب لظاهرة الفشل في الإدارة من الإسلاميين كما الشيوعيين، ومعالم الفشل التي تتسارع في الظهور في الحداثة بعد أن قل سمك الغطاء الدعائي والإعلامي من خلال توسع المعرفة وانتقال المعلومة صوتا وصورة، وهو ما وفره التطور العلمي الذي من الخطأ حسابه على أي نظام، ذلك أنه جهد بشري منفصل انتقلت عملية تطويره بين الأمم، فهو جهد وإبداع الإنسان أي كان معتقده أو فكره أو أي صفة معيارية يمكن أن توضع مع مرور الزمان.

فشل الحركات الوضعية العلمانية:

عند التطبيق تأتي مواطن الخلل، فالنظرية الشيوعية قامت على أساس صراع العمال فيه، لكنها أتت في بلد زراعي، وسادت طبقة وفردا، وقُتل المخالف بلا رحمة، وفشلت في النظرة إلى الإنسان والكون، والحياة بالممارسة. الحداثة موضوعها طويل لكنها فشلت في تحقيق ما وعدت به، وتتهرب منه بالتحديات المفترضة والحروب الكونية، ونرى من المقلدين كم من الطغاة والمستبدين وممن هيمنوا على الشعوب حتى اختلت الموازين ورجاحة الرأي عند الشعوب، فمن جهة تريد الخلاص ولكن عندما تبدأ آلام المخاض تقفز عائدة إلى قفصها وتريد دكتاتورا وتترحم على دكتاتور، كمثل العبد الذي سئل إن كان عندك مال كذا ماذا تفعل به، قال أشتري سيدا يعاملني برفق.

إنها مسألة جهاز معرفي لشعوب عاشت في إمبراطوريات لأجيال طويلة، ولها تصور عن الحكم والسلطة ومعنى الحياة مختلف عمّا تزعمه أو تتفاعل معه من أفكار.

فشل الحركات الإسلامية:

الحركات الإسلامية فشلها أنها لا تتمكن من السلطة، وإن تمكنت فهي عاجزة عن نقل الفكرة إلى الواقع


الحركات الإسلامية فشلها أنها لا تتمكن من السلطة، وإن تمكنت فهي عاجزة عن نقل الفكرة إلى الواقع فلا يبقى لها إلا الاسم الذي تشبعه تشويها وتكون أدوات ضلال بدل أن تكون أدوات هداية، بل هي نفسها يظهر عيبها في الاختبار فينعكس السوء في التنظيم على التشرذم والانشطار والخصام لدرجة الفجور في وصف المخالف وإعانة المضادين لفكره الإسلامي ورؤيته المدنية على من كان معه في الأمس بل ضمن تشكيلته في السلطة، والعكس صحيح، أو السلوك في الفساد الإداري والمالي الذي يبدو مقززا جشعا وإما يبرر ذاتيا فيكون فسادا مقدسا والخروج عليه خروج على الله؛ أو أن الفاسد يتكيف مع الفساد فيكون أشرس ممن لم يعرف الدين لأنه ييأس من رحمة الله وهو خائن لأمانة الله حسب منظومته الفكرية.

الفشل نتيجة التكوين:

التكوين التنظيمي

في العهد السلبي يلتجئ كل من يحس بالظلم إلى الجامع أو الحسينية وهناك يلتقط أثره من له تنظيم حركي، فيفرغ إحساسه بالظلم إلى أن يعتقد التنظيم أنه من "أهل الثقة"، وهو حتما سيتصدر الواجهة عند تولي الإسلاميين السلطة فيعود إلى أصله ليعوض ما فاته؛ بأن يكون كيرقة تأكل كل ما أمامها من حرث وتفتك بمن يعترضها من نسل، ولا نظر إلى "أهل الخبرة" الذين يريدون بناء البلد فلا يمكن قيادتهم من أناس متخلفين فاسدي العقلية والنفسية.

التكوين الفكري:

غالبا ما تلجأ التنظيمات الإسلامية للتعامل مع التاريخ وليس مع الواقع، وتأخذ باجتهادات الأولين ومشاكلهم وصراعاتهم وتنقل الماضي إلى الحاضر فلا ينطبق مع الواقع بل يقلقه ويجعله مضطربا مخيفا مرعبا متخلفا منحدرا فكريا حضاريا ومتراجعا متخلفا مدنيا، والقيادات في حيص بيص تريد تطبيق شريعة من اجتهادات عصور غابرة لم تعد صالحة للواقع، بدل أن تجتهد من خلال استقراء الواقع وإنتاج الحلول، وبدل أن تعتبر أنها مكلفة كما كُلّف السابقون والقرآن ينزل؛ اليوم تنقل التراث البشري بقدسية، فلا تجد في الأفكار الناتجة عن الاستنباط إلا مشاريع إدارة فاشلة ولا علاقة لها بالواقع بل هي مشكلة بحد ذاتها تحتاج علاجا.

غالبا ما تلجأ التنظيمات الإسلامية للتعامل مع التاريخ وليس مع الواقع، وتأخذ باجتهادات الأولين ومشاكلهم وصراعاتهم وتنقل الماضي إلى الحاضر فلا ينطبق مع الواقع بل يقلقه ويجعله مضطربا مخيفا مرعبا متخلفا منحدرا فكريا حضاريا ومتراجعا متخلفا مدنيا، والقيادات في حيص بيص تريد تطبيق شريعة من اجتهادات عصور غابرة لم تعد صالحة للواقع، بدل أن تجتهد من خلال استقراء الواقع وإنتاج الحلول


مرة أخرى هو الجهاز المعرفي ذاته الذي يجر الأمة إلى التخلف والعبودية ويجعلها هدفا للاحتلال والاستغلال والتبعية وقيادتها من الرويبضات، وإحباط الطاقات والعلماء والمفكرين والنوابغ في الأعمال المدنية.

ما المطلوب؟

كما ينقل الإسلاميون الماضي لواقع مختلف بلادة وغباء؛ ينقل العلمانيون تجارب الآخرين بإسقاط تاريخي لا يمكن وصفه بغير البلادة والغباء.

كلها -علمانية وإسلامية- قوالب جاهزة تقليدية لا تنطلق من الواقع وإنما تستنبط من فكرة بلا استقراء للواقع، تطبيقا تقليديا وعيش حالة ازدواج بسبب التطور المدني، مع سوء فهم أن الإسلام هو قرآن وحديث وسنة نبوية، وليس ما نتج بعد وفاة الرسول من خلافات سياسية وبدع واختلال مرضي بالعقلية والنفسية قادت الأمة إلى واقعها الحالي.

المطلوب إصلاح الجهاز المعرفي وترك الماضي للماضي، والنظر إلى الحاضر وفتح مثاني القرآن ورؤية الواقع وإدارته بشكل حسن، وفهم أن الدولة في الإسلام تحافظ على الأهلية لكي يختار الإنسان وعليه يحاسَب من الله؛ لا أن نكون نحن الله في الأرض، وما على الدولة إلا البيان وإدارة الحياة.

https://arabi21.com/story/1498782/%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%8A

العربــــــــي 21

السبت، 4 مارس 2023

49 - الإنسان من الاختيار إلى الاختبار فالانتظار

 




نظرة الإسلام إلى الكون:

إن الكون أنشئ قضاء، والقضاء هو إرادة الإنشاء ووضع قوانين وكل ما يحتاج الوجود إليه من عملية تكوينية استمرت ست مراحل (ستة أيام) من الفتق العظيم، إلى أن اكتمل القضاء في الكون بإنشاء السماوات السبع وما فيهن من تفاصيل وقوانين وأقوات. والله موسع في الكون وتفاصيله بحركة المجرات وما داخل المجرات كحركة الشمس وما معها من كواكب، تلك الحركة الحلزونية إلى مستقر وكل ما في المجرة في فلكه، يسبح مع الحركة الكلية بوصف تلك الحركة، بنظام دقيق ومسارات مصممة بعلم الخالق البارئ، غير متصادمة أو متعارضة مع تعدد محاورها بعلم الله بما تضبطه قوانين الفيزياء المكتشفة وغير المكتشفة.

نظرة الإسلام إلى الإنسان والحياة وفق فهمي لها:

إن الله خلق البشر، ويستدل أن آدم ليس أول البشر من علم الملائكة بسلوك بشري عنيف، والملائكة لا تعلم الغيب لتستقرئ ماهية أو سلوك آدم ما لم تر نموذجا له، فكان آدم مختلفا بأمر مهم وهو منظومته العقلية، الذاكرة المعرفية ومعالجتها التي سماها الله ﷻ "العزم"، فمعالجة المعلومة وتذكرها هو الأساس المهم للآدمية كجنس بشري، والتعامل الرائع بين آدم وحواء وتناغمهما خطأ أم صوابا هو من الاستئناس البشر الآدمي بعضه لبعض، فكان إنسانا هو المفضل في خلقه على ما نعلم، ولكن هنالك من هو الأفضل مما لا نعلم.

كان هذا عَرَضَ النسيان الذي تقبّل الله من أجله توبة آدم ودعاءه وندمه، فنزل الجنس البشري إلى مرتبة الاختبار لهذه المنظومة العقلية، فإن استعملها بشكل صحيح كان الواجب محققا في عمارة الأرض وديمومة السلالة، وإن لم يستخدمها كان ما نرى من ظلم وحروب لا ترتكز لقيمة، وإنما هو جشع بشري يعود بالآدمية إلى نسخة جاوة والنياندرتال.


المنظومة العقلية لم يستخدمها آدم؛ لأنه لم يعالج المعلومة، كان هذا عَرَضَ النسيان الذي تقبّل الله من أجله توبة آدم ودعاءه وندمه، فنزل الجنس البشري إلى مرتبة الاختبار لهذه المنظومة العقلية، فإن استعملها بشكل صحيح، كان الواجب محققا في عمارة الأرض وديمومة السلالة، وإن لم يستخدمها كان ما نرى من ظلم وحروب لا ترتكز لقيمة، وإنما هو جشع بشري يعود بالآدمية إلى نسخة جاوة والنياندرتال.

رسالة الإسلام:

الإسلام رسالة حملها كل الأنبياء إلى الإنسان، فكانت بمنزلة تنبيه وتكوين لمجتمع، رسالات نعرف، وبعضها ما لا نعرف، لكننا نعرف الرسالات الثلاث؛ وهي اليهودية التي كانت كخلاصة شريعة، دينا لها زمانها ومكانها وأعقبتها البشارة التي جاءت من مخلوق ليس آدميا، لكن ببويضة آدمية ليكون له جسد مناسب للأرض، هو إنسان بشّر بالرسالة الخاتمة التي تحمل مثاني الزمن والمعرفة بكتاب حمّال أوجه، يُقرأ ويستنبط منه ما يُستقرأ من متغيرات عبر العصور. أما القرآن، فقد حمل شريعة ممتدة متناغمة مع علم الله بتغييرات الزمن، لا تثبت عند حكم واحد، فهمها الأولون ونسيها الآخرون، فكان الحال كما نرى فشلا في الحياة، ولكنهم لا يستغفرون ويعيدون النظر بمنظومتهم العقلية وجهازهم المعرفي الذي ورثوه بل البعض منهم شوّه الأصل بالتفسير ليجعل له جذورا، وهنا تكمن مأساة الأمة في إصلاح واقعها المر.

الفتوحات ما بين الرسالة ومنهج العصور:

إن الله تعالى أمر الأمة بالقسط، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعدل والإحسان والتكافل، وكان أمره في كل شيء عظة ونصحا لتصويب الشطط، لكنه استحباب وليس إلغاء للاختيار؛ فالإنسان مخير في كل أمر من باب العدل؛ لأنه في اختبار لهذه المنظومة التي تشير خياراته إلى نجاحها وفشلها فهو كامل الأهلية.

الفتوحات كانت في الأساس كما لخصها ربعي بن عامر لرستم: "لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر". فالغاية هي إيصال الرسالة وإشاعة العدل بين الناس، وليس إجبارا إنما هو اختيار، لكن لا تمكين لظالم على القتال، وإنما إخضاعه وكسر شوكته وإزالة الخوف عن شعبه بفرض الجزية عليه كسلطة. لم تكن الفتوحات الإسلامية بفكرة إمبراطورية أو سلطة خليفة كسلطة أباطرة الروم أو قناصلها، ولا قادة الجيش أو الولاة هم دكتاتوريون أو بريتور، فأساس حكم الإسلام هو ولاية الأمة والشورى التي هي مفهوم واسع، مكّن اعتبار الديمقراطية كأحد آلياته لحين اختيار آلية مدنية أفضل تمثيلا للأمة.

لم تكن الفتوحات الإسلامية بفكرة إمبراطورية أو سلطة خليفة كسلطة أباطرة الروم أو قناصلها، ولا قادة الجيش أو الولاة هم دكتاتوريون أو بريتور، فأساس حكم الإسلام هو ولاية الأمة والشورى، التي هي مفهوم واسع مكّن اعتبار الديمقراطية كأحد آلياته لحين اختيار آلية مدنية أفضل تمثيلا للأمة.


لم يكن الدخول في الإسلام شرطا أو إجبارا، وإنما كان واجب المسلمين حماية الأديان الأخرى مهما كانت وهي بذمة رسول الله، أي لهم حق المسلمين فيما بينهم وحماية رسول الله أكبر من أية سلطة أو عصبية، وهي موجودة عرفا متأصلة في احترام الأديان الأخرى، لا يستطيع تجاوزها إلا من سفه بلا وعي بسيط.

كانت الفتوحات بهذا الشكل حتى اتخذت مناحي الملوك فأوقفها عمر بن عبد العزيز، فسعة البلاد مع نسخ قليلة من القرآن ودخول أمم إلى الإسلام، كان له أثر كبير في تشوه بعض الأفهام وتجييرها وفق الجهاز المعرفي لتلك الأمم.

لم تكن الفتوحات بفكرة الاحتلال، وإنما الإنقاذ والبناء وإعمار المكان وإبراز الطاقات من أي دين أو معتقد، فكانت مدنية لها دور كبير، قوية في معايير عصرها، وثرية فيما قدمته للبشرية بمعايير عصرنا، لكنها عندما انتهجت نظام المُلك ضعفت في المآل، وخشية الفتنة استكان الناس إلى فتح المثاني من مختصين بالعلوم والحياة المدنية، واستدعوا أحاديث الانتظار، فأضحوا قابلين للاحتلال بعجزهم. ثم لم ينشئوا منظومة فقهية تواكب العصر، وإنما تركوا الخرافة تعبث بهم كما عبثت بغيرهم، فاستعادوا المستعمر بعد أن أخرجوه، لينتظروا آخر ليخلصهم من مشاكل تخلفهم، والنتيجة عالات لا تشارك في المدنية إلا بمظهرها وكمستهلك كبير لمنتجاتها.

العالم بحاجة إلى الإسلام لتصويب الحياة، وهو ما لا يمكن شرحه في مقال، لكن الإسلام لن يحتاج إلى فتوحات مع التطور المدني في توعية الآدمية إلى مهمتها في الأرض، بل هنا سيخاطب الذاكرة المعرفية لا للانتشار والرعوية. فلا مؤسسة دينية أو رجال دين في الإسلام، بل لحماية الأهلية الآدمية في القرار والاختيار.


موقف الغرب السلبي:

الغرب يخاف الفتوحات ويقرنها بالإسلام بعقليته الإمبراطورية والعدمية، التي ظهرت في التحشيد لحروب الفرنجة وكسر الكينونة في الاحتلال الحديث، من تهيئة البيئة كمستهلك عالة، وقابل للاحتلال بتنصيب الفاشلين الذين يظنون أنهم أفضل الجميع، بينما الشعوب في استكانة وانتظار للمخلّص، وتغزوا هذه الفكرة الجهاز المعرفي للمؤمنين بالأديان، وعموم العاجزين في انتظار قوى خارجية تخلصهم من ظلم أبنائهم.

لا يُسمح لفكر إسلامي متنور مسالم بالظهور، خشية التمدد الذي انتهى عمليا مع الاتفاق في وستفاليا؛ وإن خرقته دول الاحتلال التي سلبت الثروات وخلقت مجتمعات استهلاكية، أو تفتك بها المجاعة والصراعات.

العالم بحاجة إلى الإسلام لتصويب الحياة، وهو ما لا يمكن شرحه في مقال، لكن الإسلام لن يحتاج إلى فتوحات مع التطور المدني في توعية الآدمية إلى مهمتها في الأرض، بل هنا، سيخاطب الذاكرة المعرفية لا للانتشار والرعوية. فلا مؤسسة دينية أو رجال دين في الإسلام، بل لحماية الأهلية الآدمية في القرار والاختيار، وربما نظام عالمي جديد لن يكون، وأمة رسالة الاختيار تعيش في الانتظار.

https://arabi21.com/story/1497546/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D8%B1

 

 

                                                                                                               


السبت، 25 فبراير 2023

48 - الدولـــــــة، السلطـــــة،النظـــــــــــــام

 



 


المجتمع:

أساس الحياة الإنسان الفرد، ومن أفراد تتكون الأسرة أو مجموعة أسر، فإن تفاعلوا بأمر مشترك كالعمل لأمر متفق عليه له استمرارية سموا جماعة، فإن ربطت بينهم قوانين ونظم أو دولة كانوا مجتمعا. ولاستمرارية المجتمع هذا فلا بد من عقد اجتماعي، ويتم اختيار نظام ما، وتنبثق القوانين فتحتاج إلى سلطة تطبق هذه القوانين باتفاق المجتمع ولحمايته، وحفظ كرامته واستقراره في الحياة وأمنه، وبذلك تكون الدولة التي ينبغي أن يكون العامل فيها أجيرا، والسيد هو الأمة أو الشعب، وكل يعرف واجبه.

مهام وتكليف:

هنالك خط رفيع ينبغي أن نفهمه، هو واضح في الإسلام كمنهج ونظام، بيد أننا متعلقون بصيغ منظومة تنمية التخلف ومعايير الجاهلية في تعريف الأشراف من الناس، فنرى فاعلية واضحة لأصحاب السلطة سواء في الحكومة أو أصحاب المال والأعمال. وسلوك الوظيفة العامة يعتمد على التربية البيتية في التعامل وعلى إمكانية الفرد في أن يحدد دوره، ومع غياب فهم مفهوم الخدمة العامة خارج مصطلحها، نجد انحدارا نحو الفساد متى ما سمح الوضع العام، وخيانة عملية مبررة بعدم القدرة على مقاومة الفساد، لفقد الوظيفة أو التعرض لعمليات إزاحة للنظيف؛ قد تكون بلا تخدير وبكل الوسائل التي تخطر أو لا تخطر على بال، والحجة صحيحة وفاعلة في الواقع.

لكن لمنع هذا، لا بد من تفعيل أصول الخدمة العامة وتربيتها وثقافتها، وتدريب القائم على السيطرة كيف يتعامل مع الشعب بحفظ كرامتهم وأنه موجود لخدمتهم، وهم ليسوا مجرمين أو متهمين، بل هو موجود من أجلهم. كذلك الشرطي، هو منفذ للقانون وليس هو القانون أو القاضي، كما يفهم الموظف أنه مؤتمن على الوظيفة وليس موجودا ليعطي ميزة ما، بل كلما زادت مسؤوليته كلما ثقلت مهمته في تحمل التابعين له وما تعني خدمته، ومن أجل هذا يرتفع راتبه.

الفساد الإداري مجهر كاشف لوجود الفساد المالي، وإلا لسعت الإدارة لتنظيم الإجراءات وترشيدها، ما لم تكن غير مؤهلة لمكانها، وهذا من أسباب الفساد الإداري الذي يقود لمضاعفات شتى، وغياب الدولة واستبداد السلطة وضعفها أمام كل مهامها، وقوتها تصب على المواطن البسيط الذي يستغيث لكرامته.

واجب المدير المتعامل مع المال إدارته بأفضل مخرجات، والمتعامل مع المواطن أن يجد أسلس الطرق التي تساعد المواطن بحفظ كرامته، وليس اعتباره كأنه عبد يطيع الدولة، وليست الدولة من ينبغي أن تكون خادمة له. ما نلاحظه من سوء إدارة وفقدان التنظيم وجهد المواطن الكبير والصغير، وإحساسه بالمهانة والازدحام والفوضى بسبب فقدان التنظيم، يجعل هنالك خطّا آخر للرشوة والفساد المالي، فالفساد الإداري مجهر كاشف لوجود الفساد المالي، وإلا لسعت الإدارة لتنظيم الإجراءات وترشيدها، ما لم تكن غير مؤهلة لمكانها، وهذا من أسباب الفساد الإداري الذي يقود لمضاعفات شتى، وغياب الدولة واستبداد السلطة وضعفها أمام كل مهامها، وقوتها تصب على المواطن البسيط الذي يستغيث لكرامته.

الدولة إذن تمثل ترجمة العقد الاجتماعي والحافظ للقيم وكرامة الناس وعيش كريم، فالدولة هي المجتمع الصحي الذي يسعى للمجموع وحقوق الفرد فيه مصانة وكرامته مقدسة.

أما السلطة، فهي القوة التي تضبط بها القوانين المنبثقة عن العقد الاجتماعي والمعاني لهذه القوة، التي لا تعني الإخضاع والإجبار، وإنما الأمان وتدريب القائمين على السلطة من الحكومة على أفضل الطرق لسيادة المجتمع بالقانون والعدل، وهنا يطمئن الناس أن الخطأ نادر، وإن حصل يعوض ويرمم، وهذا للأسف مفقود في مجتمعاتنا المتعددة في العالم المتخلف، حيث يخشى المواطن على كرامته من إنسان في السلطة لا يفهم دوره أين يقع ولم يتدرب أو يتعلم كيف يقوم بمهامه، ولم يعط الأسبقية في أمور ويؤخر في أمور أخرى.

النظام:

النظام نظامان، نظام المجتمع وهو ما يعبر عن السياسة والدولة وإدارة الاقتصاد، وتعبر عنه رؤية الأحزاب إن وجدت أو الحكومة بطريقة ما، كذلك واجب المواطن تجاه صيانة السلطة وثباتها والدولة والنظام وكيفية تصويبه.

والنظام الاجتماعي، وهو ما يعبر عن العلاقات البينية بين الناس والأسرة والعائلة والجيران، والتعامل مع الدولة اندماجا بنظام المجتمع، وتنظيم العلاقات بما يكون عرفا أو قيما يؤمن بها المجتمع.

التوازن مهم بين الدولة والسلطة والنظام، فلا ينبغي أن تركز على مفهوم وتعطل الأخرى، وهذه السلبية عادة تحصل في العالم إلا ما ندر، حتى الدول المتطورة مدنيا باتت تترهل وتفقد الجوهر؛ لأنها ألهت النمط ولم ترسخ الأسس بالتعليم المستمر وترميمها ومعالجة السلبيات في المتطور من نظام.

لا يمكن إقامة الدولة أو نجاح أي نظام بفرض رأي أو معتقد على المجتمع ككل، بل بإدارة الاختلاف وتماهيه بألا تكون خصوصية المعتقدات أو طقوسها فاقعة، ليكون ذلك مقبولا وسمة ثقافية لا تشكل خطرا على أية ناحية حياتية، من أجل هذا كان النظام الإسلامي يمنح خصوصية للمعتقدات الأخرى لتسوية أمورها الخاصة، ما لم تتداخل مع الدولة عندها، فقوانين الدولة تحكم الجميع، أما أن يفرض رأيا لمعتقد ويتم تجاهل الاختلاف، فإن العقد الاجتماعي يعتبر منفرطا؛ وهذا خطر على كينونة الدولة، وامتحان لصلاحية النظام وشرعية السلطة ومشروعية ما يؤهلها للقيادة باسم الشعب، بل هو نهاية للعقد الاجتماعي الذي يشمل كل هذا. وعندها لا بد من إعادة التنظيم للعوامل الثلاثة أو الجغرافيا، وعدم تلازم والتزام الشرعية بالمشروعية يقوضها أو يقوض الدولة والسلطة والنظام.

التوازن بين الثلاثي:

التوازن مهم بين الدولة والسلطة والنظام، فلا ينبغي أن تركز على مفهوم وتعطل الأخرى، وهذه السلبية عادة تحصل في العالم إلا ما ندر، حتى الدول المتطورة مدنيا باتت تترهل وتفقد الجوهر؛ لأنها ألهت النمط ولم ترسخ الأسس بالتعليم المستمر وترميمها ومعالجة السلبيات في المتطور من نظام.

المؤكد أن التناغم بين فاعليات العوامل الثلاثة يعزز نجاح الإنسان كمنظومة عاقلة.

https://arabi21.com/story/1496255/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%8 9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9- 5


الأحد، 19 فبراير 2023

47 - الجامعة العربية وإدارة الازمـــــــــة

 


معالم تغيير مطلوبة

في حديث لي مع صديق عزيز ودبلوماسي قديم تطرقنا إلى الجامعة العربية ودور غائب عن الأزمات والأحداث حتى لتبدو باردة برود فكرة القومية العربية التي أنتجت الجامعة العربية والتجاذبات التي تجعلها كالقطب المنجمد الجنوبي في تفاعله والحياة، أزمة الزلزال الأخيرة والحرك العشوائي للمنطقة في تجاوب غريب مع بلاد منكوبة أصلا ونكبت بالزلزال وفي السلوك الارتجالي للقائمين على الأمور لمساعدة الناس، بيد أن هذه الأزمة كانت كاشفة لواقع مهترئ في البلاد العربية، هيكل تنظيمي مترهل وتنسيق لا يبدو إلا ممثلا للحد الأدنى كمجموعة ترى ببغاء جميل وكل يريد الاستحواذ عليه ليكون بعد ذلك فاقد لريشه الجميل ويصرخ بصوت مبحوح أو لائذ بالصمت.

أزمة المياه

المياه من العناصر الغير واضحة في منظومة الجامعة العربية بينما هي المشكلة التي تسير حثيثة على الواقع والتي ممكن أن تضعف الاستقرار في المنطقة، هذه المهمة العظيمة ليس لها وضوح في الجامعة العربية وتركت البلاد العربية كل تعالج مشكلاتها لوحدها عدى منظومة لا ادري مدى فاعليتها حول نهر الأردن ومؤتمرات لا تبدو ملزمة تعقد لوزارات الري والموارد المائية والتي لم يبدو أنها تداخلت ومشكلة مصر وسد النهضة فهذه مشكلة ليست سيادية بل تهم الأمة، كذلك حالة الجفاف المتراكم في الدول الخليجية في السنوات الطوال ، ومشكلة العلاقات المائية بين تركيا وايران وسوريا والعراق والجفاف الرهيب وتدهور الزراعة ومقوماتها وتراجع المعالم البيئية، مشاكل كبيرة وغموض حول سدود تقع خارج الحدود لابد من معرفة سلامتها البيئية.

سد النهضة يعالج وكان المشكلة حصص مائية، وجدل بين الأطراف حول السد كل حسب رايه وظرفه، بينما لم يفكر أحد في أن كمية الخزين رفعت عدة مرات تصميميا دون دراسة كافية على ارض متكونة من البازلت وممكن أن تنزلق لتكون كارثة في السودان ومصر، فمراجعة التصاميم اهم من كميات المياه التي يمكن معالجتها فنيا من خلال تعديل تصميم السداد الملحقة أو بإدارة مشتركة في الإطلاقات وتنظيم الكل على الوضع الجديد، والاستفادة من الواقع الجديد إيجابيا في سد أسوان العالي بالذات.

العراق وسوريا وتركيا ممكن أن ينشئوا بإضافة إيران ضمن المنظومة ما يشببه الوزارة العابرة للحدود لإدارة الموارد المائية والمشاريع الزراعية والأمن الغذائي التكاملي من تربية الدواجن واللحوم والمشتقات في الصناعات للموارد الزراعية والحيوانية.

ذات المشروع ممكن أن يكون عاملا مساعدا لمد أنابيب المياه من سدود على سيحان وجيحان ونقلها بأنابيب إلى سد حديثة ومنه بمشروع أنابيب من أسفل سد حديثة ينقل المياه إلى الجنوب ودول الخليج عن طريق زبيدة أو الكويت، وهو ما يقرره الدارسون للمشروع بشكل مساحي وهندسي في التصاميم، ومحطة ضخ إلى الأردن.

هذه المشاريع تحتاج الجامعة العربية للتنسيق بعيدا عن التجاذبات السياسية والاستقطاب وإنما بسياسة إدارية وفنية

اتحاد تعاون الدول العربية:

إن المنظومات تحتاج إلى تكامل فيما بينها، فدول الخليج تحتاج إلى اتحاد بينها وهي قادرة على هذا من خلال امر الواقع الذي يلح بهذا.

دول المغرب العربي وصلت حالة من الاختلاف فيما يبدو بين التمزق الداخلي إلى طبول الحرب البينية واستغلال الضعف البيني لكل منها

حالة الأمة ككل يعتريها الواقع المهلهل الهلامي وتحتاج إلى منظومة قرار مشترك لا يبدو جامعة الدول العربية قادرة عليه أو مصممة له.... من اجل هذا لابد من منظومة تساعد في كل هذا وربما سيكون من المفيد رغم أنى اقر بصعوبته بان يشكل اتحادا عربيا له القدرة والصلاحيات على التدخل في الأزمات بل السعي لمعالجة أسبابها قبل حصولها سواء اللازمات البينية بين دول الاتحاد أو الأزمات بين دول الاتحاد وخارجها والإشراف الموثق والتفصيلي على الاتفاقات الثنائية بين دول الاتحاد وبينها وبين دول من خارج الاتحاد وتقديم الاستشارة لحكومات الدول وفق دراسات وأرقام تنتج بالتعاون مع مؤسسات دول الاتحاد بالأرقام والمقترحات البديلة أو تعديل ما ليس مناسبا لها.

غاية في الأهمية:

أننا في واقع يشير بوضوح لاختلال في الأمن الغذائي والتعاون البناء الثنائي بل وصل إلى التناحر وان الحال كما هو بدون تعاون وتشاور ضمن منظومة مؤهلة وناس خبراء قدرين على التكامل ونقل الخبرات بوضوح بين الدول فان المستقبل معتم

إعادة التنظيم ضروري للجامعة العربية في أسوأ الأحوال إن لم تك هنالك رغبة في الاتحاد وهو امر سيبدو من الحكمة السعي إليه، وإعادة تعريف المهام بما يتناسب والواقع الجديد، سواء في المياه أو الأمن الغذائي بشكل عام وان يكون لها وجدود فعلي في تحسين حياة الأفراد وإدارة المساعدات بين الدول وبعضها للتكامل في القدرات وإدارة الموارد البشرية والطبيعية بشكل أمثل وكذلك الأزمات ونحن نرى كم من الناس فقدت حياتها وعيشها نتيجة سوء إدارة الأزمة والاستعداد أو تدقيق الأبنية وفق معايير علمية.


46 - صورة واقع المنطقة مع بعض الرتوش

 




نظرة إلى المنطقة


إن نظرة واجبة إلى المنطقة تجبر المثقف أيا كان توجهه أن يقف متأملا ليكون مواجها لحقيقة وضع الأمة كجزء منها وليس كناصح أو معارض. إن منطقتنا اليوم تتفاعل بها أمور صعبة، لكننا نستبشر الخير الذي لا ينبغي أن يكون أمنيات، وإنما خططا ودوافع تبعدنا عن سكة نكون فيها عربات، ولكن لسنا قاطرة ذاك القطار المرغم على ألّا يغادر قضبان الانهزام التي يسير عليها.

دعونا نقر بأننا لا بد أن نبتعد بمركبة تقل قوى فاعلة تسير على طريق منحدر وسط جرفين تصعّد منهما أبخرة براكين، ولا نعلم أي مصير ينتظرنا إن لم نحسن التفكير بلا عواطف أو أحاسيس سلبية أو مواقف لا تتصف بالعقلانية؛ يعد أمامها ترفا ما اختلفت العرب عليه كناقة البسوس.

دول الخليج بالذات وكما ذكرت في مقالات سابقة، هي الأكثر قدرة على أن تكون نواة لأي عمل تكاملي جاد، فمنظومتها الخليجية المتمثلة بمجلس التعاون، يمكن إصلاحها وترميمها لتكون قوة وموطن قرار لتحالف وجودي أمام القادم مع تركيا، التي تشكل فضاء تكامل وانسجام مع الخليج.

إذا نفكر بواقعية، هنالك دول ثرية وأخرى صناعية وأخرى تعبث بها المغامرة وسوء الإدارة، وأضحت كالثقب الأسود يسحب بمن يمسك بأطرافها إلى غياهب المجهول.

هذا واقع المنطقة فعلا، وعلينا أن ننظر بواقعية للأمور، ولا نراهن على رضا الصياد عندما تقترب منه طريدته وتقع في فخه، فتوفر عليه طلقة بندقيته، ليمسح عليها بهدوء قبل أن ينحرها.

فضاءات التكامل

اليوم، لا بد من إدارة فضاءات التكامل الإداري، ليس للقوة فحسب، بل لعناصر القوة من موارد طبيعية وبشرية وطاقات صناعية وعسكرية وزراعية، وهذا يعني فضاءات التكامل أيضا في إدارة الموارد المائية.

إن دول الخليج بالذات وكما ذكرت في مقالات سابقة، هي الأكثر قدرة على أن تكون نواة لأي عمل تكاملي جاد، فمنظومتها الخليجية المتمثلة بمجلس التعاون، يمكن إصلاحها وترميمها لتكون قوة وموطن قرار لتحالف وجودي أمام القادم مع تركيا، التي تشكل فضاء تكامل وانسجام مع الخليج، ليس لمعاداة أحد أو قطبا مبادرا لحروب، وإنما لتشكيل سياج عدم انحياز ودفاع مشترك أمام أي طارئ يمكن أن يذهب باستحقاق الأجيال في العيش الكريم والآمن.

الانحدار والفوضى:
المنطقة لا يوجد فيها نهضة ولا مراحل متكاملة لإنشاء تصنيع أو حركة نقد متكاملة، وإنما ممكن إيقافها في أي وقت من خلال تفكيك المفاصل، لذا نجد دولا بها أراض زراعية وتستورد خبزها، ونجد بلدانا نفطية لكنها لا تتحكم في السوق النفطي ناهيك عن الطاقة، فحلقات الكيانات هذه ليست كافية لتقفل دائرة التكامل للدولة

في منطقتنا أنشئت كيانات متعددة، فمنها ما هو وظيفي يتفاعل معه ويتفاعل مع الواقع من خلال وظيفته السياسية والمال والأعمال أو الموارد الطبيعية أو كيانات سياسية تتحرك في معادلة المصالح، لتشكل كما يقال بيضة قبان أو تنفيذ محتوى رسائل لكل الفواعل في المنطقة، وهنالك من البلاد ما وُضع في قيادتها من يضمن تخلفها وإبقاءها كسوق ومصدر للخامات، وهذا في أفضل أحوال ما بعد الاستعمار والقيادة لمخططات في المنطقة.

المهم في هذا، أن المنطقة لا يوجد فيها نهضة ولا مراحل متكاملة لإنشاء تصنيع أو حركة نقد متكاملة، وإنما ممكن إيقافها في أي وقت من خلال تفكيك المفاصل، لذا نجد دولا بها أراض زراعية وتستورد خبزها، ونجد بلدانا نفطية لكنها لا تتحكم في السوق النفطي ناهيك عن الطاقة، فحلقات الكيانات هذه ليست كافية لتقفل دائرة التكامل للدولة.

هذا الانحدار يجعل البلدان معرضة للفوضى في أي وقت؛ لأن العمل فيها والدراسة وتهيئة الكوادر ليست منتظمة لتشكل تناغما أو تماهيا مع الاهتزازات التي يسهل إحداثها، أو تحدث طبيعيا في المنظومة لترسخ التخلف. فالدولة كمعنى الدولة المعروف وسيادة القانون ليست موجودة فعلا وإنما سلطات وبقايا هيكليات تثبت الوضع؛ لتحتفظ بالقدرة على استعادة الهدوء بعد أي اضطراب، لكن سوء التخطيط يجعل من بلدان غنية فقيرة، أو غنية وأهلها متمكنون لكن لا يصلون للرفاهية بحكم التضخم نتيجة اختلال حلقات الاقتصاد ما بين الإنتاج والمصروف فعلا، ودول غالبا تفيض بسكانها وأخرى تستورد كوادر عاملة دون أن تتمكن من صيانة ما تقوم بها الكوادر الأجنبية، وأخرى تفيض بالجهل نتيجة تنحي الحضارة الفكرية وتعاظم التقليدية، والفشل الحياتي والتربية التي تقوم على الأوهام والخزعبلات، وفهم الدين بطريق غريزية سطحية، وتحويله إلى طقوس يهرب بها الناس من حالة الضنك وفقدان التوازن، كلها تجعل أي حركة إصلاحية عدوا لنمط مقفل متخلف، اعتادت الناس هدوء استعباده لها، فتقمع الحراك لأمل حريتها الذي يبدو مخيفا.

ما العمل؟
رأينا في ثورات الربيع العربي كيف حصل الارتداد وهروب البلابل التي تربت في الأقفاص وأخرجت منها؛ كيف تطير عائدة مهاجمة لمن أراد تحريرها، خصوصا أن من أراد تحريرها كان أسيرا في فخ التقليدية، والخوف من التحديث ومسايرة العواطف السلبية.

ما ذكرنا من فضاءات التكامل، لا يقوم مدنيا من غير فكر حضاري رصين، لكن أي مصلح لا ينبغي أن يتصور كل مهمته كيف يوصل فكرته؛ لأنه سيواجه معضلة إقناع الخاصة قبل العامة بأي فكرة تنويرية، نتيجة رسوخ قناعات تعتبر مصدرا طبيعيا لأي فكر جديد. وهذا ناتج من ترسيب لثوابت وضعت بطريق لها نوع من النغم المنسجم مع التطلعات وقلة الجهد، فمن ثم أي مصلح هو مصدر هرطقة.

ورأينا في ثورات الربيع العربي كيف حصل الارتداد وهروب البلابل التي تربت في الأقفاص وأخرجت منها؛ كيف تطير عائدة مهاجمة لمن أراد تحريرها، خصوصا أن من أراد تحريرها كان أسيرا في فخ التقليدية والخوف من التحديث ومسايرة العواطف السلبية.

لا بد من تجديد الهوية وتوجه المفكرين لفعل هذا، ودعم بعضهم للوصول إلى مفرق طرق، والأمة تختار لأن الفوضى لا تنتج نظاما، والنوايا لا تصنع بالجهل صروحا، وسلطة ضيق الأفق لا تؤدي إلا إلى التخلف المدني والانحدار الحضاري.

https://arabi21.com/story/1494823/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AA%D9%88%D8%B4

 


الأحد، 12 فبراير 2023

45: الزلزال

 



لماذا اكتب عن الزلزال؟

لم يخطر ببالي أن اكتب عن الزلزال وقد كتب كل من يرى ما يرى فمنهم من اعتبره عقوبة، ومنهم من اعتبره إنقاذ، ومنهم اعتبره غسل للخطايا، ومنهم من اعتبره تدمير لا يحتاج إلى دبابات وما بين كل هؤلاء مشترك وهو الراي الذي ينطلق من مفهوم كأي مفهوم آخر من السرديات التي تنسب للدين والقدرة واعتبار رفض هذا التقييم إنما اعتداء على القدرة الإلهية، أو الكراهية المنحدرة بالقيمة الآدمية وهذا لعمري أثار نوعا من الأسى عندي لكن ما دفعني للكتابة هو صورة لفتاة تحمي راس أخيها وتبتسم لفريق الإنقاذ، عندها كان لزاما أن نكتب في هذا الموضوع وهو يبين الأمل مع الألم، وما مطلوب استخلاصه.

ليس من امر بغير إرادة الله فهذا محسوم أمره ولكنه ليس قرارا آنيا أو يا زلزال اضرب هنا بل خلق الله كل شيء بنظام وقوانين ولكل مخلوق ماهيته، هو حي وان بدى جامدا لكنه يخضع لماهيته ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ   11 فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.

هي حية في ماهيتها تخضع لقضائه بان تكون السماوات السبع والأرضين السبع وجعل السماء الدنيا مميزة بزينتها وهي حيث نحن ولم نتمكن علميا لحد الآن من الوصول إلى نهاياتها.

إذن هنالك قضاء للأرض وقوانين موضوعة ثابتة وسنن للحياة، هنالك ارض تتكون من طبقات أرضية وصفائح متعددة ، تتكون من لب وسائل عازل وقشرة أرضية، الكل في حركة ودوران، ومن التقارير أن اللب الأرضي توقف عن الدوران منذ مدة في العقد الماضي، وقد يتحرك بالاتجاه المعاكس في المستقبل، وربما ما حصل هو تململ لحركته من جديد سواء باتجاه حركة القشرة أو عكسها، لا احد يمكن أن يجزم ما لذي سيحصل فعلا إن عاود اللب الحركة باتجاه معاكس لحركته السابقة، وتأثير ذلك على الأقطاب المغناطيسية، والتي توجد دراسة أنها انحرفت فعلا عشر درجات عند حصول تسونامي اليابان، هذا كله ضمن قوانين الأرض والسنن، ولا يتغير لوحده ومن ذاته فهو ضمن ماهية الأرض، فما يحصل هو جزء من حركة الحياة كابتسامة الطفلة عند حضور أغراب لإنقاذها واخيها.

 

ماذا ينبغي أن يكون رد الفعل:

1.    اليوم تتركز جهود على الإنقاذ ومن يمكن إنقاذه وهذا امر إنساني لابد منه ومن واجب الإنسان للحفاظ على النسل والبشر والروابط الإنسانية والاجتماعية والا بقينا كقطيع الإيل لا يهتم لمن كان من قطيعه ويموت خنقا بأنياب الضواري أو الوحوش، وان تعويض هذه الناس بسكن كما فعلت قطر بإرسال بيوت جاهزة وهو الحل الأسلم حاليا مع الأجواء الباردة والثلوج.

2.    لابد من تنقل سريع على المنشآت وفحصها ليس بالنظر وإنما بأجهزة السونار خصوصا السدود التي لها أولوية إن كانت في طريقها للامتلاء لأنها حتما ستتجه للسقوط والانهيار إن حصل ما يؤثر على استقرارها أو يسمح لمرور المياه من داخلها أو شقوق قابلة للتطور كذلك الأبراج السكنية القريبة من أبراج سقطت أو في المنطقة.

3.    واضح جدا أننا نستقبل تغييرا ما لم يحصل في التاريخ المنظور في منطقتنا، لهذا لابد من إعادة النظر في التعليم وفهم معنى الدراسات، والتعمق في دراسات البيئة والصيانة للمنشآت وعوامل السلامة عند إقامة الأبنية والمنشآت لتواجه هكذا حالات ليست محض هزات أرضية بل زلزالية تؤدي إلى تشققات في التربة وهذا يعني تبني نظام الأعمدة لأعماق تدرس أطوالها داخل الأرض وصب أسس كأرضية تقام عليها الأبراج السكنية لا تعتمد على تراص التربية حتى أعماق مدروسة وتزويدها بلدائن أو مطاط يمتص الحركة العنيفة.

4.    إنشاء مراكز دراسات للنظر بصيغة تعاونية بين بلدان المنطقة ومشاريعها التي لم تعد أمرا سياديا وإنما يؤثر عطبها على غيرها مثل السدود وانهيارها فقد يغرق بلادا ويقتل أعدادا لا تحصى من الناس

5.    اتباع نظام فضاءات التكامل في إدارة الموارد كلها ومنها الموارد المائية.

6.    تكوين منظومة تتعاون في إدارة المصالح بين الدول المتجاورة تنسق الأمور بأولوية أكبر من شكليات السيادة على الحدود السياسية للحكومات.


136- جدلية ازدواج الشخصية في المجتمعات.. استعمار الأفكار (2-2)

 رابط عربي 21 صراع  قيمي الذي في مجتمعنا مهما كان دينه، هو متعرض لإضافة قناعات إلى فِكْرِهِ من مراجع فكرية متعددة غزت المنطقة والآن الكثير م...