مشكلة المنطقة:
في واقعنا الإقليمي العربي والمحيط الإسلامي بها لا نجد لها أي حساب في الاستراتيجيات الكبرى وإنما هي واقعة ضمن التكتيك ككيانات وظيفية يتمكن بعضها من بعض ويعادي بعضها بعضا وبحراك وإيعاز ضمن التكتيك في استراتيجيات الدول الكبرى وفي صراع الدولتين الأكبر نفوذا وسيطرة على الاقتصاد، على الرغم من أن هذه الدول العربية والإسلامية هي مركز الأرض وتملك الطاقة والثروات الطبيعية والبشرية التي تبدد بسوء الإدارة ومن خلال التداعي وعدم الاستقرار، فلا خطط حقيقية تبنى ولا تعاون مخطط له أو تدرس جدواه وفوائده، لكن أحيانا تتحرك بعض الدول في تكتيك دولة عظمى ضد مصلحتها وربما وجودها ككينونة أو سلطة هي السبب في الخوف والانصياع، بينما لو اتجهت هذه الدول للتكامل في متعدد القضايا التي موضوع الساعة والتي هي مجرى الدم واللمف في جسد الدول الصناعية لكان لها وجود ورأي وذكر بدل التجاهل الآن وكأنها ليست على الخارطة إلا آبار نفط ومناطق استهلاك.
◄ أسباب ذلك:
تجهيل: عوامل كثيرة لن احصرها حتى لو أردت لكن أتحدث عما يمكن أن يراه المواطن الذي يفكر في واقع الحال، فنلاحظ البارز أن الاهتمام بالكراسي والوجود عليها وطلب حمايتها ممن لا يهتم بها والخوف من الشعب الذي هو القوة الحقيقية التي تدعم النظم، فيكون كما يقال العدو داخلي تحتار بان تقضي عليه أو أن ترضيه، فلا ترتبط السلطات إلا بالمنتفعين، أو جيوش من الجهلة الذين يتغير موقفهم وفق ما يرونه مصلحتهم وهم أصلا لا أهلية لهم للحكم على المصلحة فتندثر النخب وتوأد الكفاءات أو ترحل تلك التي تجعل بجهدها ومخرجاتها قيمة لأي كيان.
أفيون العصبيات:
إثارة وتأطير الخلافات العقدية أو ما ينتج عن إثارة غريزة التدين أمام معلومة أو فهم قليل، فيربى الناس على التدين وليس الدين ثم يستغل هذا في تأجيج الصراعات وهذا لا يخلق تفاهما مدنيا بل أحادية النظرة، يرى عيوبه في الآخر كما يراه ولا يرى نفس العيوب فيه، وهذا العماء لا يعتمد على علم وثقافة أو تأهيل علمي وظيفي بل يميزه التوقف والمراجعة مع الفهم وتحسس الأمة بسرطان ينمو داخلها، وهذا لا يقتصر على المتدينين بدين بل المتدينين بالعلمانية وما تحويه من أفكار منقولة من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار فهو أفيون يضرب موطن العقلانية بالوهم وان سمى البعض نفسه بالعقلانيين، المشكلة أن الكذب في هذا الاتجاه ليس بتصديق الناس له وإنما بتصديق من يكذب لنفسه فيكون الفساد.
تبديد الثروة:
هنالك فائض نقدي وإمكانيات للاستثمار بل توطين الصناعات والهيمنة الاقتصادية على العالم والتحول من الوظيفية إلى الفواعل فقيادة الاقتصاد العالمي في المال والأعمال والسياسة، والمعاملات الاقتصادية من بنى تحتية كالثروات الطبيعية والبشرية متاحة ومتوفرة، بيد أننا نرى أن هنالك مجالات مفتوحة لتبديد المال باستثمارات لا معنى لها أو قيمة في ارتقاء البلد، أو شراء لكماليات وطاقات لا يحتاجها الواقع مجرد تبديد للأموال وقناعة السلطات بينما هنالك معاناة للطاقات وسوء معاملة واهتمام بالكوادر التي في المنطقة وإحساس بالدونية أمام الكوادر الأجنبية وصرف الأموال لتقوية إنتاجهم ولكن لبلدانهم، وهنا تأتي عملية الطرد بلا امر وإنما ارتحال الطاقات لتخدم بلا ذكر أو عوائد للبلد الذي تهرب منه الطاقة، فتجد مستشفيات يديرها أطباء عرب من عباقرة الطب ويستدعى طبيب اجنبي ربما اقل مهارة بأموال طائلة نتيجة الهزيمة النفسية والإحساس بالدونية، الاستثمار خارج الإقليم يشجعه ديمومة الخلافات وعدم الاستقرار التي تثيرها أيدولوجيات مثارة مزعومة محصلتها إبقاء التخلف وتبديد الثروات مهما كانت أو وصفت الأسباب من غباء وتفاهة.
◄ ما الحل؟
الحل ليس صعبا ولا هو سحر أو معجزة، بل هو متاح ويحتاج مراجعة من الدول الرئيسة التي تمتلك الطاقة والثروة وحكمة في السياسة مع تفاهمات بينية تحل التنازلات الخارجية، ولست أدرى إن كان ما تفعله السعودية أو الإمارات في هذا الاتجاه فمن الصعب استبيان الاستراتيجيات إن بنيت بسرعة في عمر الزمن لكنها لا يمكن أن توصف بغير «الحصيفة» وهي تتوجه نحو الشرق أو قراءات الإمارات الواقعية من خلال تحركها نحو تركيا، وكذلك قطر في حراكها بذات الاتجاه أيضا وهذا سابق لهذا الوقت بحكم وظيفتها السياسية في المنطقة فمن الطبيعي أن تحافظ على روابط ودول الجوار الإسلامي.
الموضوع بالتأكيد لن يغطيه مقال.