السبت، 13 يناير 2024

87- تدين بلا ديــــــــــــــــن

 

معنى التدين:

التدين استجابة لغريزة في الإنسان والعبادة جزء من كينونته، فإما أن يعبد ما وجد آباءه عليه أو يتجه لغيره، فإن لم يستقر على أمر فهو يقدس شيئا ما؛ جاها أو منصبا، أو نفسه.

التدين لا علاقة له بالأخلاق كقيم فذاك له معادلته، بيد أننا نلاحظ أن هنالك من يتخذ الدين لتسفيه (تكفير) مخالفه وإصراره على امتلاك الحقيقة والتكبر الإبليسي الذي يعتريه دون دليل أو فهم، أو هو ينسب الأمر للعقل، والعقل فعل منظومة عقلية تستمر بالتمحيص والانتقال وتدوير المعلومات وما يكتسبه الإنسان في مراجعات مستمرة.

التدين لا علاقة له بالسلوك بشكل مباشر، فهو غريزة، والغريزة تتوقف عند نيلها ولا انعكاسات بعد ذلك على السلوك، لذا نجد من يصلي ويصوم ويقيم الليل بأوراد وذكر، وربما يرتقي المنبر أو يقدم قداسا ولا يتخلف عن واحد ويقدم النذور، لكن سلوكه لا يتناسب مع مكانة منبر يرتقي عليه ووعظ أو عظة يقولها، فتراه ينصح بالمحبة وهو عدو لدود وحسود حقود. هؤلاء الناس، أشد ضررا على ما يحملون من الفكر من بأس أعدائه.

الغرائز فاعلة والحاجات والمتطلبات في تنام مع المدنية وغياب العدل، والتشوه في الجهاز المعرفي والفكر الفاعل، وأكثره لا يحل مشكلة ولا يلامس الواقع إيجابيا. بغياب منظومة القيم الرائدة للواقع، ستستعمر الحاجات والغرائز منظومة العقل، ويصبح التدين مظهرا إشباعا لغريزة وحديث مجالس وخطب لا تلامس الواقع أو تؤثر فيه.


التدين لا يمثل حصنا ضد عوامل التأثير في النفس البشرية وانعكاس ذلك على السلوك، أو أنه كل عوامل التأثير، فهو غريزة وهنالك الغرائز الأخرى، والبيئة، والوضع الاقتصادي، أي ما يمكن تلخيصه في الحاجات والغرائز والفكر كعوامل مؤثرة، ولو انتبهنا سنجد أن الغرائز فاعلة والحاجات والمتطلبات في تنام مع المدنية وغياب العدل، والتشوه في الجهاز المعرفي والفكر الفاعل، وأكثره لا يحل مشكلة ولا يلامس الواقع إيجابيا. بغياب منظومة القيم الرائدة للواقع، ستستعمر الحاجات والغرائز منظومة العقل، ويصبح التدين مظهرا إشباعا لغريزة وحديث مجالس وخطب لا تلامس الواقع أو تؤثر فيه.

مشكلة الغريزة:

الغريزة أمر مغروز في الإنسان ضمن ثوابت تكوينه، ولها وظائفها في الديمومة والحياة، لكن عدم القيام بها عند استثارتها لا يؤثر على وجود وحياة الإنسان الفرد كما تؤثر الحاجات كالأكل مثلا.

الغرائز الرئيسة عند الإنسان هي غريزة حب البقاء (ومنها مثلا تكوين المجمعات البشرية، الخوف)، وغريزة حب التملك، وغريزة النوع، وغريزة التدين، وحب السيادة.

حب البقاء يراه المستقصي أول الغرائز ظهورا، فهو تصرف طبيعي حتى برد فعل الطفل الرضيع، وربما هو أولى الغرائز التي تحتاج تنظيم وموازنة عقلية، فهي غريزة تغيب العقل برد الفعل أو تستعمره لتوقع التداعيات.

غبش وعدم وضوح الفكر والدين وتضاربه غالبا، يقود إلى الإلحاد عندما لا يجد الإنسان الباحث عن ذاته أجوبة منطقية تتوافق مع الحياة التي تتقدم مدنيا، لهذا نجد الإلحاد واللاأدرية وغيرهم على نطاق واسع في الدول المتقدمة مدنيا، ويمتد في مجتمعنا عندما يسيطر على الحركة الفكرية أناس متخلفون يطلبون القدسية لأنفسهم، ويستثيرون الشكوك في الآخرين لإبعاد رعاياهم عن الانسلاخ والنظر في أجوبة عند الآخرين.


أما حب التملك، فهو يبدد أركان الحياة ما لم ينظم، وهذا مشترك في كل الغرائز. وتغلب الغريزة في حب التملك قد ينتقل إلى العلاقات البينية الأسرية في سلب الأنا للآخر وإذلاله، رغم أنه قد لا يكون بقصد الإهانة، وإنما إبقاؤه يشعر بالدونية لتسهيل استعباده، وهذا مرض له امتداد كبير نتيجة اضطراب الجهاز المعرفي في العلاقات وبالذات بين الزوجين، بحيث لا تفهم كرفقة طريق، وإنما ملك وحقوق وتفسير ذكوري لما يمكن أن يلتبس في تفسيره. ولعل هذه تتفق وتتعاضد مع حب السيادة لتحدث خرابا في العلاقات الإنسانية، ما لم تنظم وتوضع لها صيغ عملية للمجتمع، ولا يمكن الحديث عن هذا بالتفصيل لضيق المساحة وهدف الموضوع.

وتبقى غريزة النوع ذات طغيان غالب، ما لم ينظم المجتمع وفق قيمه وأن يكون متصالحا معها، ويمكن أن نرى مشاكل كبيرة تحصل لعدم تكيف المجتمع وحلول في قيمه بينما هو يحكم هذه القيم كمعيار للفضيلة مثلا، ونرى تصالح الغرب مع العلاقات الشاذة وفق منظورنا، لكن وفق محددات متعارف عليها.

ونأتي إلى التدين، فالتدين غير فهم الدين والالتزام به عن علم، وهو غالبا ما يسلك منافذ الانطباعات؛ فالتدين كغريزة لا يُحدث التوازن أبدا؛ لأن الغرائز ليست معيارية، ولا منضبطة بمنطق وتفكير، هذا لا يعني أن العالم بدينه لا يخطئ أو يذهب بدوافع غريزية إلى مخالفات قيمية، لكنه يختلف بأنه لا يطغى ما لم يفسد؛ لأن غريزة التدين لا تمنع الطغيان لمن يضعف أمام التملك والمال، فتراه يصلي ويسبح، لكنه لص إن خلا بالمال أو يضعف أمام غريزة النوع، ويستمرئ الجنوح هذا مع ما يبرره لنفسه، وهكذا في أي ظلم يحدثه حتى في قتل الأبرياء أو استباحة الأنفس، وتنصيب نفسه قاضيا وجلادا، أو يستسيغ هذا دون النظر إلى أن الأنفس كرّمها الله.

غبش وعدم وضوح الفكر والدين وتضاربه غالبا، يقود إلى الإلحاد عندما لا يجد الإنسان الباحث عن ذاته أجوبة منطقية تتوافق مع الحياة التي تتقدم مدنيا، لهذا نجد الإلحاد واللاأدرية وغيرهم على نطاق واسع في الدول المتقدمة مدنيا، ويمتد في مجتمعنا عندما يسيطر على الحركة الفكرية أناس متخلفون يطلبون القدسية لأنفسهم، ويستثيرون الشكوك في الآخرين لإبعاد رعاياهم عن الانسلاخ والنظر في أجوبة عند الآخرين، فيحبط الإنسان ليرفض كل شيء، ويستسهل ما يستجيب لغرائزه قبل منظومته العقلية.

المطلوب مراجعة حقيقية والنظر في أصل الأفكار وقراءتها لحل مشاكل العصر بمنطق مفهوم من العصر، وليس وضع القوالب والصناديق وإدخال الآخرين فيها كمعايير ثابتة، فهنا سيكون التدين بلا دين.


ما العمل؟

المطلوب مراجعة حقيقية والنظر في أصل الأفكار وقراءتها لحل مشاكل العصر بمنطق مفهوم من العصر، وليس وضع القوالب والصناديق وإدخال الآخرين فيها كمعايير ثابتة، فهنا سيكون التدين بلا دين، أما إن نظمت غريزة التدين لتكون قيمها المعيارية تدير العصر وليس بالمستورد من التاريخ أو المستورد من تجارب نجحت فأضحت مقدسة، بينما هي قد لا تنجح، وإن كان نجاحها قبل أعوام قلائل.

الاجتهادات البشرية ليست مقدسة ولا دائمة وإن كانت ناجحة، والقوالب تشوه الفكر والإنسان وإن كان القالب هو في ظن البعض من الإسلام، فاجتهاد وفهم الرعيل الأول ومن تلاهم حل مشاكلهم لكن لا يحل مشاكلنا، ولا ينبغي إضفاء القدسية على الأشخاص ومخرجاتهم بل كل شيء خاضع للمراجعة، وما يُجتهد به يعرض على أصل القيم، ونجاح الغرب في عصر التنمية، لا يعني أنه سيبقى ناجحا أو ينفع لنا، فهنالك شيء جديد ولا بد أن ندرس ونجتهد لإخراج آلية نموه ومعالجاته كمنهج في فهم بشري جديد لمقدس مثاني حمّال المعاني.


رابط لقراءة المقال على العـــ 21 ـــــربي 

الخميس، 4 يناير 2024

86 - الثنائية في عمر الانســـــــــــــــــان


الإنسان يرى أنه نموذجا للوحدة بين الثنائيات الكونية فليس من واحد إلا الله في ماهيته، أما المخلوقات فهي أنفس وأجساد ولكل ميكانيكية فعله وتعامله مع الزمن.

النفس:

لم تأت من عدم وإنما أتت من المشيئة والمشيئة شيء له خلود في الوجود وله مهمة وفق ماهية ما تصنع المشيئة ما بين النشأة الأخرى في الرحم، والغياب عند الموت لكن هذا الغياب والموت ليس فناء وإنما انتقال وفق مصفوفة البناء والخلق للنفس البشرية إلى شكل آخر من الحياة؛ مغادرة الجسد الأرضي وحاجاته ومتطلبات وجوده ومهمته في السلالة من غرائز.

النفس لا تكبر بالزمن ولا تهرم وإنما تكبر بالتعلم، والمعرفة، ففشل آدم في إدارة المعرفة لن يواجه أولاده على مدى العصور، فالتعلم يأتي نقطة فنقطة وفقرة فقرة، فمن فعّل منظومته العقلية التي هي ما بين نفسه ووجوده الجسدي كمهمة في الأرض وغاية من الخلق سيتفكّر ويحلل المعلومة ويحدثها ويعيد تنظيم أفكاره ونفسه تنمو بهذا العمل وتسمو. هنا المعلومة ليست كمعلومة آدم الحافظة وإنما تجاوز ضعف العزم بالتفكير والتحليل، فمن لم يتفكر أو أصر على ما حفظ في ظاهره أو تقاعس عن التفكير لن يصل إلى إتمام المهمة، لكن هذا ضمن عزمه وإدراكه وإرادته وهنا اختلافه عن آدم الذي لم يجهد في التعلم أو معرفة المعلومة التي يستخدمها، ونسي ما حذره خالقه منه فتحركت غريزة عنده، لكن الغرائز باتت تضبطها مجموعة المعارف والقوانين والمعتقدات وذات فعل ثنائي.

* العلاقة البينية بين الفرد والمجتمع وهو ما يكون مخالفا للقانون في المجتمع الملتزم بأن العقوبة ليس على الفاحشة وإنما إشاعة الفاحشة، كما أن العقوبة أو المكافأة على العمل بغض النظر عن النوايا.

* العلاقة البينية بين المخلوق والخالق والتي تتعامل مع جنس المخالفة وإساءة استخدام المنظومة العقلية والخلل في التكليف وهذه حسابها وفق المشيئة في الآخرة أو الدنيا أو كليهما، فإن شاء غفر كما غفر لآدم وان شاء عذب. وهذه إن شاء ليست هوى أو جبروتا ظالما بل هي مخرجات حسابات الله التي لا يقوم بها بشر ولا يحددها ففيها تفاصيل لكنها ليست بعيدة عن الفهم.

فالنفس إذن تنمو وتنضج ولا تهرم، ودرجة هذا النضج هو درجة العزم الذي هو معيار النجاح ففشل آدم بأنه لم يفكر ونسي. ونفشل نحن إن لم نفكر، أو خدعنا أنفسنا، أو لم نفكر بجدية ونحلل ونبحث عن الصواب، فهذه الدنيا لهو ولعب والعاقبة للمتقين. من هم المتقون؟ هم أولئك الذي يفكرون ويعلو العزم عندهم وتكون العزيمة عندهم في طرق الخير وطرائقه فيكون لهم العزم، والإرادة تبقى على الأحوال والقدرة لذا كانت الأعمال بالنيات، أي بما ينوي الإنسان فعله مهما كان ظاهر فعله..

وسنرى كما نرى اليوم استخدام المنظومة العقلية والأفكار والمعلومات وتسخيرها في الشر وطرق الشر، وهنا نأتي مرة أخرى إلى كيف استخدم إبليس معرفته، لنعرف لماذا سمي هؤلاء بشياطين الإنس، فلأنهم اتبعوا ذات منظومة التفكير الأنانية التي قادت إبليس إلى الشطط فقاد أولاد آدم من ذكر وأنثى إلى حيث ذات الشطط فكانوا شياطين؛ فهم مسؤولون مسؤولية مباشرة وبعزيمة وإرادة وليس بسبب الإغواء الإبليسي فقط أو فقدان العزم عند آدم حيث قادت عزيمته غرائزه التي استثيرت من إبليس مباشرة.

علينا أن نفهم معنى القضاء والقدر وما معنى الحياة ومهمتها، وسنن الكون وإدارتها، ونعرف أننا أفراد أمام الله وأن المجتمع للدنيا وتسيير الحياة وإدارة التكافل والعلاقات والمسؤوليات لتسهيل الحياة وفي الآخرة لا أنساب بينكم، وأن لا منقذ لك إلا نفسك وكيفية إدارتها للحياة وأنك في امتحان العزم والعزيمة وأين تتجه إرادتك، وكل هذا يعني نجاح أو فشل المنظومة العقلية التي نجاحها يعني درجة ووفق الدرجة تكون مكانتك في الجنة؛ لا مجاملات ولا محاباة وتبقى رحمة الله فوق كل امر.

إذن النفس لا تكبر بالزمن فلا تهرم وإنما تكبر بالمعلومة وتنمو ومن تفكر وأدار المعرفة نما نماء حسنا ومن أساء انخفضت قيمة النفس هذه وتهاوت وهانت، فسعة النفس علو ورفعة والفهم والتدبير مخرجات منظومتها في الدنيا فتؤجر عليها كمعيار إنجاز للآخرة.

الجسـد:

الجسد من مكونات الأرض وإلا لأصابته الحساسية ولا يقدر على العيش، من أجل هذا وانتظاما مع سنن الكون كان خلق عيسى مثلا في رحم امرأة وفي بويضة تحمل صفات الآدمية ولكن نفسه كانت نفس مهمة إعجاز وليست السلالة من مهامه ليتزوج وينجب فهي مهمة سلالة آدم.

الجسد يكبر بتأثير الزمن والنمو المادي وفق ماهية خلقه، لهذا يتدرج في استقبال مهامه وفق تطور حجمه وقوته من محمول عاجز إلى محمول عاجز أو ميت وما بينهما المهمة التي يؤديها من الطفولة والتعلم إلى الشباب ونهضة التفكير إلى النضج والرجولة أو الأنوثة ومهامها إلى الكهولة فالشيخوخة، هكذا مسار الجسد المعروف عندما تغادر النفس الجسد حاملة معها بصمة الذاكرة التي توثق كينونتها وأفعالها وتعرض بما سجلت لتتلقى التقييم ومصير الخاتمة.

فلسفة النفس والجسد

إن ما نفهمه أعلاه أن العمر الجسدي يحدد المهمة ويتبع تأهيله لها وأن العمر النفسي هو حصاد الارتقاء وخلاصة الفهم والرقي في الآدمية كما أرادها الله، لهذا نجد أن مسيرة الإنسان الفاعلة نهاية عمره وما توصل إليه فهمه وأن حصاده الدنيوي في الإخلاص لها وهي أمجاده سواء ظهرت أم اختفت، فازت أم ظلمت، والميزان عند إله الكون رب العالمين مالك يوم الدين. 

تابع ....انقر على الكلمة  العـــ21ــــــــــــــــربي

الأحد، 24 ديسمبر 2023

85 -الحكمة والأفكار المتجمدة

 




الخلق أوتار وأنغام

قناعات لا تقبل التجديد تضع الحكمة في التيه، حينما تجمد المياه في قدح ليس بالإمكان سكبها أو إحلال مياه أكثر نقاء محلها، فلابد أن يكون هنالك سعة ما لاستقبال الجديد أو إمكانية لفسح المجال بإذابة الجليد لتدخل إليه مياه جديدة... كذلك الحكمة فإنها لا تأتي مع إعجاب الناس برأيها أو تصورها أنها تمتلك الحقيقة، حتى لو كان ما عندها حلا لزمان آخر ومكان آخر قد يكون بضع سنين فائتة.

العالم خلق بالحركة وأوتار تعزف أنغام الحياة فان جمدت لن تجد صوتا ولا لحنا وإنما صمت وبرود، والبحر ينفد ما لم يتحول بخاره إلى أمطار تتحرك لتسقط بعيدا وتعود نقية.

الازدواج بين حقيقة الأخلاق كمعايير والسلوك

إننا اليوم أمام بشر يحكم على العوارض والنوازل والظواهر وكل الناس بلا معايير إلا هوى نفسه، أي حكم ينطلق من الأنا وتفاعلات الغرائز بغياب الحكمة وفاعلية المنظومة العقلية أو جمودها كوصف أقرب يتناغم مع سياق مصطلحات المقال، وقد نجد شخصا يحكم بكل قسوة على مرتكب لخطأ هو ذاته يرتكبه بل يرى أن من يرتكبه متجردا من الأخلاق بسلوكه ولا يرى انه يقوم بنفس العمل أو قام به وان الإنسان عرضة للخطأ حتى بما ينكر من فعل له وللآخرين في مجتمعه، فلا أنبياء ولا خوارق أو تنزه عن الخطأ كما يربي جهازنا المعرفي الناس فنتعامل بشدة وصلابة بتنفيد التفاصيل من المعايير على الناس والحكم عليهم بسلبية غالبا، ومنتهى التساهل والتغافل مع ما نفعله نحن وقد انكرنا عليهم فعله بل اعتبرناها جرائم لا تغتفر ولابد من إيقاع العقاب بسببها فان تذكر المرء انه نفسه يرتكبها سارع بطرد ما تذكر من ذهنه.

التغيير سنة كونية

قد لا نحس أن يومنا ليس مثل غدنا ولا كأمسنا والكون يتحرك ويتوسع والأرض كما الشمس والكواكب تسير وهي تدور في نظامها لكن واقعا لا يتكرر اليوم بهذه التفاصيل الحركية والزمانية والمكانية، لماذا نقول هذا؟ الجواب لكي نفهم أن الثبات لا يعني التوقف عن الحركة أو الرتابة ليكون نظاما فما عندك من فكر أو آلية ما لم يتجدد ويعالج سيتوقف والتوقف جمود سواء التغيير أو الإيمان بأمر واتخاذ قرارات لا رجعة فيها أو أن الفهم الذي نفهمه اليوم هو الحق الذي لا يمكن أن يعاد النظر فيه.

لان المعنى القرآني يضع للزمان والمكان ورقي وتطور حياة الإنسان مكانة ومعيار لفاعلية المنظومة العقلية وحسن استخدامها والإبداع في مخرجات منظومتها وهي علم يخضع للتجربة والخطأ؛ لم نخلق لنعيش في الماضي وذنوبه أو حسناته بل خلقنا لتختبر منظومتنا العقلية ونبني المستقبل تلك هي المهمة التي يدفنها التخلف والجهل والجهالة.

ففي الوقت الذي تسارع المجرة في حركتها مواكبة للكون، لابد أن يسارع الإنسان في تنمية نفسه ككينونة وتناغم السلوكية مع نفسية ترتقي في الحس والتعامل وتوسيع مداركه كعقلية وتطوير حياته المدنية، وهذا ليس كلاما يقال، فآدم وحواء كانا على الأرض نفس الأرض فردان، اليوم يوجد عليها بضعة مليارات من البشر، هذا يتطلب مع تنامي الحاجات نتيجة المدنية وتنامي العدد البشري، وكله عمل وجهد يحتاج إدارة الموارد البشرية والطبيعية ومخرجات الإبداع البشري في تبسيط الحياة لكن بزيادة المتطلبات وبالتالي تزداد المصروفات والمستهلكات، فنحتاج لمزيد من فروع الإدارة، من إدارة الرعي والمزارع إلى إدارة الدول والحياة وما تحتاجه من قوانين، فلا يمكن أن تثبت القوانين وان نجحت في ظرف زمني، ولا أن تستورد القوانين عبر العصور أو الأماكن، ولا أن تؤخذ الأيدولوجيات كقوالب ويطلب من الشعوب تأخذ شكل القالب للفكرة وما فيها، هذه كلها أخطاء قاتلة وأفكار قاتلة لنجاح البشرية في عمارة الأرض وإدامة السلالة، فكان التفوق العلمي مدعاة للكبر عند البعض لدرجة يقرر تصنيف البشر إلى طبقات وكيف يخطط بدل عيشهم ليخطط موتهم، وتوجيه المخترعات للإبادة والحروب وتخرج منها كمخرجات جانبية الاستخدام المدني، فمثلا يخطط لصناعة دبابة ومنها بالفكرة بلدوزر.

مجتمعنا

لا يمكن لنا كمجتمع إسلامي الثقافة المتعدد الأديان والمعتقدات أن نقدس المخرجات التي سرت في التاريخ ونجعل من الاجتهاد البشري مقدسا كأصل الدين، وإنما علينا أن نعلم إننا مكلفون وإننا بحاجة إلى قوانين واجتهاد وفهم جديد قادر على إدارة الحياة في عصرنا ولست مبالغا إن قلت لإنقاذ البشرية من هذا التردي الآدمي في القيمة رغم التطور التكنولوجي والتقني.

أن الحكمة لا تأتي مع جمود الفكر أو الظن بان صواب الآليات أو الفهم في زمن يبقى ذاته لكل وقت وعلينا أن ندرك ونفهم معنى صلاحية القرآن لكل زمان ومكان لأنه قابل للاستنباط وفق استقراء الواقع وليس هو بقالب ترتصف الناس داخله وإنما يتوسع بالفكرة في العقلية ويتطور بالآليات وفق قاعدة العدل والإحسان والعلاقات الحسنة والنهي عن الفحشاء والمنكر ليس بالقول والصوت العالي وإنما بأساليب علمية وقانونية تبقى توصف بالعصرية والتجدد.

الزمــــــــــــان الدولية

https://www.azzaman.com/491103-2/

الزمان طبعة العراق

https://www.azzaman-iraq.com/content.php?ctgryid=8&ordr=adddt&styl=3&cnt=8&nmbr=2254

الشبكة المباشر / 

تحية طيبة

شكر وتقدير الى

الكاتب محمدصالح البدراني

لنشره المستمر في

 موقعنا الإخباري

#الشبكة_مباشر

مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر

بإنتظار أرائكم

مع تحيات هيئة التحرير له و للمتابعين

https://alshabaka-mubasher.com/?p=44656

رابـــــــــــط العربي 21 

العـــــ 21 ــــــــــربي

السبت، 30 سبتمبر 2023

84- الدول الخليجية دول وظيفية في العلاقات الدولية

 



تقارير محبطة:

وأنا أفكر في وضع دول الخليج، قرأت عدة تقارير من جهات دولية وأفكارا شخصية ربما المشترك بينها أنها تشترك بالتالي:

* هذه التقارير تفتقد للمنطق، فهي تقول لأن قطر أو الإمارات أو السعودية مثلا تدعم فكرا دينيا أو جماعة أو توجها ما فستفشل. وهذه فرضية بلا أساس عندما يتعلق الأمر بالمال والأعمال والعلاقات الدولية، فالتحليل في التقارير ليس كلاما علميا ولهذا لم تصدقه الإنجازات لهذه البلدان ما بعد كتابة هذه التقارير.

* تركز على حجم الدولة في الخريطة الجغرافية في حين أن القرار يأتي من رجال الدولة وليس بحجم الدولة، فرجال الدولة يبنون سياستهم حتما آخذين بنظر الاعتبار حجم دولتهم ويحددون وظيفتها التي تعطيها تموضعا في النظام العالمي.

* إذن تغافلت التقارير أن حجم الدول يقاس بوظيفتها وتأثيرها في النظام العالمي وليس بالمساحة.

خطأ توجه المعايير في تقييم دول الخليج:

من يخطط لتحجيم هذه الدول حريص أن تكون هذه الدول تشتري المدنية وتستهلكها لكن لا تستطيع صيانة هذه المدنية بكوادرها، بحكم عدد سكانها القليل والذي يمكن أن يتحول إلى نحل للمحافظة على مكتسباته بدل الاسترخاء والاعتماد على كوادر أجنبية للصيانة والتشغيل، فالأجنبي لا يؤسس لديمومة المدنية وتطورها ذاتيا


الدمج بين التوجه الفكري والقيمي نحو ما ذكرنا أعلاه والفاعلية السياسية متعمد لإفقاد الثقة لهذه الدولة الوظيفية أو تلك بالقيم الحامية لكينونتها؛ يريدونها أن تؤدي وظيفتها كتابع وليس كفاعل دولي عندما تقتنع بالتخلي عن الثوابت. وتدريجيا تصبح الدولة عائمة في الهواء عرضة للاضطراب فتتجه للتبعية بدل الوظيفية والتسطيح بدل التجذير وإن تقدمت مدنيا لكن في المظهر، فمن يخطط لتحجيم هذه الدول حريص أن تكون هذه الدول تشتري المدنية وتستهلكها لكن لا تستطيع صيانة هذه المدنية بكوادرها، بحكم عدد سكانها القليل والذي يمكن أن يتحول إلى نحل للمحافظة على مكتسباته بدل الاسترخاء والاعتماد على كوادر أجنبية للصيانة والتشغيل، فالأجنبي لا يؤسس لديمومة المدنية وتطورها ذاتيا.

أما حجم الدول، فلو نظرنا نظرة بسيطة وعابرة للتاريخ، نجد أن المدينة المنورة سيطرت على معظم العالم المعروف في ذاك العصر وأوروبا ولو لم يوقف عمر بن عبد العزيز الفتوحات لتمكنت منظومتها من إدارة العالم.



وفي التاريخ القريب احتلت بريطانيا شبه الجزيرة الهندية وهي تزيد عن 16 مرة بقدر مساحة بريطانيا، ناهيك عن العراق ومصر مثلا ودول الكومنويلث.

أحد التقارير الذي تنبأ بفشل قطر بالذات كتب عام 2014، نجد من الأحداث التي تلت مما هو معلن وغير معلن أن هذا التقييم لمركز دراسات عالمي ومعتبر كان تقييما يراد به إفقاد قطر الثقة بتوجهها، لكن قطر حققت نجاحات مبهرة عكس التقرير وليس أقربها إعادة الهدوء إلى دول بنجاحها كوسيط سياسي، كما أثبتت السعودية من هو المتمكن من إدارة الطاقة وحاكميتها عليها في العالم، كذلك التطور العلمي الذي يحصل في الإدارة والأعمال في الإمارات.

معنى الدولة الوظيفية:

الدولة الوظيفية مثل قطر في السياسة والاتفاقات الدولية، والإمارات في المال والأعمال، والسعودية بتحكمها في توازن الاقتصاد والطاقة العالمي من خلال النفط وقوتها النقدية والاقتصادية، والبحرين من خلال موقعها الاستراتيجي، وعُمان من خلال الدبلوماسية الهادئة فبالتالي هي تتحرك على جانب آخر من السياسة التي تكون مساعدة لوظيفة قطر، كما الكويت تتفاعل مع السعودية بوظيفتها.

الدولة الوظيفية لها قدرة هائلة على استقلال القرار لكنها تربط مهمتها بما يطلبه توازن العالم، إنها ليست بيضة القبان للتوازن العادي بين المسارات قطعا بل هي المفتاح للمسارات المغلقة


الدولة الوظيفية لها قدرة هائلة على استقلال القرار لكنها تربط مهمتها بما يطلبه توازن العالم، إنها ليست بيضة القبان للتوازن العادي بين المسارات قطعا بل هي المفتاح للمسارات المغلقة.

هنالك دول واسعة المساحة والتحالفات والإمكانيات الصناعية والتجارية والعسكرية يمكن أن تأخذ دورا وظيفيا كما فعلت تركيا في حرب أوكرانيا التي تدور رحاها الآن، وكان الدور إيجابيا في تسيير الحبوب واستمرار إنتاجه والتفاهمات السياسية والعسكرية بتكامل الأدوار التي شاركت بها أيضا دول الخليج في مواضيع أخرى، كالأسرى والمحتجزين من دول أخرى أثناء حرب القرم الحالية.



وخلافا لتوقعات مراكز دراسات عالمية، فإن دول مجلس التعاون نجحت بشكل منقطع النظير في تسوية النزاعات وحل مشاكل كبيرة كمشكلة أفغانستان وأمريكا، إضافة لحسن العلاقات مع إيران والتي تصب باتجاه إيجابي للسلم العالمي واستقرار المنطقة، وتبنّيها علاقات شبكية (العلاقات مع الأضداد فتكون وسيطا ناجحا يثق به الطرفان) فتظهر مهارة سياسية في إبقاء التوازن بينها وبين الجهات المتضادة لدرجة الحرب.

وهذا يختلف عن التفكير الخطي بضد أو مع والذي تحاول دولة كالولايات المتحدة فرضه ضمن منهجها الإسبارطي رغم أنها تتبع العلاقات الشبكية بتكتيك علاقاتها. الدول الوظيفية بإمكانها أن تقول لا وأن تجبر الدول الكبرى على احترامها، وهذا له أحداث في التاريخ القريب مع السعودية والإمارات، فقد صنع المؤسسون لدول الخليج مكانها الذي لا يمكن الاستغناء عنه دوليا وكلما تعاضدت أصبح دورها أكثر متانة من خلال تنسيق وتخطيط محكم مطلوب حاليا وفي المستقبل غير البعيد.

الخلل في العلاقات:

هذه الدول الست ومعها مصر والعراق والأردن وسوريا، تشكل نبضا لقلب الأمة الذي في جوفها، وتحتاج صناعة قلب الأمة الذي يفكر لأننا في أزمة نحتاج إلى التفكير الاستراتيجي من خلال مراكز دراسات غير تقليدية أو تجتر المعلومة بل تبتدع.

في الدول غير الدول الست كانت تتفاعل خليطا من الفكرة القومية وصراع فكري مستورد من هنا وهناك، وكان العراق مثلا كدرع لدول الخليج ومتكأ معنويا إلى أن حدثت الخطيئة التي غيرت التوازنات النفسية وأضعفت دول المنطقة والدول العربية، فرغم الخلافات التي بين الدول، فقد كانت هذه الدول تلتقي بحزم وتأثير. الملك فيصل رحمه الله اتخذ قرارا ستمر ذكراه الخمسون في 17 تشرين الأول/ أكتوبر القادم، وكذلك فعل الشيخ زايد، وكذلك تكرر في حرب حزيران.

دول مجلس التعاون منظومة تتكامل عندما تتوسع لتشمل اتفاقية إن لم يك انضماما لدول أخرى كالعراق ومصر والأردن وسوريا، وترتبط بهذه الاتفاقية مع الدول الإسلامية المحيطة للتكامل الاستراتيجي، لكنها كمرحلة أولى سيكون من المصلحة للأمة ودول الخليج أن تعيد تنظيم مجلس التعاون، عندها ستتحكم هذه الدول بالاقتصاد العالمي


لكن دخول الكويت، هز فكرة الترابط العربي واستغلته قوات أجنبية لم تك تحلم أبدا بالدخول الرسمي إلى الخليج بحرية تامة، وهذه القوات تبقى تعمل على تثبيت نفوذها لكن لا ينبغي أن يتقاطع مع تعاون دول الخليج مع بعضها.

الظروف المتعاقبة واختلاف السرعة بين دول الخليج في النظر إلى المصلحة وأين تقع؛ جعل مجلس التعاون عرضة للتفكك نتيجة الإجراءات الأحادية التي كانت تُتخذ وفق هول الصدمة لكل منها وما تلاها بعد تبدد نفس الفريق (هذا تقديري للأمر)، وأضحى التكامل الضروري والقرار المشترك الجدي موضع تساؤل، وهذا عكس المطلوب لأنهم سيكونون عرضة للانفراد بهم، وهنا فقط يكونون ضعفاء يمكن أن يضرّوا ببعضهم، كما أن فقدان التناصح في مسائل حساسة قد يتسبب بالخطايا، في حين أن التنسيق في الطاقة مع السعودية حتى وإن عملت في الملف دولة خليجية أخرى، وهكذا بقية الملفات لضبط إيقاع فاعلية المجلس.

دول مجلس التعاون:

دول مجلس التعاون منظومة تتكامل عندما تتوسع لتشمل اتفاقية إن لم يك انضماما لدول أخرى كالعراق ومصر والأردن وسوريا، وترتبط بهذه الاتفاقية مع الدول الإسلامية المحيطة للتكامل الاستراتيجي، لكنها كمرحلة أولى سيكون من المصلحة للأمة ودول الخليج أن تعيد تنظيم مجلس التعاون، عندها ستتحكم هذه الدول بالاقتصاد العالمي ولا أبالغ إن قلت تؤثر كثيرا في السلم العالمي

الرابط الى عربي 21



الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

83 - ولـــــــــــــــد الهـــــــــــدى

 

ولادة آدميـــــــــة

كأي من أبناء آدم ولد الرسول، وبعيدا عن روايات التميز لتلك اللحظة فهي روايات لا تنسجم مع طبيعة رسالة الإسلام، والتي هي إصلاح الآدمية وبناء الإنسان، ومنظومة أخلاقية ينبغي أن تقود السلوك فيكون معتنقها انسان، رسالة لا تطلب من معتنقها أن يكون من الخوارق ولا ناسك يعتصم بالجبل ليبني هناك صومعة تقربه من السماء، أو تعزله عن الناس؛ إنها ولادة من سيحمل رسالة تطلب أن تكون بشرا سويا تخطئ وتستغفر تحرص على جمع الزاد ليوم المعاد، ليس بالتبتل بل بالعمل، وليس بالتقوقع بل بالانفتاح، من اجل هذا كانت ولادة الرسول ولادة كأي ولادة، ليست كولادة المسيح التي عزلت نسب الظهر عن بني اسحق من يعقوب لتقول ليس هنالك منكم بعد اليوم رسول، لتذهب بها إلى واد غير ذي زرع حيث سلال
ة إسماعيل من إبراهيم نبي الإسلام والتوحيد.

تعبد بالوسيلة

وقد تحولت السلالة إلى التعبد بالوسيلة وتجسيدها تماثيل ورموز واختلطت فلم تعد إلا تجارة تستهوي أصحاب الغرائز الطاغية وخفة التدبر ومخرجات المنظومة العقلية التي فسدت بالخرافة، إنها ولادة بشر ككل البشر وكما سيلد من بعد رسول الله بشر مجددين على منهجه سائرين للمثاني يفتحون فيجدون من خلال الاستقراء للواقع والاستنباط مسارات لعصرهم وحلولا لمشاكلهم وتجديدا لحياتهم ليتخلصوا من التخلف ويشاركوا العالم في إنتاج المدنية من اجل هذا كانت ولادة الرسول ولادة بشرية تثبت الرسالة في هذه الأمة التي لا يحدها عرق ولا تحدد دعوتها طائفة، وإنما هي رسالة للبشرية.

ما بعد المولد:

أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

الم يجدك: كلام في المضارع فمن تمعن بها فإنها تخص كل الناس، فالنفوس قبل أن تسوى والجسد في رحم الأم؛ كانت يتيمة، لا أم ولا أهل ولا عائلة، لكنها وجدت في الدنيا لعلاقات الدنيا التي تنقضي يوم لا انساب بينكم، ثم تأتي الخصوصية والقدوة في التفكر فيخاطبه في الماضي وقد هداه بعد تفكير واعتزال، فهل اعتزل بعد الهداية، لا، فقد عرف الطريق والدعوة بالتعامل مع الناس لا الانعزال عنهم، وكان لابد للدعوة من سند مادي، فأغناه الله عندما وجد زوجا صالحة وعمل في تجارتها، فكانت الأموال داعمة لمسار الدعوة ولا شك إن هذه الأمور تحتاج مراجعة من المؤرخين، وهم يسردون حياة الرسول فالقرآن يقول انك غني.

 من اجل هذا لينظر المسلم إلى اليتيم فيأويه والى الفقير فيسد حاجته أو يعطيه ما يبني به عمل أو حياة وان شكر الله من واجبات المنعم عليه لديمومة النعم.

فهذا الدين ليس جامدا في عصور قديمة، ولا هو آتي من الماضي فهو يولد، وتفتح مثانيه من المولودين، وعلى الدولة أن تدعمهم ليتمكنوا من نشر الفكر في عصره بدل التقوقع في أحضان تاريخ انقضى زمنه والتعامل مع القرآن وكانه اليوم ينزل وكلنا مكلف بالتفكر والتدبر وبناء حياة على قيمه، فليس القرآن طلاسم أو رموز وإنما هو لسان عربي فصيح فهمته الناس حين قرئ وآمنت به، وممكن أن نفهمه ويستنبط منه أولئك الذين ولدوا ليحملوا رسالة التجديد، غني أم فقير، حاكم أم محكوم.

 إنها إدارة الحياة والنهوض بالأمة بتعدد وسائلها والتمسك بالتقوى وحبل الله المتين

إن من ينظر إليك هو الله ما اعتصمت به، فلا فقدان أب يمنع أن تكون قائدا، ولا فقدان أم، وإنما هي كفالة الطريق والتعامل مع الأعراف في المسارات إلى تمكين الرسالة  كذلك كانت رسالة رسول هيئه الله ليأخذ بأيسر الحلول وانفع القول واحسن السلوك، كذلك أي ممن يفهم عقيدة الإسلام فهو يستد من نورها ويشع بمضمونها على بيئته ومحيطه واليوم مع تقدم العلم وتقارب المكان، ووجود وسائل الاتصالات ممكن أن تشع بفكرك على العالم، رغم أننا نرى الفراغ هو الغالب واننا نسيء حتى للمدنية التي أتاحت لنا الكثير مجانا، بيد أننا نرى كم التفاهة، فحبنا للرسول لابد أن يكون فهم رسالته، ومولده هو مولد لنا في فهم رسالته، والفهم أول خطوات المسار نحو غايات الإسلام والقرآن الذي هو الإنسان (كان خُلُقُه القُرآنَ)

[عن عائشة أم المؤمنين:] سألتُ عائِشةَ، فقُلتُ: أخبِريني عن خُلُقِ رَسولِ اللهِ ﷺ، فقالت: كان خُلُقُه القُرآنَ..

شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج المسند ٢٥٣٠٢ • إسناده صحيح على شرط الشيخين • أخرجه أحمد (٢٥٣٠٢) واللفظ له، وأبو يعلى (٤٨٦٢)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٤٤٣٥) مطولًا


روابط

الجمعة، 22 سبتمبر 2023

82 -خط النقل بين بهارات وأوروبا

 





فكرة المشروع:

المشروع أساسا لحد الآن في طور الفكرة، وتوقيع التفاهم يشبه قراءة الفاتحة في خطبة الفتاة، وليس معلوما من خلال المنشورات المتعددة، إن كان مشروعا سككيا بالكامل وهذا فيه وجهة نظر، أم أنه كالتالي:

- بحريا بين بهارات (الهند) والإمارات، وبين فلسطين وأوروبا

- بريا من السعودية وفلسطين سككيا، وبريا في أوروبا بوسائل متعددة.

لذا، نجد من الضروري تبيان الرأي وإعطاء البدائل الأفضل كأفكار تحقق الغاية بشكل أفضل، فالمرسوم لا يحتوي أي مقومات استراتيجية أو حتى أمنية، وهو يدخل في مناطق ليست مدروسة كفاية لمثل هذا المشروع على حد علمنا إن كان سككيا بالكامل، لذا فقد تُنتج الدراسة ما ليس في الحسبان، مما يؤثر على الجدوى الاقتصادية وإمكانية صيانة المشروع. وهو يحمل الهيدروجين وكابلات اتصالات وكهرباء وعُقدها التي تمر في دول متعددة، وما يعني هذا من حيث الأمن القومي والصناعي في نفس الوقت، أي بمعنى أوضح هي قابلة للاختراق عند خروجها من الماء إلى اليابسة ودخولها من اليابسة إلى الماء مثلا، وقد يحصل انفجار لخلل ما يوقف المشروع زمنا، في حين يمكن أن يمر هذا المشروع ذاته على طريق معظمه بري، إن تجاوزنا الصراعات السياسية التي لا تعتبر صالحة للقرار، وفق نظرية السياسة المستدامة التي هي تحتوي التنمية المستدامة، والمعنى لا يجوز اتخاذ قرار يضر بالأجيال.

المشروع والعرب:

المشروع سيجعل من المملكة العربية السعودية ومن الإمارات العربية ممرات وحسب، بل تغيير المسار نحو الإمارات يبدو وكأنه ليس جادا، المملكة ربما خسارتها الاستراتيجية لا تبدو كبيرة، لكنها كذلك إن استعدنا قناة الملك سلمان إلى الذاكرة مع تحوير لها، ليكون ميناؤها في سبخة الحمر والآخر في جدة وتنطلق من الإمارات أو خط ما بين البلدين، حسب ما هو أمثل لفتح المسار نحو سبخة الحمر التي تنخفض طبيعيا 26 مترا تحت مستوى سطح البحر، وبذلك تتحمل إبحار ورسو أكبر سفن الشحن. وهو يمكن أن يكون ضمن مشروع نقل بحري إلى بهارات، أما الكابلات وهي تحمل الغاز والكهرباء مع الاتصالات، فلا بد لها من خط أكثره بري وجمعه مع خط سككي يعدّ من تحديات منظومة المشروع.

أما الإمارات كدولة وظيفية للمال والأعمال، فستفقد قدرا كبيرا من أهميتها لتتحول مجرد ممر، وهذا ليس ملائما للإمارات المركز المالي والتجاري.

ما هي البدائل؟

البدائل متعددة، وربما تكون الفكرة حافزا لتعاون دول مجلس التعاون في إقامة مركز تجاري بحري عند منطقة سبخة الحمر، وسأحاول أن أضع البدائل في رسم واحد وأوضحه في الشرح.

البديل الأول؛ هو الخط البحري الذي لا يلغي أهمية أي دولة كالإمارات أو قناة كقناة السويس، ويدخل قاطعا السعودية أفقيا إلى الخليج، حيث ميناء سبخة الحمر، وتتوزع منه خطوط (سككية) لدول المنطقة

ولهذا الخط فوائد بيئية في إنشاء محطات للتحلية للزراعة والشرب وإنشاء المساحات الخضراء وإقامة منتجعات موسمية رائعة.

البديل الآخر؛ يعبر البسفور معلقا فيكون أسهل في الصيانة أو عبر المضيق تحت الماء، ويعود موازيا لخط السكة الحديد، ليتصل بالعراق ثم يذهب نحو مساره المصمم له، والأفضل ألا يتجاوز الأراضي الإيرانية ما لم يكن ذلك مؤثرا على الجدوى، حيث يمكن أن تدخل إيران بضائع عن طريق نقطة البصرة، ودول الخليج عن طريق جدة أو الإمارات، وتتبع ذلك مسارات الخطوط الناقلة الأخرى من هذه الدول وغيرها.

البديل الأفضل:

إن مصدر الطاقة هو دول الخليج، فالأولى أي مصانع للهيدروجين أو التوليد للكهرباء أو غيرها يمكن أن تقام في دول الخليج وتوزع بأسهل الطرق على العالم، فهذه الدول هادئة ونامية وتحتاج أن تكون منتجة، ويمكن أن تساهم معاملها في تشغيل كوادر من دول محيطة، فيحل الاستقرار والسلم العالمي.

إن البناء الاقتصادي يحتاج إلى استقرار، والاستقرار لا يأتي بمشاريع فكرتها تعدها منتهية، وإنما توضع ضمن مجموعة خيارات كالتي وضعناها وتدرس وتقارن بالجدوى من ناحيتي الاقتصادية والاستقرار المدني والمجتمعي، ونهضة مفيدة للمنطقة والعالم.

نقطة نظام

إن كان المشروع نقلا وتفريغا وتحميلا في مفاصل عدة بين البر والبحر، وربما تخزينا متكررا، فهو ليس مشروعا واعدا، وتبقى قناة الملك سلمان (المعدلة) الأفضل من جميع النواحي في المفاضلة.

الكاتب يفضل النقل البحري الذي تكون كلفته كخط ناقل للبضائع، هي حفر قناة سلمان وإنشاء ميناء ضخم في سبخة الحمر وجدة، ثم ربط الدول بعضها مع بعض في المنطقة بشكل تدريجي

اليوم لا تنتظر الدول أن تدعي لتكون جزءا من مشروع وهي استراتيجيا فيه أو خارجه، أو تقول؛ إن المخطط وضعني في الهامش، بل على الدول السعي لتكون ضمن فاعلية المخطط تعدل وتضع خيارات لا تتلقى الأفكار وتنفدها وحسب، الاستراتيجية والاستدامة تبدد عندما ينظر لها بمنظار الحدث القريب، بل لا بد من النظرة الكلية، وكما يقول البدوي: "الذي لا يوني يغرق".

للقراءة في الغرب السعودية

للقراءة في عربي 21

السبت، 16 سبتمبر 2023

81 - اختـلاف اللغــــــــــــــــــة

 



ما المقصود باللغة؟

اختلاف اللغة ليس تسمية الأسد بـ"Lion"، فهذا اختلاف لا يغير من ماهية المُسَمَّى، ما أعنيه من اللغة هو طريقة التفكير، التي تختلف بين الشعوب وفق التربية الأساسية والجهاز المعرفي بمعاني المصطلحات ودرجة حساسية القيم والتي تقاد بركيزة البناء التصوري والفكري في تعريف السلوك والأشياء.

سبب اختلاف اللغة:

اختلاف اللغة سيدير حوار الطرشان في التعامل بين البشرية والثقافات وبالتالي يعادي الناس ويحتقر بعضهم بعضا جراء انطباعات، ولعل تباين الناس في التطور المدني وهو ما يحصل حتى في الشعب الواحد؛ يبرز سوء التفاهم أمام معرفة الحقيقة وانتقالها وهي مسألة حضارية فكرية تتفاعل مع محاولة الإنسان تبسيط الأشياء لفهمها بإيجاد فكرة واحدة أو سبب واحد ونتيجة واحدة، وهذا ضد سنن الكون الذي تتضافر في تكوينه وديمومته عوامل عدة لكنها تتفاعل وفق قانون ونظام إلهي يسيّر العالم، بل الأرض واستمرار وجودها.

جدلية الاختلاف:

الاختلاف أساسا يفهمه البعض من سنن الكون لكن الآيات تشير إلى أن التفكير هو السنة الكونية تخرج الاختلاف كوسيلة إيجابية للتصويب ولإثارة الإبداع عند الآدمية وتوليد الأفكار، بيد أن فهم الإنسان يحتاج إلى أن يتسع ليستوعب وليس أن يذهب إلى الأحادية، ومن أهم العوامل التي تُحدث التباين بين الشعوب هي الإسقاطات التاريخية وكيفية معالجة إخفاقات ومطبات التاريخ بالمنظومة المعرفية التي تحولت اليوم إلى جهاز آلي معرفي لا تجري فيه عملية إعادة التغذية بكفاءة، مع تصوره أنه امتلك الحقيقة بينما البيئة التي أنشأت الفكرة والسلوك مختلفة.

كذلك طريق التفكير، فمنهم من تنشط منظومته العقلية لتكون أكثر قربا من الحقيقة، ومنهم من تنشط لتبتعد عن الحقيقة، فالعملية الفكرية هي الأساس في تفسير الأحداث وفي حل الإشكاليات والمعترضات، وهي أساس الخلق ومن فرّق في النتائج من بدء الخليقة وصراع قابيل مع افتراضاته كما يفعل الذين يديرهم هواهم في الشرق والغرب، والنتيجة أن هابيل الضحية ويفشل قابيل مع الندم.

"وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ* إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ".. لو تأملنا في هاتين الآيتين لوجدنا أن الاختلاف من نواتج التفكير، وسبب تطور المدنية والعمران وتلاقح الأفكار والوصول إلى مقاربات الحقيقة، فالحياة في الأرض امتحان لمنظومة الإنسان العقلية، والله خلق الناس ليفكروا فمنهم منظومة فاشلة لها منطقها ومنهم منظومة ناجحة لها منطقها، هي مخرجات تقود السلوك ولا تتشابه بين الأفراد أنفسهم لهذا تُخضع بقوانين وسلطة، وما نجده اليوم تماما كتغلّب قابيل على هابيل المسالم، وطغيان المنظومة العقلية الفاشلة على العالم، وقلة من الناس متمسكون برحمة الله وربما ضحايا لهذا الطغيان كهابيل، فمحاولة أي شخص أو فكر أو رؤية أن يجعل الناس مثله فهذا تخلّف وفشل في المنظومة العقلية وتخالف "لتعارفوا" والتي تدعو للتفاهم والاتفاق على الإعمار لا الهدم والفوضى التي نراها بوضوح في عصرنا.

كلما ابتدع الغرب وسيلة أجبر الدين على التماهي معها، فهذا اختراق له سوابق تاريخية والتماهي ممكن كما تماهى مع قسطنطين في العقيدة، وخضع لسلطة الحداثة، يتماهى في قبول حالة كالشواذ وكأنها صحيحة وربما يصل الأمر أن يُكفَّر ويُقتل من يخالف هذا لاحقا كما كُفّر وحورب قسطنطين نفسه من رجال الكنيسة التي صنعها عندما أصبحت هنالك مصالح أقوى من اتّباع قسطنطين ومن حمل فكره بعد فهمه للأصل.

كما نرى هذا فهم لإسقاط تاريخي قد يكون هنالك غيره، كذلك مجمل الإسقاطات التي تولدت منها أفكار الغرب الحالية التي جاءت بردود الفعل وافتراض حالات لا معنى لها ومصطلحات فارغة لا واقع لها وفرضها على العالم.. عملية الفرض هذه أشد حالات التعصب لـ"ديانات ضد الدين" التي تنبثق عن أفكار علمانية وليبرالية وتحاول تطويع الأديان المنزّلة على الرسل لأفكارها، وليس للتفاهم وقبول الخصوصيات، وكما كانوا ينشرون ما يرون من حقوق الطفل مثلا، نجدهم اليوم يلغون حق الطفل والأسرة وكل ما يعترض نشر الشذوذ وإشاعته، وإجبار الكنيسة على التماهي وعقد عقود لا معنى لها. ومن هنا فهم بعض المفكرين المسيحيين أن محافظة المسيحية على بنيانها هي نتيجة ثبات الثقافة للمجتمع الإسلامي المتين بنيويا الذي لا يتأثر بجغرافيا أو نظام سياسي والأديان في نسيجه فتجدهم دعاة لقيام النظام الإسلامي بفهم ووضوح أكثر من اغلب المسلمين.

يفترض الغرب أن ما يتبناه يجب أن يهيمن على العالم رغم أنه مقحَم وشاذ وليس صحيحا وغير مثبت لا علميا ولا اجتماعيا إلا من باب الطغيان، وهذا أمام حقائق كونية وسنن هو منتهى التخلف وأحادية النظرة ونموذج لفشل المنظومة العقلية الآدمية عند هؤلاء الذين يشيعون الدمار والفساد في الأرض، فإن تبنوا لاحقا ضد ما يتبنون الآن فعلى العالم أن يتبناه كذلك والا سيتعرض للعقوبات والتدمير، ولا يهم إن كان ما يعرضه هو ضد دين ، بل يجب أن يخضع الدين له، وهذا لفاعلية الغرائز كالسيادة وأحادية النظرة، وهم اليوم يستغلون بعض المأزومين من الأديان الأخرى لمهاجمة الإسلام مستغلين جهلهم بأنهم يهدمون حماية وجود دينهم في الشرق ويتحولون مِن "لَكُمُ دِيْنُكُمْ" إلى حالة الغرب دين تابع لنزوات القيم المهيمنة.

إننا إذن نعاني من اختلاف اللغة ولو تأملنا سنجد مشاكلنا جراء هذا الاختلاف، فطريق التفكير مختلفة والخطورة في إجبار الآخرين على قبول التفاهة والهراء بما تطورت إليه فكرة الليبرالية، والمتغلب اليوم هي المدنية، لهذا سيُنظر للآخر الجاهل والعالم أنه متخلف ويحتاج أن يتبع سبل الغربيين الضالة وفرضياتهم غير المثبتة وإجبار الناس عليها، وإعانتهم أو الاستسلام لهم تحيل الصالح إلى مجرم لأن مواصفات الليبرالية لطالما تم التخلي عنها حسب الظرف وهي اليوم مقلوبة.

"فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ".. إلى قوله تعالى: ".. فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ* وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ".

إذاً، الاستقامة وعدم الطغيان أو الاعتداء على أحد وليس كما يفعل المتطرفون الذين لا يفهمون معنى الأمر بالمعروف، وليس الحل بأن تضعف وتتبع هؤلاء "القابيلين" لأن إنابتهم بصمودك وإن كنت الضحية. الإنسان ليس ملاكا فاستعادة توازنه بالبقاء مع الله بارتباطه ودعائه في صلاته، والصبر هو في هكذا أمر، أي المطاولة والثبات على الحق والإحسان في مقاومة الباطل وتفنيده له أجره، لأنه بضعف الدعاة العارفين والثابتين على الحق فإن الفساد سيعم وهو ما نراه من تقدم وصلافة وإشهار للفساد واضطهاد للصلاح والصالحين.

ما سنراه قريبا من فوضى الحياة التي ولدتها فوضى الأفكار لا بد أن نعرف أنها لغياب الصلاح، ورأينا فعلا كم من مدن كانت تزعم الصلاح ولا تعمل به قد دُمرت، ولكن هل من متعظ! فإن هذا ليس إلا تنبيها لمن ألقى السمع وهو شهيد.

للقراءة في عربي 21 هنا لطفا

136- جدلية ازدواج الشخصية في المجتمعات.. استعمار الأفكار (2-2)

 رابط عربي 21 صراع  قيمي الذي في مجتمعنا مهما كان دينه، هو متعرض لإضافة قناعات إلى فِكْرِهِ من مراجع فكرية متعددة غزت المنطقة والآن الكثير م...